«علي السيد».. هل اكتشف أجندة «إبراهيم الميرغني» الـخفية؟!
القصة الملحمية التي تجسد الصراع المأساوي بين الدكتور “علي السيد” القيادي بالاتحادي الأصل، والأستاذ “إبراهيم الميرغني” الناطق الرسمي باسم الحزب بكل فصوله وأبعاده تفتح الباب على مصراعيه للوقوف على الزوايا الخفية والدلالات الغامضة حول ملامح الإشارات القاسية والهجوم الكثيف المتبادل بين الرجلين.
إنه تصادم عنيف منذ يناير 2013م على وزن حمولة الفيل من حيث الطول والعرض، وقد كان أول انتقاد من “علي السيد” صوب “إبراهيم الميرغني” في ذلك التوقيت عندما طعن في قرار تعيينه ناطقاً رسمياً للحزب وعدّ الرجل غير مؤهل لذلك الموقع الحساس.
وعلى المستوى الشخصي، أذكر أنني سألت الأستاذ “هشام الزين” القيادي بالحزب بحكم انتشاره في أروقة الاتحاديين وطائفة (الختمية) المتعددة عن معرفته بالناطق الرسمي الجديد، وقد ذهلت عندما قال لي الأخ “هشام الزين” إنه لا يعرف “إبراهيم الميرغني” ولم يسمع به إطلاقاً بل زادت الوتيرة الغريبة عندما حكى لي العديد من منسوبي الاتحادي الأصل بأن الأخ “إبراهيم” لم يكن ضمن المساهمين في العمل النضالي خلال مناهضة الإنقاذ، ولم يتعامل معهم عبر المحطات الحزبية التي تشكل أنموذجاً واضحاً لقياس الكادر الاتحادي الملتزم.
ظل الدكتور “علي السيد” يقوم بأدوار حزبية مدروسة من خلال التفاكر مع العديد من القيادات الحزبية في سياق فضح المشاركة ودلق الإشارات لتفعيل مسارات الجمود الحزبي، وكثيراً ما كان “إبراهيم الميرغني” يتقاطع معه في تلك الأهداف والمرامي حتى جاءت حادثة المسدس الشهيرة التي قلبت الطاولة وصارت على أفواه الكافة في جميع المستويات.
خلال الأيام الفائتة، نظم الأستاذ “إبراهيم الميرغني” مؤتمراً صحفياً حول مبادرة مولانا “محمد عثمان الميرغني” عن الوفاق الوطني في سياق آليات جديدة، فالشاهد أن الرجل استولى على جميع كروت المؤتمر الصحفي من الألف إلى الياء، فقد كان سيد المنصة وموزع الفرص والقائم بإعداد المادة السياسية وتوضيح الإجابات، في حين تحوّل بعض قيادات الحزب إلى مجرد متفرجين على المنصة باستثناء الحديث الوحيد الذي أدلى به الأمير “أحمد سعد عمر”!!
الموقف كان مليئاً بالدهشة والاستغراب، فقد جاءت فكرة المؤتمر الصحفي طبقاً لإفادات “إبراهيم” من مولانا إلى الناطق الرسمي كفاحاً دون مشورة الطاقم الحزبي بالداخل، وكان طبيعياً أن يحدث التصادم مع الدكتور “علي السيد” من باب التحوط لأفكاره الجريئة وخطواته التي لا تنسجم مع الطبخة الجاهزة.
ما لا يدركه الكثيرون أن الملحمة التراجيدية بين “علي السيد” و”إبراهيم الميرغني” أزاحت العديد من المكنونات، وفضحت الكم الهائل من الأجندة الغائبة عن العديدين في الحزب التي توجد في دواخل “إبراهيم الميرغني” فهو في سجاله العنيف ضد “علي السيد” تحدث بلغة مبطنة خارج الشعور تنم عن تفكيره وطموحاته ليكون واحداً من القيادات الكبيرة خلال المستقبل في إطار تجاوز أبناء (مولانا) في سلم الاتحادي الأصل بعد أن لاحظ ابتعادهم عن العمل الحزبي الكثيف وميولهم للسفر خارج القطر.. فضلاً عن ذلك، يحاول “إبراهيم الميرغني” الاستقواء بمولانا في تحركاته ومواقفه دون أن يدرك بأن هذا المنهج يحول مولانا إلى خديوي في التركية السابقة وليس زعيماً حزبياً يحترف قواعد الديمقراطية والمحاججة.
وفي السياق يرى “علي السيد” بأن “إبراهيم الميرغني” يحاول إدخال (مراغنة شمبات) في العمل السياسي من أجل قيادة الحزب خلال الفترة القادمة، باستخدام الخطوات البطيئة والتريث ومنهج الصدمة، فهم ينكرون الآن صلتهم بالاتحادي الأصل حتى يصلوا إلى أهدافهم بخطوات غير مرئية كدخول الظل على الأرض.
من هذا المنطلق يلوح السؤال المركزي.. هل اكتشف “علي السيد” أجندة “إبراهيم الميرغني” الخفية، وبذلك دخل معه في الاشتباكات والحروب الطويلة، فالشاهد أن الإجابة تنضح بأن “إبراهيم الميرغني” طبقاً لعلاقاته الموتورة مع “علي السيد” قد وقع في الارتباك الذي يكشف ما بداخل المرايا من برامج وطموحات كبيرة تمشي على أوتار أهل الثقة للوصول إلى الهدف المنشود.
في الإطار، حاول بعض رؤساء التحرير الذين لا يعرفون لوغريثمات الاتحاديين الدفاع عن مواقف “إبراهيم الميرغني” في قضية المسدس، فقد كانت الحقيقة الكبيرة التي تجاوزت تفكيرهم أن المسألة ترتكز على طموحات خطيرة أقرب إلى منهج “مبارك الفاضل” في حزب الأمة القومي كما يقول البعض مع اختلاف التكتيك والمآلات.