لقاء ومذيعون ولاعبون
يتساءل الناس، هل كل النقاد الرياضيين محايدون أم لكل منهم ميوله الخفية التي تؤثر في تقييمه للأداء؟ وقد عرفت العديد من أنواع النقاد منهم من يعلن عن انحيازه لفريق ما بشكل صارخ، بل يعمل مع أحد الفرق بصورة علنية مثل الناقد “أحمد محمد الحسن” الذي لم يخف يوماً ميوله المريخية، بل وكان رئيساً لتحرير (صحيفة المريخ)، لكن أقف هنا وأتحدى أي واحد من القراء أن يقول لي ما هو الفريق الذي كان يشجعه الراحل “حسن مختار”، هو نفسه تحداني يوماً أن أعرف فريقه فلم أستطع معرفة ذلك من خلال كتاباته، وفي الحقيقة اعترف لي في يوم من الأيام أنه يشجع (الهلال)، لكن لا أحد في الوسط الرياضي يعلم ذلك، وقال لي أنت أول شخص يعرف ما هو فريقي، وبالفعل لم أعرف حتى لحظة اعترافه.
النقاد المصريون هناك من يعترف بتشجيعه لأحد الفريقين الكبيرين (الأهلي) أو (الزمالك)، “محيي الدين فكري” مثلاً اعترف بتعاطفه مع (الزمالك)، و”نجيب المستكاوي” الكابتن الكبير اعترف بميوله الأهلاوية، وبين هؤلاء من يعترف حقيقة وكتاباته تفضحه كل يوم ويظل متمسكاً بعدم الاعتراف. كثير من النقاد المصريين اعترفوا عندما حوصروا حصاراً شديداً وتركوا الباب مفتوحاً للتراجع، ولا ألومهم في ذلك فكلنا دخلنا مجال الرياضة عن طريق الانتماء إلى أحد الفرق، ولهذا من الطبيعي أن تكون لدينا ميولنا لأحد الفرق، أحدنا قد يتعصب لمنطقته ولكل فريق يأتي منها. وعلى الجانب الآخر هناك مذيعون تفضحهم طريقة إذاعتهم للمباريات مثل ذلك المذيع الذي كان يتعاطف مع (الهلال) وفي إحدى المباريات أحرز لاعب المريخ “الجيلي” هدفين في شباك (الهلال)، وكان واضحاً أنه يستعد للهدف الثالث فلم يبقى لهذا المذيع إلى استخدام صوته لإظهار خوفه من الهدف الثالث. والغريب أن الهدف الثالث جاء من لاعب آخر لم يبقى له إلا أن يقول الحمد لله أن الهدف الثالث جاء في آخر دقيقة وليس بالإمكان إضافة هدف رابع.. أذكر في إحدى المباريات بين (الهلال) (والمريخ) لم تكن في الدوري أنهم جاءوا بمذيع جديد ظهر من الدقيقة الأولى أنه يتعاطف مع (الهلال)، ورغم أن (المريخ) كان في أسوأ أوضاعه ولم يتوقع منه أحد الانتصار، إلا أن ذلك المذيع لم ينس أن يشكر الله عند كل فرصة تضيع من (المريخ)، بل إن “زيدان” عندما انفرد بالكرة وأطاح بها لم ينس أن يقول (الحمد الله كورة ضاعت بعيد)، ذلك المذيع لم أسمع به منذ ذلك التاريخ لأنه (فضيحة)، فقد كان يحمد الله مع كل هدف يضيع لـ(المريخ)، ولحسن حظه أن (الهلال) أحرز هدفين فأصبحت النتيجة (ثلاثة واحد) فأنقذه ذلك من حرج شديد.
في موسم 61 – 1962م، جاء (المريخ) بمهاجم من “عطبرة” اسمه “ماجد”، كان هذا اللاعب ينطلق كالصاروخ ويهدف وهو يجري بقوة وهو أمر لم يعتده حارس الهلال من قبل، لهذا انتصر (المريخ) على (الهلال) ثماني مرات متتالية ولم يعرفوا كيف يوقفوه حتى جاءهم “جكسا” الذي أوقف انتصارات (المريخ) وحول أحزان (الهلال) إلى أفراح، الغريب في هذا اللاعب أنه لم يستمر طويلاً تحت الأضواء بل هاجر إلى “السعودية”.
من المباريات الطريفة التي شاهدتها مباراة بين فريقين من الشباب في ميدان مربع (7) امتداد الدرجة الثالثة، وكنت حينها أحضر كرسي البلاستيك وأجلس عليه في ظل العصر وأتفرج على مباريات ساخنة، وفي إحدى المرات وفي مباراة ساخنة بين مربع (7 و8) وكان كل فريق يرتدي زياً مختلفاً، حدث أن احتسب الحكم (فاول) ضد فريق مربع (7) وأوكل فريق مربع (8) المهمة إلى لاعب ضخم لتنفيذ هذه الضربة بكل قوة خاصة وأنها كانت قريبة من المرمى على أساس أن يحرزوا هدفاً مباشراً، ويبدو أن ذلك اللاعب كان مصمماً على أن يلعبها بقوة وتراجع عشرات الأمتار إلى الخلف، وأصر لاعبو مربع (7) على حائط بشري وهذا حقهم طبعاً، وتراجع اللاعب عشرات الأمتار وتوقف اللاعبون العشرة أمام مرماهم لحمايته من هذه الكرة، وما أن اقترب من الكرة ليهدف حتى فر اللاعبون العشرة الذين يشكلون الحائط ولم يبقى منهم أحد، لدرجة أن اللاعب لم يعرف ماذا يفعل وكانت المرة الأولى التي أشاهد فيها فريقاً بأكمله يهرب من ضربة حرة مباشرة.
> سؤال غير خبيث:
هل تستطيع أن تحدد انتماء الناقد الراحل “حسن مختار” من خلال كتاباته؟!