مجرد سؤال

السودان جله مناطق سياحية ولكن!!

الأسبوع الماضي أتاحت لي ظروف العمل فرصة اعتبرها ذهبية للغاية حين ذهبت في رحلة لـ(شلال السبلوقة) في معية شركة (سكر كنانة) الراعي الماسي للرحلة وذلك في إطار المسؤولية الاجتماعية.. نعم إنها فرصة ذهبية بل وماسية لكوني أزور منطقة من أجمل المناطق السياحية بالسودان (شلال السبلوقة).. منطقة سياحية غير مكتشفة أو قل مكتشفة ولكنها غير مستغلة الاستغلال الأمثل، ولم تستفد منها (وزارة السياحة) في أن تجعلها منطقة سياحية من الدرجة الأولى.
فالسودان يتمتع بنهر النيل والذي هو الآخر يعتبر سياحة.. فالزوارق التي تجوب يمنة ويسرة داخل النيل هي سياحة نيلية حبانا الله بها، وعندما تتجول داخل النيل وأنت تمتطي زورقاً، فإن السعادة تكون أكبر لترى عن قرب (شلال السبلوقة) الذي قرأنا سيرته في جغرافيا المرحلة الابتدائية.
نعم السودان يتمتع بمناطق سياحية كبيرة جداً، ولكننا لم نستفد منها الاستفادة الكبرى ليكون عائدها أكبر، فهنالك حضارة وسياحة اندثرت وماتت في الرمال وباتت غير معروفة للأجيال الحالية، حتى وإن حدثوهم عنها أساتذة التاريخ فإنها تصبح دراسة نظرية فقط.
فلماذا لا نوظف هذه الإمكانات السياحة ونهتم بها ونروج لها، فالدول التي حولنا تهتم جداً بهذا القطاع وتوظفه للمساهمة في زيادة الإيرادات والدخل القومي والناتج المحلي الإجمالي، هؤلاء ليس أكثر منا فهماً لكنهم يعرفون من أين تؤكل الكتف.. أبسط الأشياء عندهم مقارنة بأشيائنا الكبيرة لها قيمة ونحن نجهل الأشياء السياحية الضخمة كنهر النيل و(السبلوقة) و(الأهرامات) و(جبل البركل) الذي يحمل بداخله تاريخ السودان منحوتاً في الحجارة
شوف جبل البركل ثبوت
وفي الحجار تاريخنا منحوت
نكتب الشعر عن التاريخ ونتغنى به ولكن لا نستفيد منه كمعالم تاريخية.. نتحدث عن تاريخ (البجراوية) و(النقعة) والرمال دفنتها.. ونزور (شلال السبلوقة) ونتعب جداً في الوصول إليه لان الطريق الذي يؤدي إليه غير معبد، وبالتالي السياح لا يتشجعون لزيارة هذه المعالم السياحية، فالذي يدهشك وأنت بـ(شلال السبلوقة) ذلك المنتجع الجميل الذي اهتم به صاحبه ليستقبل فيه السياح.. فلماذا لا نُشيِّد عدة منتجعات في الأماكن السياحية ونوفر لها كل البنى التحتية من طرق ومياه وكهرباء لتكون معلماً سياحياً بحق وحقيقة.
أكثر من ساعة زمن ونحن في الشارع الذي يوصلنا إلى (منتجع السبلوقة) ولو كان طريقاً معبداً لما استغرقنا أكثر من ربع ساعة والتنمية الخاصة بالطرق تختصر الزمن وتوفر الجهد وتجشع السياح على السياحة.. حتى وأنت ترغب في الترفيه وإن كلفك ذلك الكثير من المال تفكر فجأة في صعوبة الوصول، ومن ثم تتراجع عن هذه الفكرة بالرغم من حاجة الإنسان الماسة للترويح عن النفس، فالنفوس تكل لذا لابد من الترويح ساعة بعد ساعة، كما دعانا رسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلم قال: (روحوا عن أنفسكم ساعة بعد ساعة).
فعلى وزارة السياحة ضرورة وضع هذه الأشياء في الاعتبار حتى ننهض بالسياحة.. فالسودان جله مواقع سياحية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية