متعك الله بالصحة يا ملك الكمان!!
سرت نهار أمس الأول (الجمعة) شائعة لم نعلم مصدرها ولكنها وزعت على الـ(واتساب) والمواقع الإلكترونية المختلفة، عن رحيل ساحر الكمان أمده الله في أيامه وعمره الأستاذ المبدع “محمد عبد الله محمدية”. لقد ظلت الإشاعات دائماً تطال المبدعين من أبناء هذا الشعب العملاق ولا يدري مطلق الشائعة مدى تأثيرها على الشخص الذي أطلقت عنه، إن كان فناناً أو شاعراً أو أديباً أو غير ذلك من أصحاب المهن الرفيعة التي يحاول مطلقو الإشاعات قتلهم كما يقتلون أسرهم ومعجبيهم داخل وخارج الوطن. وكم من مبدع طالته تلك الشائعة ولا يدري مطلقها أن الأعمار بيد الله، وربما ينتقل مطلق الشائعة إلى الدار الآخرة قبل الذي يراد قتله.
إن ساحر الكمان الأستاذ “محمدية” واحد من مبدعي هذا الوطن وقد غادر قبل فترة للعلاج بالخارج، وجاء وهو يتمتع بإيمان قوي وصحة وعافية، ولكن أراد هؤلاء أصحاب الإشاعات المدمرة أن يقتلوه معنوياً ولا ندري السبب، ولكن جاء رده عليهم بكل لطف وأدب قائلاً: (سامحهم الله). وهذه لغة رفيعة التي استخدمها فناننا المبدع “محمدية”، فلم يطلب من الله أن يسلط عذابه عليهم أو أن تطالهم صيحته.
إن الإشاعات في السودان لها مروجوها الذين يحاولون أن يتصيدوا المبدعين، ولكن المبدعين أقوى من تلك الإشاعات مهما حاولوا النيل منهم والآجال بيد الله، ولن يؤخر الله ساعة قبض الروح ساعة أو دقيقة أو يوماً، فإذا جاء الأجل فيأخذ المولى أمانته بدون أي مقدمات أو مرض أو أي علة أخرى، فيسلم المرء روحه لبارئها، كما بدأ في نفخها عند ولادته، ولذلك يجب على الذين يحاولون إطلاق الإشاعات أن يعلموا أن الأسلوب المستخدم يعد أسلوباً رخيصاً، وينبغي ألا يستخدم في مثل هذه الحالات. وليست الإشاعات قاصرة على الموت، ولكن هناك من يحاولون قتل النفس البشرية بهذا الأسلوب القاتل والمدمر، فكم من سياسي حاولوا قتله بمثل هذه الإشاعات في عرضه وفي نفسه وفي أسرته وفي غيرها من الصور المحطمة للإنسان، ولا ندري ماذا يجني هؤلاء بإطلاق مثل تلك الإشاعات.
إن أستاذنا “محمدية” واحد من مبدعي هذا الوطن وقدم الكثير ومازال محفوظاً في ذاكرة الأمة، وفي ذاكرة كل من أحبه وعشق فنه وإبداعه. وسيظل هذا الإبداع خالداً ببقائه أو برحيله.. ولكن ماذا قدم مطلقو الإشاعة لهذا الوطن؟ ما هي الأعمال التي يذكرهم بها التاريخ والناس.. نسأل الله تعالى أن يمد في عمر مبدعنا وساحر الكمان “محمدية” وأن يمتعه بالصحة والعافية.