أخيره

يوم ربيعي يفاجئ الخرطوم ويخرجها في نزهة استثنائيّة!!

أمس (الثلاثاء).. صحت الخرطوم على جو ربيعي (مفاجئ).. سحر الجميع وغيّر برامج الكثيرين.. فخرجوا إلى مواضع النزهة دون سابق ترتيب أو تنسيق..
وفي شريط النيل الأزرق بالخرطوم كان الالتقاء (من غير ميعاد)، حيث تجمهر الشيب والشباب على الضفاف.. في لحظات أنس واحتفاء بيوم ربيعي.. ونشطت الزوارق.. وامتلأ النيل نشاطاً وحيوية.. هكذا وثقت (المجهر) للحظات نادرة عاشها أهالي الخرطوم.
في دواخل المحتفين بـ (الجو العجيب).. تكاد تقرأ قول الشاعر:
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً
من الحسن حتى كاد أن يتكلما!!
وقد أكد المعنى كل من استطلعتهم (المجهر) التي سعت لتوثيق هذه الأجواء النادرة.. وكانت البداية على شاطئ النيل قبالة برج الاتصالات.. حيث ضج المكان بالشباب والأسر.. واتفق الشابان “أحمد مصطفى” و”حسام محمد علي” في حديثهما للصحيفة على أن الجو (شبه ربيع) وغير متوقع في في “الخرطوم”.. وقالا إنهما تعودا على المجيء مع أصدقائهما إلى شارع النيل ليلاً.. ولكن جمال اليوم أجبرهم على الخروج مبكراً من أماكن عملهم للاستمتاع به.
فيما قال الشاب “محمد” – الذي أتى للبلاد قبل أيام قادماً من عاصمة الضباب “لندن” – إن الجو الجميل غطى على سخونة الأيام الماضية، وأكد أنه (إنبسط بالجو الاجتماعي).. ووافقه نديده “مجتبي جمال الدين” بالقول: (جو عجيب ورومانسي للناس البتحب)!!
{ خروج من رهق الدراسة
وفي ذات (الكورنيش).. جلست طالبات من جامعة
الأحفاد – كلية الطب – على (بنابر).. مستمتعات ومرفهات عن أنفسهم التي كدّت وراء علم من أصعب العلوم.. وقالت “هاجر إبراهيم”: (جو حلو.. ما بتكرر كتير في السودان.. انتهينا من محاضرات الجامعة وجينا مجموعة كبيرة من الصاحبات). ووافقتها “إيمان” بالقول: (هذا الجو يحدث تغييراً كبيراً في الإنسان.. وكما تعلمين فإن دراسة الطب فيها ضغط شديد.. وهذا اليوم أخرجنا من رتابة الدراسة لنتنفس هواء جميلاً منعشاً في شهر مارس الذي عادة لا تكون فيه أمطار).. وزادت: (دي من رحمة ربنا على الناس).
{ حدث مربك!!
وفي شارع قبالة جامعة الخرطوم.. كانت الابتسامة تشع من وجوه الجالسين عند بائعات الشاي اللائي قالت إحداهن – تدعى “غادة” – لـ (المجهر): (هذا يوم عيد.. بل أحلى.. وشعرت بفرحة من دواخلي.. ليس لأن اليوم جلب لي زبائن أكثر.. ولكن لسعادة الناس وخروجهم للترفيه في يوم خال من حر الشمس). وأضافت أنها تأخرت في الخروج من منزلها للعمل.. لكن الزبائن في ازدياد، حتى أنها (مرتبكة عديل كده)!!
{ صباح الأمنيات
وفي مكان قريب من الأول.. ضمت حلقة دائرية مجموعة أطباء من خريجي جامعة أم درمان الإسلامية.. تلاقوا بوزارة الصحة لملء استمارات توزيعهم لـ (الامتياز).. ثم آثروا أن يتوجهوا للأنس بشارع النيل.. وقالوا لـ (المجهر) إنهم يأملون – في جمال هذا اليوم وصباحه الزاهي – أن تتحسن أوضاع أطباء الامتياز بالبلاد، وطالبوا الإعلام بأن يعكس ما يقوم به الأطباء من جهد إنساني في ظل ظروف عمل صعبة.
{ والسياسة حاضرة!!
أما المواطن “علي بابكر” – من مواطني جنوب كردفان – فقد ألهمته الأجواء بأن يدعو للإخاء والمحبة.. وقال لـ (المجهر): (أدعو كل المتمردين للتخلي عن “الكاتيوشكا” والقنابل.. ويشوفوا الزهور والخضرة). وأضاف أنه من عشاق (المجهر).. وأمنيته في هذا اليوم البهي أن يلتقي رئيس مجلس الإدارة الكاتب الصحفي “الهندي عز الدين”.. ثم قال إنه يتمنى أن تضع زوجته الحبلى مولودة ليسميها (ربيعة).. يوثق بها للأثر الجميل الذي تركه هذا اليوم في الجميع.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية