رأي

انفجار الإسلام في أفريقيا

} جاء في الأخبار أن قرابة تسعة آلاف شخص من عدة جنسيات وغالبيتهم من المسلمين فروا من “أفريقيا الوسطى” إلى “الكاميرون” خلال الأيام العشرة الأخيرة. وبوصولهم إلى مدينة “كنتزو” في “شرق الكاميرون” يتجاوز العدد الإجمالي للاجئين الآتين من “أفريقيا الوسطى” إلى هذا البلد على إثر أعمال العنف الحالية ضد المسلمين، العشرين ألف شخص بحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين.
} منذ أن أعلن حاكم إحدى الولايات في “أفريقيا الوسطى” عن إجراءات لمضايقة المسلمين وهم يواجهون اضطهاداً يومياً تحت سمع وبصر أوروبا التي لم تتحرك. ولكنها تتحرك إذا خدش شخص واحد من غير المسلمين فتسارع إلى اتهام المسلمين بأنهم إرهابيون وأنهم عنيفون.
} ويلاحظ منذ فترة أن الحركة التبشيرية في أفريقيا فقدت أعصابها لأول مرة منذ مجيء الاستعمار الأوروبي إلى أفريقيا. وبعد أن كانت تحاول اجتذاب المسلمين إلى المسيحية بتقديم المساعدات الغذائية والطبية والحرص على تجميعهم في مدارس ومعاهد يتلقون دروساً في المسيحية والإنجيل، يبدو أنهم رأوا أن كل ما فعلوه لم يغير عقيدة مسلم واحد حقيقي، ولم يعد أمامهم إلا انتهاج العنف لإجبار المسلمين على ترك بلادهم ودينهم.
} التقارير المرسلة من أفريقيا السوداء إلى المؤسسات الكنسية والاستخبارية تشير إلى (انفجار) الإسلام في أفريقيا. وهم لا يخفون دهشتهم إذ رغم كل ما تقدمه الكنيسة من مساعدات إلا أن ذلك لم يؤثر في الأسر المسلمة بل ازدادت تمسكاً بدينها فلم يبق لهم إلا الوسائل العنيفة، لإجبار المسلمين على تغيير عقيدتهم.
} يلاحظ أن المسلمين يزدادون تمسكاً بعقيدتهم كلما ازدادت عليهم حملات الاضطهاد. ولم يفهم الأوروبيون سر هذا الإصرار. وأنا أقول لهم: إن الإنسان الأفريقي نشأ على الفطرة وهو يريد ديناً واضح المعالم ليست به تعقيدات فلسفية كالتي بالمسيحية وعلم اللاهوت. الإنسان يريد تعريفاً واضحاً للإله يرفعه فوق البشر لا الإله الذي يقدمه المبشرون بأنه أنجب طفلاً وأن طفله هذا أضحى نصف إله ويخاطبونه باسم (الرب) بينما الإسلام يحدد بوضوح صفة الإله الذي خلق كل شيء في هذا الكون، وأنه لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد. ويريد عبادة بسيطة سهلة كالتي يقدمها الإسلام لا تتطلب كبير عناء في تعلمها.. ولا تتطلب مكاناً محدداً.
} الإسلام يتوافق مع الفطرة الأفريقية ولا يتصادم معها، إذ أنه يتيح لأي إنسان عبادة ربه في أي مكان، ولا يتطلب استعدادات كثيرة لأدائها. كما أن المسلمين يؤدون صلاة ذات حركات واضحة سهلة بسيطة لإله ذي صفات واضحة تفوق كل البشر. ولا يوجد في الإسلام لإنسان صفة إلهية، فالله فوق كل البشر لأنه خالقهم.
} وبالإسلام مؤتمر سنوي هو الحج يتيح للمسلمين من كل أنحاء العالم لقاء بعضهم. لأن إله المسلمين واضح المعالم والصفات وهو فوق كل البشر، ولأن تعاليم الإسلام توافق الفطرة الأفريقية التي تبيح تعدد الزوجات والطلاق، لذا أحبه كل الأفارقة وهم على استعداد للتضحية بأرواحهم من أجله. ولن يفلح أي عمل في إبعاد المسلمين عن دينهم.
> سؤال غير خبيث
كم عدد المسلمين في أفريقيا الآن وقبل خمسين عاماً؟!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية