ولنا رأي

سلع منتهية الصلاحية!!

يوزعون السم القاتل على قارعة الطريق وبالأسواق وينادون بأعلى صوتهم بالأثمان البخسة للمأكولات التي يموت بها فقراء هذا الوطن.
كبار التجار يستوردون المأكولات المنتهية الصلاحية ومن ثم تتم إعادة الديباجة باعتبار السلعة صالحة لعام أو أكثر أو أقل بدون أن يتبين المواطن المسكين أن موته في تلك العلبة رخيصة الثمن ويهرع للشراء نظراً للسعر المغري .
لا ندري من أين أتى فاقدو الضمير والإنسانية هؤلاء، حتى يبيعون للفقراء السم داخل تلك العلبة الرخيصة الثمن، والباعة الجائلون لا يدرون ولا يعرفون أنهم ينادون المواطنين ليموتوا بعد شراء علبة من التونة زهيدة الثمن في السوق العربي وعلى مرأى ومسمع حماية المستهلك والمحلية وحتى إدارة الصحة يباع الموت للمواطنين، ألم يتوقف أي مسؤول مرة بالسوق العربي وينظر لهذا البائع الذي يصيح بأعلى صوته ثلاثة بعشرة وهذه الثلاث علب من التونة يبلغ سعر الواحدة غير المنتهية الصلاحية أغلى من الثلاثة علب منتهية الصلاحية وأعيدت ديباجة جديدة وبزمن متقدم ليؤكد صلاحية العلبة لستة أشهر حتى يطمئن المواطن على صلاحيتها، ولكن في الحقيقة أن العلب جميلة المظهر والمنظر بداخلها سم وقد تسببت في إدخال عدد من الأطفال المستشفيات نظراً لتسممهم عقب تناولهم لوجبة من التونة التي تغري الكبار قبل الصغار.
قص علىّ أحد الزملاء في وقت سابق أن أحد الإخوة الجنوبيين طلب من صاحب متجر علبة من الساردين وصاحب المتجر كان يعلم أن الساردين منتهي الصلاحية ولكن ما في مفر من بيعه غير آبه بما يحدث بعد ذلك وبعد أن أخذ أخونا الجنوبي علبة الساردين أوصاه التاجر أن يكثر من الليمون، حدثني صاحب مركبة أنه اشترى قبل أيام عدداً من علب التونة التي نراها الآن منتشرة في ميدان جاكسون وفي سوق أم درمان تباع على الهواء وبالصوت العالي قال لي بعد أن فتح العلبة وجدها (مصدية) وحتى اللون يدل على انتهاء الصلاحية.
يا حماية المستهلك ويا جمارك أوقفوا الموت البطئ للمواطنين جراء هذه الأطعمة منتهية الصلاحية. يجب على مباحث الدولة أن تراقب التجار وألاعيبهم في تزوير ديباجات المأكولات، يجب أن يكشفوا المناطق التي توضع فيها تلك الديباجات ومن هم أولئك التجار ومن هم الصغار الذين يقومون بعمليات التوزيع.
مسكين هذا الشعب الذي يظن أن الأسعار قد انخفضت وعندما يسمع الباعة ينادون بتلك الأسعار الزهيدة لا يدرون أن وراء ذلك سراً قاتلاً لا يكتشفونه إلا عندما ينقلون سراعاً إلى المستشفيات وفيها يكتشفون تعرضهم لتسمم حاد نتيجة تناولهم أطعمة فاسدة أو منتهية الصلاحية وليست التونة وحدها هناك العديد من السلع الفاسدة تباع ولا أحد يسأل كيف دخلت ومن الذي أدخلها وكيف وضعت تلك الديباجات المزورة؟!.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية