مع الحق

حوامة بالليل في الخرطوم مع نائب الوالي والمعتمد!!

سنحت لي الفرصة بالأمس لحضور حملة نظافة وإصحاح بيئة ليلية أقامتها محلية الخرطوم. استهدفت الحملة منطقة وسط الخرطوم وشاركت فيها عشرات الآليات والرودرات وناقلات نفايات وساحبات المياه الآسنة الناجمة عن كسورات الصرف الصحي الما بتنتهى دي.. وكان على رأس الحملة السيد «صديق الشيخ» نائب والي الخرطوم واللواء «عمر نمر» معتمد الخرطوم. وما لفت نظري حضور جميع الضباط والضابطات الإداريات بالزي الرسمي بمشاركة مهندسي كهرباء وصرف صحي وتخطيط عمراني. وقد انطلقت الحملة من ميدان أبو جنزير عند التاسعة والنصف مساء واستمرت حتى منتصف الليل، وكانت حوامة نائب الوالي والمعتمد والضباط الإداريين والمهندسين والإعلاميين الليلية على شوارع الخرطوم بالليل أشبه بمسيرة سلمية اقتلعت المخالفات في الشوارع الرئيسية والفرعية في الخرطوم. وخلال طوافي مع هؤلاء النفر أيقنت تماماً أن سلوكيات المواطنين هي السبب الرئيسي في تدهور البيئة وتكدس الأوساخ فقد ضبطت الحملة عاملا قرب عمارة الذهب بالثابتة وهو يحمل مخلفات مباني العمارة من كسار طوب وأسمنت وأتربة ويزج بها على بلاط الأنترلوك الذي يزين الشارع، وبقدرة قادر اختفى الانترلوك وحل محله التراب وكُسار الطوب والانقاض؛ مما جعل منظر الشارع كريها. والغريب في الأمر أن مهندس مسؤولاً في عمارة الذهب كان موجوداً وهو الذي كان يأمر العامل (بكب) الأنقاض على الانترلوك. يا للعجب.. لأول مرة أرى مواطناً يدمر جمال عاصمة بلده. ومنظر آخر كاد أن يقتلني من الغيظ عندما شاهدت عمال المطاعم يرمون النفايات وبقايا الطعام على طريق الأسفلت والخيران الصغيرة المخصصة لتصريف مياه الامطار.. وأيقنت تماما أن هناك كثيرا من المناظر التي تحتاج إلى إزالة وقرارات حاسمة وشجاعة من نائب الوالى والمعتمد بغض النظر عن الجهة التى تتبع لها هي المصاطب المرصوصة أمام العمارات، (واحد عمارتو ألف متر يعمل مسطبة عشرين متر أمامها يضيق الشارع). أما أصحاب المتاجر الذين يعرضون بضاعتهم خارج المتجر ويتركون داخله خاوياً هذه بدعة تحتاج الى تصحيح وكذلك أول مرة أشاهدها في بلد المواطن يشيل أصبعو ويطبظ بيهو عينو. والكثير الكثير الذي لا يتسع المجال لذكره من التصرفات غير الكريمة والسلوكيات المدمرة للوطن ولجهود التنمية فيه.
عزيزي مواطن ولاية الخرطوم، إن هذه الولاية ليست ملكاً للوالي «عبد الرحمن الخضر» ولا ملك للمؤتمر الوطني ولا لأي حزب أو حكومة قادمة أو سابقة. إنها بلدنا نحن المواطنين، تذهب الحكومات وتبقى الشوارع نظيفة والقانون محترم والعاصمة عاصمة نفخر بها أمام الأجانب. والله الواحد يخجل لو جاءه ضيف زائر من أي دولة عندما يطلب منه زيارة الخرطوم ليتفرج على جمالها وبهائها.. نعتذر له حتى لا يرى الأوساخ والسلوكيات المشينة.. كيف ندعو الأجانب للاستثمار والسياحة في بلد بعض المواطنين فيه لا يفرقون بين الدولة والحكومة.. ولا يهتمون بجمال مدينتهم. أيها المواطنون الشرفاء أبناء شعبنا الأصيل الطيب الكريم، تعالوا نعمل جميعاً ولو ليوم واحد لنظافة بلدنا ولاية الخرطوم أولاً ثم بقية الولايات، لأنها واجهتنا، ننذر أنفسنا ولو ليوم واحد لأجل النظافة وترتيب الشوارع وإزالة المخالفات بأيدينا لا بأيدي الحكومة.. كل ينظف بيته أو مدرسته ومحل عمله وشارع بيتو لأجل أنفسنا لا لأجل الحكومة، لأجل بلدنا، فالنظافة من الإيمان وهي واجبة علينا جميعاً.. أين النفير؟ أين أولاد الحلة وتكاتفهم؟ أين الهمة أين النشاط أين الغيرة على الوطن وأين، وأين، وأين؟ وللحديث بقية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية