ولنا رأي

ذكريات رأس السنة !!

أمس كان آخر يوم في العام واحتفل الجميع برأس السنة كل حسب المكان الذي اختاره للاحتفال به في صالة أو في الهواء الطلق أو مع الأسرة بالمنازل أو في الحدائق العامة أو الخاصة، وبالتأكيد الاحتفال برأس السنة نوع من التغيير والتجديد للإنسان كما تتجدد خلايا الجسم.
على الرغم من محبتي للاحتفال بهذا الشكل من الاحتفالات البريئة ولكن منذ أن عدت من القاهرة في العام 1983 لم أفكر يوماً في الاحتفال برأس السنة، إن كان في الصالات أو الأندية المختلفة، ولكن إبان فترة الطلبة كان الاحتفال له نكهة خاصة وذلك للذين تحتفل معهم وكنا نحرص دائماً على الاحتفال به داخل الشقق ولم نتعود على الاحتفال به كما الإخوة المصريون الذين درجوا على الاحتفال به  خارج الشقق. وآخر احتفال  به كنا مجموعة من أولاد أم درمان الآن من كبار الأطباء والاختصاصيين منهم عبد الله أحمد المحجوب استشاري النساء والتوليد العائد لأرض الوطن من مقر إقامته بايرلندا واختصاصي النساء والتوليد موس عمر محجوب الآن بمستشفى حمد الطبية بقطر واختصاصي النساء والتوليد بالمملكة العربية السعودية عماد الخير سعد عمر واختصاصي النساء كمال شريف واختصاصي النساء محمد صيام والأساتذة عصام شرفي الآن بدولة الإمارات والأستاذ عبد المنعم سلامة من كبار التجار بسوق أم درمان والدكتور كمال محمد عثمان وآخرون من الزملاء الذين جمعتنا بهم الدراسة، وذلك اليوم الطيب من نهاية ذاك العام كان لهواً بريئاً وهو آخر احتفال برأس السنة نحضره. كان التحضير لذلك اليوم (شيرنق) من الجميع كل يدفع حسب استطاعته والعمل يتناوب فيه الإخوة دكتور موسى وعبد المنعم سلامة باعتبارهم اختصاصيين في المطبخ، أما دكتور عماد الخير كان من المختصين بتوزيع الشاي والجاتوه والحلويات والبارد وآخرون اختصاصيو غسيل العدة والتنظيم والترتيب للضيوف المشاركين من الزملاء بطب عين شمس، أمثال الراحل  الدكتور بدر الدين جمجوم والدكتور حموري والدكتور الفاتح البحر والأستاذ فيصل بشرى والدكتور بدر الدين إبراهيم وعدد من أصدقاء وزملاء الإخوان موسى وعبد الله المحجوب.
رأس السنة في القاهرة له طعم ومذاق خاص، الدنيا كلها محتفلة الشوارع يكسوها الجمال والإبداع والمحلات التجارية تنشط في هذا اليوم من بيع المكسرات والحلويات والمشروبات بأنواعها المختلفة، وتتزين العمارات بأنوار ترمز لتلك المناسبة التي تطفي على المجتمع جمالاً وروعة ولم تكن القاهرة وحدها هي التي تزدان لهذا اليوم، ولكن كل مدن الجمهورية تكون قد استعدت وبرع المحافظون في إخراج اليوم بالطريقة التي تليق به كإسكندرية وبنها وأسيوط وبقية المدن الكبيرة، وهناك من يشد الرحال للاحتفال مع هذه المجموعة في الزقازيق أو إسكندرية أو المنصورة.
وقتها الطلبة كانوا يحاولون الخروج عن المألوف ومن روتين القراءة ولذلك درجوا على الاحتفال برأس السنة بالطريقة التي يختارونها، ولذلك تأتي الاحتفالات جميلة بجمال المختارين لذلك اليوم ونادراً ما نجد من يعكر صفوها، بل يتم اكتشاف من يجيد الغناء أو الفكاهة أو تقليد الآخرين أو من له برنامج يكتشف من خلاله مواهبه.
إنها أيام  جميلة خلت من عمرنا وكما كان يقول لي الدكتور موسى أيام القاهرة أسعد الأيام التي عشناها برغم الضيق المالي ولكن كنا نستمتع بها، والآن نملك الملايين ولا نجد تلك المتعة ومن هنا أهنئ ممن كانوا معنا أو كنت معهم في تلك الأيام: الدكاترة عبد الله المحجوب، موسى عمر، الفاتح البحر، كمال شريف “عماد الخير”، “عصام شرفي”، “عبد المنعم سلامة”، “فيصل بشرى”، “محمد صيام” وحموري تاج الأصفياء حسين والدكتور صلاح عبد العزيز بأمريكا نقول ليهم كل سنة وأنتم طيبون في أي موقع من مواقع عملكم الآن، بالداخل أو الخارج وعام سعيد عليكم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية