ما هو المتوقع؟!
كيف يكون شكل الحياة السياسية في المرحلة القادمة؟ هذا هو السؤال الذي يشغل معظم الخبراء والمراقبين والمحللين للحياة السياسية في السودان. في البداية لا بد أن يتبع هذا السؤال سؤال آخر عن الأحزاب والتحالفات في المرحلة القادمة. هل سيستمر كل حزب منفرداً أم سيدخل في تحالف مع حزب أو أحزاب أخرى. توقعاتنا أن القوى الإسلامية ستجتمع كلها في إطار واحد يجمعها. لا يهم تسمية هذا الإطار (التحالف الإسلامي) أو (تجمع القوى الإسلامية) أو أي تسمية أخرى، المهم أنه سيكون هناك شكل من أشكال التنسيق. أهم إشكال سيواجه هذا التجمع هو كيفية توزيع المناصب التنفيذية بينها. إذا قفزت فوق هذه المعضلة فإنها ستكون القوى الكبرى المهيمنة في البلاد، ولا أظن اليسار أو القوى الأخرى الجهوية ستقدر على مواجهة هذا التجمع مما يجعل اكتساحه لأي انتخابات مسألة وقت.
مم يتكون هذا التحالف؟ لا شك أن الحزبين الكبيرين وهما (الأمة) و(الاتحادي) سيكونان أصحاب دور كبير، وستكون الحكومة قوية لأن هذا التحالف يساندها، وبالتالي ستستطيع إجازة أي قوانين. هذا التحالف لكي يستمر المطلوب ميثاق يحمل مبادئ عامة يساندها الجميع. فكل هذه القوى يجمعها أن الإسلام هو الحل. وفي هذا لا يوجد خلاف. وتشمل هذه القوى إضافة إلى الأحزاب الثلاثة الكبرى، (الأمة، الاتحادي والمؤتمر الوطني)، يضاف إليها كل الجماعات الصوفية و(أنصار السنة) إضافة إلى أي تجمعات تحمل صفة الإسلامية.
المباديء التي يقوم عليها الميثاق:
– العمل على إقامة دولة العدالة الإسلامية.
– تطبيق قوانين الشريعة بعد اكتمال قيام الدولة.
– تعديل المناهج الدراسية وأسلمتها.
– حل كل مشاكل المناطق المتخلفة.
– حل كل مشاكل الفقر في السودان.
– إلغاء كل التجمعات الجهوية والعنصرية والقبلية.
هذه المباديء الأساسية تصلح أساساً لميثاق هذا التجمع وتنزل الانتخابات على هديه. ولن يكون هناك صوت لأي جماعة أخرى لأن البرنامج الذي سيضعه هذا التجمع سيشتمل على حلول لمشاكل التخلف والحرمان لأي منطقة في السودان. وسيوقن الجميع أن أي قوة تخرج من هذا التجمع ستكون ضعيفة ولن تستطيع المواجهة منفردة. والمطلوب من هذا التجمع وهو يضم القوى الرئيسية في البلاد، أن يكون له مكتب للدراسات يضم علماء في مختلف التخصصات، يضعون وصفات علاجية لكل مشاكل السودان. وعليه المبادرة بوضع هذه الوصفات موضع التنفيذ الفوري، ومراقبة سلبيات التجربة ووضع العلاج لها.
بهذا تكون أحزابنا مثل الأحزاب في الدول الأوروبية وأمريكا لديها وصفة لعلاج كل مشكلة. وأول مشكلة مطلوب منهم إيجاد علاج ناجع لها هي كيفية التوسع في زراعة القمح وتحقيق الاكتفاء الذاتي منه، وذلك باستزراع المزيد من المساحات إضافة إلى إيجاد طريقة لزيادة إنتاجنا من الذرة والصمغ العربي والفواكه.
المطلوب من حزبي (الأمة) و(الاتحادي) وضع حلول عاجلة للمشاكل التي قادت للانشقاق. وعلى المؤتمر الوطني مساعدتهما في هذا الشأن ولو بالتنازل عن بعض المناصب الدستورية. وعلى الجميع أن يضعوا اعتبار أنهم يخدمون التوجه الإسلامي ولا يصح الصراع على المناصب لمن كان هدفه خدمة الإسلام.
من أهم معضلات هذا التجمع كيفية توحيد القوى التي انشقت وكونت أحزاباً صغيرة. والمؤتمر الوطني سيلعب دوراً أساسياً هنا، لأن لديه نفوذاً لدى قيادات هذه الأحزاب وبيده المناصب والمال. وبعد أن يعود حزب (الأمة) و(الاتحادي) حزبين كبيرين لن تكون هناك مشكلة رئيسية في وجه هذا التجمع، ويبقى بعد ذلك صياغة ميثاق التحالف واتفاق الجميع عليه.
أتوقع اكتساح هذا التجمع لأي انتخابات بنسبة تسعين بالمائة. ولن يكون هناك مجال للشكوى من التهميش، لأن الحلول والبرنامج سيضع لها كلها الحل. وسيحكم هذا التجمع لعشرات السنين ما لم يقع الخلاف بين أعضائه.
> سؤال غير خبيث
هل نتوقع اكتساح هذا التجمع لأي انتخابات قادمة؟!