مرافق صحية.. تحتاج لمعالج. !!
التدهور المريع الذي أصاب المرافق الصحية في البلاد عامة ومشافي ولاية الخرطوم على وجه الخصوص لا يخفي على أحد وعلى ما يبدو أن وزارة الصحة الاتحادية رفعت يدها تماماً عن الدعم الصحي الذي كان يتلقاه المواطن سابقاً عبر خدمات صحية مباشرة مثل المعاينة المجانية للطبيب والرسوم الرمزية للفحوصات التي تجرى له ثم التخفيض بنسب كبيرة في أسعار الدواء..
وعلى الرغم من أن الكثير من المراكز الصحية في الآونة الأخيرة طالتها يد الإصلاح والتغير خاصة تلك التي تقدم خدماتها للمواطنين في موقع السكن، ولكنها للأسف الشديد نجدها تفتقد الكادر الطبي المؤهل والمتمكن الذي لا يحتاج المريض بعده للتحول إلى مستشفى عام أو مستوصف خاص لتلقي العلاج من جديد.
وبعض هذه المراكز والمستشفيات إن وجد بها طبيب أخصائي (شاطر) فإن عدد المرضى يفوقون قدرته على معالجتهم جميعاً، لذلك فإن غالبية المرضى لا يجدون عند الطبيب المتسع الذي يمكنهم من شرح حالتهم المرضية بالتفصيل كما هو حادث الآن في الكثير من الدور الصحية خاصة في الولايات.
ومن الشواهد التي يضرب بها المثل أن أحد الأخصائيين في المستشفيات العامة الشهيرة كان مطلوباً منه مقابلة أكثر من (40) حالة في خلال ساعتين فقط لأنه بعدها مرتبط بعمل آخر وعليه الكشف على هذه الحالات في الزمن المحدد هكذا تجري الأمور في كثير من الدور الصحية في بلادنا .
أما وحدات الحوادث في غالبية المستشفايات الكبيرة والصغيرة تفتقد لأبسط ما يحتاجه أصحاب الحالات الطارئة مثل مرضى القلب والمصابين بأزمات الصدر وأمراض التنفس مثل الأوكسجين وغيره من الأدوية المعالجة والمنقذة للحياة التي لا تتوفر في الصيدليات التجارية
المواطنون الغلابى الذين ظلوا في حالة توهان دائم لا يدرون ماذا يريدون أو ماذا يراد بهم، وأمام ما هو حادث لهم من ضيق معيشي وأزمات متلاحقة أصبحوا لا يطمعون في حياة معيشية مستقرة بل صار همهم محصوراً فقط في أن ينالوا حقهم في العلاج وهو حق طبيعي يقع تحت مسؤولية الدولة التي ينبغي لها كذلك أن يكون المواطن وصحته أول اهتماماتها، فإن (العقل السليم في الجسم السليم).. فلا يمكن للتنمية أن تتحقق على أيدي أناس انشغلوا بتوفير لقمة العيش وإذا تمكن منهم مرض لا يجدون له علاجاً .
وضوح أخير
رغم حالة الإحباط التي ظل يعشها المواطن السوداني فإن الأمل معقوداً على المسؤولين عن الشأن الصحي إن كان بينهم رجل رشيد لتسهيل أمر العلاج بكافة مداخله وتوفيره حتى يمتلك الناس الشعور بالأمان والطمأنينة فيقبلون على الحياة والعمل بروح يسودها الأمل ويغمرها اليقين بأن هناك من يهتم بأمرهم ويسعى لتوفير مناخ صحي يدفعهم لمزيد من العمل والإنجاز.