شهادتي لله

سِر بنا في هذا الاتجاه

} بدا واضحاً من حضور الشيخ “الترابي” والإمام “الصادق المهدي” والدكتور “غازي صلاح الدين” وممثلي مولانا “الميرغني”، ليلة خطاب الرئيس “البشير” المثير للجدل الأسبوع الماضي، أن هناك حداً معقولاً من (التفاهمات) بلغته الأطراف (الخمسة) الكبار: (البشير، الميرغني، المهدي، الترابي، وغازي)، وإلا لما لبوا الدعوة، وجاءوا في الموعد المحدد لهم بالضبط في قاعة الصداقة بالخرطوم، هم وغيرهم من زعماء القوى السياسية الأخرى.
} هذا الحد المعقول من التفاهمات يحتاج إلى تواصل الاتصالات من طرف الرئيس “البشير”، للانتقال للمرحلة الثانية من برنامج التحول السياسي المرتقب.
} إن أعظم ما فعله الرئيس “البشير”، خلال السنوات الخمس الأخيرة من حكمه، هو هذا اللقاء الجامع لـ (كبار المؤثرين) والفاعلين في الساحة السياسية السودانية. أما الذين تغيبوا (متعمدين) من قوى (اليسار)، فإنهم خسروا عندما أرادوا إفراغ اللقاء من قيمته ومحتواه، فباءوا بخيبة عظيمة.
} أن يلتقي “البشير” و”الترابي” وجهاً لوجه، وعلى الملأ، وفي مكان (رسمي)، وليس (صيوان فرح) أو (عزاء)، فإن هذا (إعلان) كبير، لمن يعي ويفهم، أن مسلسل (القطيعة) النارية الذي أكل ما أكل من أطراف الوطن، قد انتهت حلقاته، وبدأ الترويج – الآن – لمسلسل (الحب الجديد)!!
} ما كان الشيخ “الترابي” ليأتي إلى قاعة الصداقة مصحوباً بـ (حمائم) و(صقور) حزبه، وكأنه يقول: (كلهم على قلب رجل واحد)، إلا إذا كان هناك (عهد) صارم، و(وعد) جازم، بأن الرئيس “البشير” زاهد في الاستمرار على دفة (الانفراد) و(الاحتكار) و(الوصاية).
} هناك التزام قوي بلغ “الترابي” و”الصادق” و”غازي”، وإلا لما أتوا..
} المسألة ليست (خطاباً) يتلى وينفض السامر، مفهوماً كان أم هيروغليفياً.. غامضاً. المسألة تتركز على ما (وراء)، وما (بعد) الخطاب.
} ولهذا، فإن كل وطني متجرد من أي مصلحة (خاصة)، وهمّ (ذاتي)، لا بد أن يشجع، بل ويصفق، لهذا (الإجماع الوطني) المحترم، ويدعو إلى المضي قدماً نحو غايات الوفاق المأمولة، ونهاياته السعيدة لخير البلاد، واستقرارها ونمائها ورفاهيتها.
} إذا ابتسم “الترابي” تبسمت من ورائه حركة (العدل والمساواة)، كبرى حركات التمرد في دارفور، وإذا صالح صالحت، حتى وإن تطرّفت إلى حين لإثبات أن قرارها ينبع من داخلها! وإن كنت أرى أن الأفضل لها ولدارفور وللشعب السوداني أن تتبع زعيماً سياسياً مفكراً، (لا) أن تتبع (قبيلة)، وأظن أن الدكتور “جبريل ابراهيم”، الذي التقيته قبل سنوات في “لندن”، رجل سياسي، واع، وفطن، لن يزايد من أجل مصلحة غير متوقعة لـ (فرد)، أو (جهة) أو (قبيلة).
} أما ما يتردد في مجالس الخرطوم، نقلاً عن بعض مواقع (الخراب الاليكتروني)، حول أسباب (غياب) الفريقين “بكري حسن صالح” و”عبد الرحيم محمد حسين” عن حضور حفل الخطاب، فإنها مجرد ترهات، فالفريق أول “بكري” هو النائب الأول للرئيس، وجرت عادة البرتوكول ألا يجتمع (الرئيس) و(نائبه الأول) في مكان احتشاد واحد، باستثناء اجتماع مجلس الوزراء، وحالات (نادرة) أخرى.
} أما لماذا غاب الفريق أول “عبد الرحيم” فلأنه خطاب (المؤتمر الوطني)، ووزير الدفاع ليس عضواً في المؤتمر الوطني، لا هو ولا أي (ضابط) بالقوات المسلحة السودانية، هكذا ينص قانون الجيش، ويقول الدستور.
} سيدي الرئيس.. امض بنا في ذات الاتجاه.. لا (يمين) ولا (يسار).. هذا هو الطريق الصحيح، وإن لم يعجب البعض (هنا) أو (هناك).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية