أحد مؤسسي الحركة الوطنية للتغيير دكتور "التجاني عبد القادر" لـ (المجهر)
يعتبر الدكتور “التجاني عبد القادر” من أوائل المفكرين الإسلاميين الذين تنبأوا بسيطرة العسكريين على حساب أهل الفكرة، وقد يكون توصل إلى هذه القناعة منذ أيام الثورة الأولى أي قبل مفاصلة الإسلاميين الشهيرة، لكنه لم يجهر بذلك إلا في عام 2006 تقريباً، حينما كسر حاجز الصمت عبر عدد من المقالات أثارت حينها جدلاً كثيفاً في الساحة السياسية. وكان الدكتور قد تجاوز فيها قاعدة الولاء للتنظيم التي درج إخوانه على الالتزام بها، ومؤسساً في ذات الوقت منهجاً جديداً لم يعهده المنتمون للحركة الإسلامية من قبل. ويبدو أن رأيه المبكر في انحراف الثورة عن مسارها الفكري، جعله يفضل الابتعاد عن البلد منذ وقت مبكر، ربما حتى لا يكون محسوباً على الإسلاميين الذين نظروا لتجربة الحركة الإسلامية السياسية، لكن بالمقابل ظل “التجاني” يتابع بدقة ما يدور في السودان على كافة الأصعدة السياسية والفكرية والاقتصادية، ويبدي وجهة نظره التي كانت تجد من يدعمها. الآن وبعد تراكم الأفكار حول هذه التجربة التي بلغت مرحلة الرشد، أبدى الدكتور انحيازه للحركة الوطنية للتغيير التي ضمت مجموعة من الأكاديميين والمفكرين والكتاب المستنيرين. و”التجاني” ومن معه أصبحوا يعولون على هذه الحركة علها تجد حلاً لأزمات السودان المتراكمة.
(المجهر) اتصلت بالدكتور “التجاني عبد القادر” في مقر إقامته بالإمارات، وأجرت معه حواراً شاملاً تناول قضايا السودان الراهنة، ومستقبل طرحهم الجديد من خلال الحركة الوطنية للتغيير فماذا قال:
} يمر السودان بمتغيِّرات سياسية واقتصادية فكيف تقرأ هذه المتغيِّرات وتنظر إلى مستقبلها؟
– نعم يمرُّ السودان بمتغيِّرات سياسية واقتصادية، ولكنها إذا قورنت بما يجري من متغيرات في المجالين العالمي والإقليمي، فستبدو محدودة وبطيئة الإيقاع ومجهولة الاتجاه. فالمجال العالمي يشهد تغيراً تقنياً هائلاً لما يقع من انفجار في المعرفة، وثورة في تنقل المعلومات والسلع والمال والأشخاص، كما يشهد تحولاتٍ سياسية كبرى، لما ينحل من تحالفات قديمة وما ينعقد من روابط دولية جديدة. وكل ذلك ينعكس على المنطقة العربية وغيرها، فتراها تشهد توتراً محموماً بسبب الفراغ السياسي والعسكري اللذين خلفهما الانسحاب الأمريكي من المنطقة، وبسبب الهلع الطائفي الذي أفرزه التنافس الإيراني- السعودي، وبسبب (الغضب والخوف) اللذين أفرزهما الصعود (الثوري) في بعض البلاد العربية، وعززهما الظهور (الإخواني) في مصر على وجه الخصوص.
كل هذه التغيرات الخارجية كان ينبغي أن تقض مضاجع (الداخل السوداني)، فيتأهب ويبادر، إما تعظيماً لمصلحة أو اغتناماً لفرصة. ولكنه في تقديري لن يفعل، ليس لأنه بلا مصالح، ولكن لأنه بلا رؤية أو مشروع. وفي هذه الحالة فمن الطبيعي أن يجد نفسه مضطراً للهرولة نحو مشروعات الآخرين، رغبة أو رهبة.
} في أي سياق فهمت التغيير الذي أحدثه المؤتمر الوطني على مستوى السلطة وأسماه بالخطوات الإصلاحية ؟
– التغيير الوزاري الأخير الذي أجراه المؤتمر الوطني يمكن أن يفهم في الإطار الذي أشرت إليه آنفاً، إطار الهرولة نحو التوافق مع المشروع (الغالب) في المحيط الإقليمي والدولي، وبدون ثمن، أو بثمن بخس.
} هل ما تم يمكن أن يصنف في خانة الإصلاح السياسي الذي عرفت به بعض الحركات السياسية؟
– لا أعتقد أن قيادة المؤتمر الوطني الحالية صادقة أو جادة في مسألة الإصلاح السياسي، لأن أي خطوة في اتجاه الإصلاح الحقيقي تعني (التصفية) الكاملة لبؤر الفساد، والتخلي عن الاحتكار المباشر للسلطة والثروة، وإشاعة العدل، وإطلاق الحريات، وإتاحة المعلومات. وهذه أمور تخلخل أركان النظام الحاكم، وتلقي بقياداته في قارعة الطريق.
} ما تفسيركم لخروج قيادات الحرس القديم من السلطة بصورة عامة، والنائب الأول الأسبق “علي عثمان” ؟
– خروج (الحرس القديم) من السلطة بهذه الصورة يذكرني بالمسرحية التراجيدية التي برع في إخراجها “جوزيف ستالين” عام 1924، إذ تأكد له بعد وفاة “لينين” أنه لن يستطيع أن يوطّد زعامته ويرسخ أقدامه في الحزب والدولة، طالما بقي إلى جانبه ثلاثة من القادة النافذين وهم “تروتسكي” المفكر الأقدر والخطيب المفوه والمنافس الأخطر، و”زينوفيف”و “كامينيف”، اللذان كانا يتحكمان في المقاليد التنظيمية للحزب الشيوعي في أكبر المدن السوفيتية. فماذا فعل “ستالين”؟ استخدم الحيلة والدهاء فاستمال إليه الأخيرين وقربهما منه، ثم قام بتوظيفهما في التهجم على “تروتسكى”، والسخرية من أفكاره، وإنكار ماضيه النضالي، حتى تمّ طرده من الحزب الشيوعي، ونفيه من البلاد(واغتياله في المنفى لاحقاً). ثم دارت الدائرة على “زينوفيف” و”كامينيف”، فانقلب عليهما “ستالين”، واتهمهما بالانحراف عن خط الحزب، وتحريف الفكر اللينيني، والتحريض على الانشقاقات الداخلية، إلى آخر القائمة الطويلة المعروفة، التي انتهت بدحرجتهما إلى خارج دائرة الفعل السياسي غير مأسوف عليهما.
} هل ينطبق هذا على الحالة السودانية؟
الحالة السودانية الأخيرة لا تتطابق تماماً مع الحالة السوفيتية، ولكنك إذا أمعنت النظر فسترين كثيراً من العناصر المشابهة. يمكنك مثلاً (إن واتتك الشجاعة) أن تضعي من تشائين في خانة “ستالين”، وأن تضعي د. “غازي صلاح الدين” في خانة “تروتسكى”، و”على عثمان” و”عوض الجاز” في مكاني “زينوفيف” و”كامينيف”، فستظهر لك فصول المسرحية كاملة، حيث ترين كيف أن “عوض الجاز” و”على عثمان” و”أحمد إبراهيم الطاهر” قد استخدموا في التصدي لـ”غازي” ومطاردته وإخراجه من أجهزة الدولة والحزب، وذلك على نفس الطريقة التي استخدموا بها من قبل في التصدي لـ”الترابي” وجماعته والتنكيل بهم. ولكن وما أن فرغ هؤلاء من هذه المهمة حتى دارت الدائرة عليهم. وقد ورد في الأثر: من أعان ظالماً سلطه الله عليه.
} الناس منشغلة بترشيح “البشير” مرة أخرى وكل المؤشرات تدل على ذلك، بجانب الانتخابات القادمة هل من أمل في مسار جديد للحكم؟
– قد تدل بعض المؤشرات على ذلك، ولكن هذه قد تكون مؤشرات (الداخل) السوداني الذي يبحث عن ضمانات سياسية ومعونات اقتصادية، فإذا صحّ هذا فإن الخارج الإقليمي والدولي قد يكون هو العامل المرجح في المرحلة السياسية القادمة، لأنه هو وحده بالطبع الذي يملك الضمانات والمعونات.
} كنت أول من تنبأ بتغول السلطويين في الإنقاذ على سلطة الحركة الإسلامية، فهل اكتملت فصوله بالتغييرات الأخيرة وانتقلنا إلى الجمهورية الثانية كما قال “علي عثمان” ؟
– نعم كتبت في عام 2007 في (جريدة الصحافة السودانية) أن الدولة في مرحلة ما بعد “الترابي” ستجد أمامها ثلاثة مسارات: المسار الأول أن تقوم بدحرجة من تبقى من قيادة الحركة الإسلامية القديمة إلى خارج السلطة، (كما دُحرج العسكريون الأوائل، وكما أخرج “الترابي”)، ويتحول العسكريون عندئذٍ من موقع (الشريك) إلى موقع (المالك). المسار الثاني: أن تبقي على بعض عناصر الحركة الإسلامية ولكنها تذهب في اتجاه تأليف واصطناع موالين جدد، واستقطاب قاعدة شعبية بديلة وتكون العلاقة عندئذٍ بينها وبين الحركة الإسلامية، علاقة توظيف للشعار والرموز وليست علاقة المشاركة في الرؤية وصناعة القرار. وكما تلاحظين فإن ما انتهيت إليه عن طريق التحليل والاستنتاج قبل سبع سنوات قد تحقق الآن وصار واقعاً، فها هو “على عثمان” و”عوض الجاز” ومن دونهما من القيادات (المصنوعة)، قد تمت دحرجتهم كما دحرج السابقون، وهاهم (العسكريون) الثلاثة قد تحركوا من موقع الشريك إلى موقع المالك، وما بقي إلا أن تنتظري مشهد الموالين الجدد الذين سيزحمون الطريق نحو (الإنقاذ الجديدة).
} ما تم من تغيير واعتبره بعض الناس انقلاباً إذا كنت تؤيد ما ذهبوا إليه، فهل هو انقلاب على السياسات أم الأفكار؟
– ما تم من تغيير هو بتقديري مواصلة لانقلاب قديم على الحركة الإسلامية، بدأ منذ أن حل مجلس شوراها وشردت قياداتها، وحول الناشطون في عضويتها إلى فائض عمالة سياسية.
} هناك من قال إنه لا يرى دوراً للحركة الإسلامية بقيادة “الزبير أحمد الحسن” منفصلاً عن الدور التنفيذي للحكومة فكيف تراها أنت ؟
– إذا انفكت (الحركة) عن (الفكرة)، وانفكت الفكرة عن (الحق) فليس بنافع أن يقودها زيد أو عبيد، ولن تكون لها قيمة أو أثر، سواء اتصلت بالجهاز الحكومي أو انفصلت عنه.
} ما هي فرص إعادة الحركة الإسلامية لدورها الريادي على ضوء محاولات الإسلاميين تبني حركات إصلاحية ؟
– الحركة الإسلامية ليست (طفلة أنابيب) تعاد إلى الحياة وتخرج منها بقرار من طبيب، ولكنها منظومة من القيم والمباديء تستمد من أصول الإسلام، وينظر من خلالها إلى الواقع، وترتب في ضوئها العلاقات وتبنى المؤسسات. فإذا انقلبت القيم على أصولها، وانقطعت عن واقعها، فلا جدوى ولا قيمة لاستعادة العلاقات التنظيمية الفارغة، والمؤسسات الحزبية الخاوية. وإذا كان هناك إسلاميون يسعون بجد لإصلاح الحركة الإسلامية فيتوجب عليهم إعادة قراءة التاريخ، والأصول والواقع قبل وضع النظم واللوائح.
} تعددت في الآونة الأخيرة اللافتات خاصة التي يتبناها الإسلاميون والتي تدعو إلى إنقاذ الوطن وتصحيح المسار، فهل حل الأزمة السودانية يكمن في تعدد الكيانات ؟
– تعدد الكيانات تعبير عن أزمة النخب، والتي لا تنفصل عن الأزمة السودانية العامة. وقد يشير تعدد الكيانات إلى وجود حالة نقدية ايجابية، يحتك فيها الرأي بالرأي، فتتضح الرؤى وتستبين الغايات. وقد يشير تعدد الكيانات إلى حالة مرضية سماتها التشرذم والتفتت واللجاجة. وفي كل الأحوال فإن (الصوت) على علاته هو الفارق الوحيد بين الجسد الحي والجثة الهامدة.
} الحركة الوطنية للتغيير برزت كواحدة من هذه الكيانات التي تدعو إلى الإصلاح الشامل، ما هي فرص النجاح على ضوء وجود هذا الطرح مسبقاً من قبل حركات أخرى ؟
– الشخصيات التي تقف وراء (الحركة الوطنية للتغيير) لم تولد البارحة مع ميلاد هذه الحركة، إذ لهذه الشخصيات كما تعلمين وجود سابق في الساحة السياسية والفكرية. والأفكار التي يدعون لها ظل بعضهم يكتبها وينشرها على الناس طيلة العقد المنصرم. فإذا استثنينا الاسم فإن (المضمون) الذي تدعو إليه الحركة الوطنية للتغيير سابق للكيانات التي تشيرين إليها، على أن الخط الفارق بين تلك الكيانات وهذه الحركة هو أن هذه الأخيرة، لم تكن عاملة (مثل الأخريات) تحت عباءة المؤتمر الوطني، وليس من أهدافها الآن أن تعمل (مثلهن) على إصلاحه. أما سؤالك عن فرص النجاح فذلك رهين بعوامل كثيرة، ولا أظن أن شخصاً عاقلاً ينخرط في عمل وهو موقن بالفشل.
} رغم أنكم دعوتم إلى العمل المشترك إلا أن أغلب المؤسسين لها من تيار فكري واحد، فكيف يمكن لهذه الحركة كسب تأييد المختلفين معها فكرياً؟
– المجموعة التي ظهرت أسماؤها هي مجموعة (مبادرة)، والبيان الذي نشر هو دعوة للتأسيس، وعملية التأسيس مستمرة وقد انضمت إلى الحركة حتى الآن عناصر من تيارات فكرية متعددة، وسترين في القريب قائمة أخرى قد تشكل اختراقاً كبيراً في أسلوب الممارسة السياسية في السودان.
} ما علاقة حركتكم بحركة (الإصلاح الآن) التي يرأسها “غازي صلاح الدين”، خاصة أنه سبق أن قال لصحيفتنا إن الحركة الوطنية للتغيير هي الأقرب إلينا وعلاقتنا ستكون جيدة معهم؟
– حركتنا في طور التأسيس كما قلت، فإذا فرغنا من إحكام الرؤية والخطوط الإستراتيجية الكبرى فستتضح تلقائياً علاقاتنا مع الآخرين.
} هل هناك نية للاندماج مع الحركات التي تقترب من طرحكم، وكيف تقيمون كسب (سائحون) وأداء المؤتمر الشعبي بقيادة “الترابي”؟
– إذا كنا ننوي (الاندماج) فلماذا خرجنا أصلاً؟ على أننا ننفتح على الآخرين ونقترب منهم بحسب انفتاحهم واقترابهم مما ندعو إليه، سواء في ذلك جماعة (سائحون) والمؤتمر الشعبي وغيرهما من الجماعات.
} ما تقييمكم للأداء الحزبي في السودان حكومة ومعارضة ؟
– الأداء السياسي لحزب الحكومة ضعيف مقارنة بما لديه من أموال وعدة وعتاد، أما الأداء السياسي لأحزاب المعارضة فضعيف أيضاً، لجهة أن هذه الأحزاب (مخنوقة) من الناحية الاقتصادية، ومنهوكة من ناحية السلطة، ومتعثرة الخطى من ناحية القيادات التاريخية.
} الحركة الوطنية للتغيير توصف بأنها حركة صفوية فكيف ستنزل أفكارها للقواعد ؟
– وصف الحركة الوطنية للتغيير (بالصفوية) متسرع وغير دقيق، على أن (الصفوية) ليست عيباً في مثل هذه الحالة، لأن مبتدأ حركات التغيير الفكري والاجتماعي يكون عند الصفوة، ثم تنداح تدريجياً لتتوطن في طبقات المجتمع؛ وإلا فهل تذكرين في التاريخ القريب أو البعيد حركة تغيير فكري قام بها عوام الناس ممن لا يشتغل بالقراءة والكتابة؟ ودونك الحركات السياسية الراهنة التي تملأ الساحة(يميناً ويساراً) كيف بدأت، ومن الذي أنشأها، أهم قادة الفكر والرأي أم غيرهم؟ . أما كيف سننزل أفكارنا إلى القواعد، فسننزلها بالطبع عن طريق (الكلمة) المسموعة والمقروءة، وعن طريق الهاتف المحمول، البريد الإلكتروني و(الفيس بوك) و(التويتر). وهلمّ جرا.
} ما هي الخطوة التالية للمقترح التأسيسي؟
– الخطوة التالية هي أن يطرح البيان التأسيسي للمناقشة العامة، وتعاد صياغته في ضوء ذلك، ثم قد تأتي الدعوة للمؤتمر التأسيسي حتى تكتمل خطوات البناء.
} ننتقل إلى محور آخر، الاقتصاد السوداني يعاني من مشاكل أساسية، فأين تكمن المشكلة في السياسات أم الأشخاص ؟
– تكمن المشكلة بالطبع في القيادة السياسية التي توكل الاقتصاد لأشخاص ليس لأحدهم من مؤهل غير السمع والطاعة. وتكمن المشكلة في أن القيادة السياسية ذاتها لا تستمع لأصوات المحتجين والمعترضين إلا عندما يحملون السلاح ويخرجون للغابة. وتكمن المشكلة أخيراً في الإنسان السوداني الذي يعلق كل آماله بالحكومة ويظن أنها هي الخلاص.
} بوصفك من المختصين ما هي الوصفة الناجعة لمعالجة الاقتصاد السوداني ؟
– لا توجد (وصفة) ناجعة لعلاج الاقتصاد السوداني إلا كما توجد وصفة ناجعة لعلاج السكري وضغط الدم. ومع هذا يمكن القول إن أسباب المرض الاقتصادي توجد في السياسة، فلو صار في مقدورنا أن ننظف الحقل السياسي، وأن نزيح عنه (الأعشاب الضارة)، وأن نعيد ترتيب الأوضاع فيه، لصار من الممكن تنظيف المجاري الاقتصادية، وإعادة الدماء إلى العروق. وبعبارة أخرى، إن كنت تريد إخراج الاقتصاد السوداني من حالته الراهنة فاتقِ الله، أوقف الحرب، جفف منابع الفساد، أقم العدل، أصدق القول، أعد الأموال المنهوبة.
} كيف ترى مستقبل العلاقات السياسية والاقتصادية بين دولتي شمال السودان وجنوب السودان، على خلفية ما حدث من صراعات في دولة الجنوب وموقف حكومة السودان حتى الآن، وهل يملك مفتاح حل الأزمة؟
– دولة الجنوب (مثل دولة الشمال) سيطلب منها أن تنصاع للترتيبات السائدة في إقليمها (وفقاً لما تقترحه القوى الدولية الراعية)، وذلك حتى توفر لها الحماية وتقدم لها المعونات. أما الصراع الجنوبي- الجنوبي فقد يتحول إلى شوكة جنب بين الشمال والجنوب لفترة ليست بالقصيرة، وقد يؤدي ذلك لانحلال تحالفات قديمة، ولتبلور تحالفات جديدة تتعدى الفواصل الجغرافية والعرقية.