ولنا رأي

هذا هو التشكيل الوزاري الذي نريد!!

لا حديث هذه الأيام إلا عن التشكيل الحكومي أو الوزاري الجديد، ولا تصريح لمسؤول إلا عن التشكيل الحكومي الذي بات قاب قوسين أو أدنى كأنما هذا التشكيل سيحل كل مشاكل السودان، وزير الزراعة الجديد سوف يحمل عصا موسى ليعيد لنا (مشروع الجزيرة) إلى وضعه القديم، فيصبح القطن (الأكالة) أو (طويل التيلة) أو قصيرها الأكثر حظاً في الأسواق العالمية بدلاً عن القطن (المحور) الذي لم نسمع به إلا مع دكتور “المتعافي” وزير الزراعة الذي يعتبر نفسه قدم خدمة للسودان بهذا القطن الجديد، ولا ندري كيف تكون التقاوى الفاسدة!
وزير الزراعة الجديد أو الذي سيحل محل وزير الزراعة القديم سيعيد للسودان سيرته القديمة في الأسواق العالمية بعودة الصمغ العربي الذي بدأ يفقد موقعه المهم في أسواق المحاصيل العالمية، وكذلك سيعيد وزير الزراعة للسودان سمعته بعودة شراء محصول (السمسم) و(الفول السوداني) وكل المحاصيل الزراعية التي كانت تُدخل للسودان عملة صعبة قبل أن يظهر البترول ويصبح المورد الأول في الميزانية السودانية، ووزير الزراعة الجديد سوف يعيد الانضباط في كل الأسواق الداخلية داخل الولايات الأخرى وسيعود كيلو الطماطم إلى مبلغ جنيه والصفيحة إلى خمسة جنيهات، وكذلك عودة الخضروات إلى أسعارها التي تمكن كل البسطاء والفقراء من أبناء الشعب السوداني من شرائها بدلاً عن تلك الأسعار الفلكية التي لم تشهدها الأسواق لا في الحكومات السابقة ولا في بداية الإنقاذ أو منتصفها.
إن الحكومة الجديدة التي عطلت مصالح كل الناس سيحل وزير (الثروة الحيوانية والسمكية الجديد) وهو يحمل أيضاً عصا موسى ليعيد لأسواق الماشية سيرتها القديمة ويعود سعر الخروف مائة جنيه وكيلو اللحم الضأن عشرة جنيهات والبقري خمسة جنيهات والمفروم سبعة جنيهات، أما أسعار السمك فيكون سعر كيلو السمك البلطي جنيهين وبقية الأصناف الأخرى واحد جنيه.. أما الكوارع والكمونية فتعطى مجاناً رأفة بالمساكين والمحتاجين الذين يسكنون أطراف المدينة.
إن الحكومة الجديدة التي ينتظرها الشعب السوداني بفارق الصبر ستؤدي إلى انخفاض أسعار المواصلات، فكل الخطوط الطويلة تصبح تذكرة الحافلات القديمة خمسمائة جنيه، أما (الهايسات) بجنيه للمسافات الطويلة، والمسافات القصيرة المشوار بخمسمائة جنيه، والتاكسي المشوار الطويل بخمسة جنيهات والقصير بجنيهين، أما (الأمجادات) فالمشوار بالتراضي بين الراكب وصاحب الأمجاد.
ووزير الصحة الجديد الاتحادي أو الولائي أيضاً سيأتي ومعه عصا موسى فيقرر عودة مجانية العلاج في كل المستشفيات، أما المستشفيات الخاصة فالأسعار تحددها الوزارة وليس أصحابها، فكل العمليات الجراحية تجرى مجاناً والدخول إلى المستشفى أيضاً مجاناً، والأكل والعلاج كله مجاناً، فالمريض ومرافقوه لا يدفعون مليماً أحمر للمستشفى.
أما وزير التعليم الجديد أيضاً يأتي حاملاً معه عصا موسى فيقرر عودة التعليم المجاني لكل المدارس مع إغلاق المدارس الخاصة وتوزيع كل المعلمين على المدارس الحكومية، وعودة جامعة الخرطوم لعهدها الذهبي، الأكل والشرب وكل الأنشطة مجانية مع تحويل كل الجامعات الخاصة إلى حظيرة وزارة التعليم العالي، لا مصاريف دراسية تفرض على الطالب بعد اليوم.
هذا هو التشكيل الذي يريده المواطن، أما التشكيل الجديد الذي يحول (زيد) من الصحة إلى التربية و(عبيد) من الصناعة للتجارة هذا ليس الذي نريد.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية