ولنا رأي

"الجاز" والعشرة آلاف دولار !!

على هامش زيارة رئيس الجمهورية لجوبا أمس الأول، سألت الدكتور “عوض الجاز” وزير الطاقة لماذا نفيت إشاعة قبض ابنك “عمار” بمطار دبي وهو يحمل عشرة آلاف دولار مؤخراً. قال لي لم أكن متحمساً للنفي ولم يتجرأ أحد من أفراد أسرتي بالنفي، لأن الإشاعة عندما صدرت كان ابني معي بالمنزل وكل الأسرة كانت موجودة، فقلت لهم هذه ضريبة العمل العام فلابد أن نصبر عليها ولم تكن هي الإشاعة الأولى. قلت له ولماذا نفيت قال لأن صحيفة التقته الأيام الماضية وطلبت منه الرد على سؤالين، الأول متعلق بالبترول وإنتاجه والثاني كان عن تلك الإشاعة، ولكن الصحيفة اهتمت بالثاني وتركت الأول.
لقد عرفت الدكتور “عوض الجاز” معرفة لصيقة منذ العام 1997م تقريباً، عندما بدأت إجراءات استخراج البترول ووقتها وزارة الطاقة لم تفتح الباب للصحفيين للحصول على معلومات عن النفط، ولكن شاءت الأقدار أن أكون واحداً من اثنين من الصحفيين الذين فتحت وزارة الطاقة الباب أمامهم للحصول على المعلومات، فكان الدكتور يصطحبنا في زيارات غير رسمية إلى مناطق البترول بهجليج، فعرفنا بساطته ومعدنه الأصيل وكيف كان يتفقد من رافقه في الزيارة.
إن الإشاعة التي انطلقت عن قبض ابنه بمطار (دبي) هي محاولة لتشويه صورة الرجل، وكل من لم يعرف الدكتور “عوض الجاز” يظن أن الرجل قد أكل مال البترول وأقام عدداً من الفلل والعمارات الشاهقة بماليزيا والخرطوم. وقد قالها أحد المغتربين السودانيين عندما أقيم مؤتمر الإعلام الذي حضره عدد كبير من الإعلاميين، وعندما جلس الدكتور في حوار مفتوح مع المغتربين برز صحفي سوداني يعمل بإحدى الدول البترولية، وقال له يا دكتور إنك تمتلك منزلين من عدة طوابق وبينهم جسر، لم ينفعل الدكتور ولم يسيء الأدب مع ذلك الصحفي فقط طلب منه أن يرافقه إلى مكان المنزلين، فما كان من الصحفي إلا أن تراجع عن مقولته وبدأ يقول إنه سمع وأن جماعة قالت له. أنا هنا لا أدافع عن “الجاز” ولست محل دافع لأن “عوض الجاز” له القدرة للدفاع عن نفسه عبر كل وسائط الإعلام، فإذا أراد سوف تهرول له تلك الأجهزة ليتحدث، ولكن لأنه يعرف نفسه تماماً وليس من اهتماماته أن يتحدث عن نفسه بقدر ما يريد أن تتحدث عنه إنجازاته. وحتى عندما كنا نذهب إليه لمناطق البترول يقول لنا أنا لا أتحدث فأنتم عليكم نقل ما تشاهدونه، فبشروا الناس بما رأيتم. فهذا كان موقفه من الإعلام فلا يرغب أن يتحدث عن نفسه ورغم العلاقة التي بنيناها معه لفترة طويلة من الزمن كنا نحظى بلقاء واحد كل عام معه.
إن الدكتور “عوض الجاز” إن أراد أن تكون معه آلاف الدولارات لحصل عليها بالحلال، فمن هم أقل منه يعملون في شركات البترول ويتغاضون آلاف الدولارات، وليس في حاجة للحصول على عشرة آلاف دولار ليتم قبضها مع ابنه بمطار دبي. لو أراد “عوض الجاز” الدولارات لحصل عليها من شركات البترول “كموشنات” فقط وهي حق يناله المتعاملون في هذا المجال، ولكن الرجل يخاف الله في كل عمله وإلا لكان من الأثرياء. إذا نالته شبهة فساد فالرجل يتمتع بعلاقات واسعة مع الصينيين والماليزيين، ويمكن أن تفتح له كل الأبواب مع تلك الشركات إن أراد ملايين الدولارات وليس عشرة آلاف فقط.. لقد عرفنا الرجل زاهداً تقياً ورعاً فلابد أن نقول هذا القول عنه الذي يسألنا المولى عنه، لا نفاقاً ولا لمصلحة نرجوها منه وهو يعلم وكل وزارة الطاقة تعرفنا تماماً من موظف الاستقبال وحتى آخر مسؤول بالوزارة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية