ولنا رأي

ماذا يريد المبعوث الأمريكي؟

هل الولايات المتحدة الأمريكية جادة في خلق علاقة حميمة مع السودان؟ هل المبعوث الأمريكي الذي يزور البلاد حالياً يستطيع أن يحل مشاكل السودان مع بلده؟.
إن الولايات المتحدة الأمريكية ليس همها استقرار البلاد بقدر ما تسعى بكل السبل لزعزعة هذا الاستقرار، الذي بدأت تظهر ملامحه عقب زيارة رئيس حكومة الجنوب “سلفاكير ميارديت”.
من الملفات التي يريد المبعوث الأمريكي الزائر مناقشتها مع حكومة الشمال قضية “أبيي”، ولكن وزير الخارجية “كرتي” أحسن صنعاً عندما رفض مقابلته، لأن تلك المقابلة ستفتح له الباب لمقابلة النائب الأول، وربما نائب رئيس الجمهورية الدكتور “الحاج آدم” ومن ثم زيارة رئيس الجمهورية ورؤساء الأحزاب السياسية، فهذا المدخل الذي أراده المبعوث الأمريكي أغلق في وجهه، حينما رفض “كرتي” مقابلته.
إن الولايات المتحدة الأمريكية حينما أحست أن هناك تقارباً قد بدأ مع حكومة الجنوب الآن تحاول جاهدة أن تفسر تلك العلاقة، وأن يعود الطرفان للربع الأول بمعنى أن تبدأ المناوشات، ويبدأ التعدي على المدن والقرى الآمنة، وتبدأ الاتهامات من قبل الطرفين وتحاول أمريكا استخدام بعض عيونها في المنطقة لصب الزيت على النار لتشعل الحرب من جديد، ولكن يبدو أن القيادة في الشمال وعت الدرس تماماً، ولم تعطِ هذا المبعوث أملاً في إشعال الحرب أو إفساد العلاقة بين الطرفين من خلال ملف “أبيي”، وهو آخر الملفات التي يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تنفذ من خلالها. وإذا وعت كذلك حكومة الجنوب الدروس كما وعته القيادة في الشمال تكون “أبيي” آخر باب قد أغلق في وجهها،. لقد عانى السودان وليست حكومة السودان المتمثلة في الحكومة الحالية من أمريكا ومن أعمالها. وإذا كانت أمريكا لها الرغبة في إحداث علاقات متوازنة معها، لرفعت اسم السودان وليس الإنقاذ من قائمة الحظر، لأن الحظر المفروض على السودان هو حظر مفروض على كل الشعب السوداني، وما المعاناة التي يعانيها المواطن الآن إلا نتاج سياسات الولايات المتحدة الأمريكية تجاهه.. ظل المواطن يعاني ويكابد في الحياة والسبب أمريكا وليست للإنقاذ، بمعني أن أمريكا حينما تفرض الحظر على (الإسبيرات) المتعلقة بالطائرات، فهذا حظر للشعب السوداني، وحينما يعاني المواطن لا تعاني الإنقاذ.. لذا إن كانت تريد أمريكا أن تعيد علاقاتها مع السودان ينبغي أن تقف إلى جانبه وليس ضده، وأن تقدم له العون في مآكله ومشربه وملبسه، وفي كل ما يتعلق بحياة المواطن.
فالولايات المتحدة الأمريكية تريد أن تركع الدول ليعبدوها أو لينفذوا سياساتها، وها هي الآن تحاول أن تضرب سوريا، فمهما فعلت سوريا تجاه شعبها فهذا لا يجعل هناك مبرراً لضربها، فقد ضربت من قبل العراق فأين العراق اليوم؟ لقد ظلت العراق منذ حرب الخليج دولة كسيحة، لم تستطع أن تقف على رجليها، والسبب أمريكا التي تدخلت في شأن دولة أخرى، فقتلت واستباحت الأرض والعرض، ومازالت ماضية في مخططها في الشرق الأوسط، ودون أن يعي الحكام الدور الخفي الذي تقوم به.. وهم يساندونها ويدعمونها من حيث لا يدرون، لذا فإن السودان الدولة تسير في الاتجاه الصحيح، وينبغي على دولة جنوب السودان أن تسير في نفس الاتجاه من أجل مصلحة الشعوب وليس أمريكا.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية