(المجهر) تحاصر "هالة عبد الحليم" بالأسئلة الملحة (2 – 2):
{ ما بين عام 2006م وحتى الآن لم نرِ تطوراً على مستوى العمل الجماهيري لـ(حق) سوى قلة من الطلاب يطلق عليهم (أولاد هالة) بالجامعات..؟؟
– دي بعض الآراء الناقدة بتقول كده.. أعتقد أن (حق) عندها جماهير كبيرة ومؤيدة لبرامجها، وافتكر إن هذه الفترة التي علا فيها صوت (حق) مارسنا خلالها النقد من الداخل وإن وجودنا بالداخل أسهم إسهاماً كبيراً طيلة السبع سنوات الماضية أن يكون صوتنا واضحاً ونستطيع أن نتوسع في عملنا مع جماهيرنا.
{ مصطلح (أولاد هالة) الذي يطلق على منتمي (حق).. كيف تردين على هذا المسمى خاصة ما يضمره من تقليل لبعض كوادركم بالجامعات..؟؟
– نعم استخدم من قبل الإسلاميين والإسلاميين المتطرفين بالجامعات لكسر عين أعضاء التنظيم ويعتبرونه إذلالاً لهم باعتبار خلفية العقلية الذكورية الموجودة في المجتمع السوداني الذي تحكمه عقلية ذكورية متكاملة إذا كانوا أعضاءً في (حق) أو في (الحزب الشيوعي) أو أي تنظيم آخر يبقى توجيه الإساءات ويفتكروا إنو لما يقولوا ليهم (أولاد هالة) دي إساءة، وأعتقد أن الشباب تعامل معها تعاملاً مسؤولاً وبالعكس أصبحت في بعض المرات بصورة أسرع دون أن يستجيبوا للاستفزاز.
{ هناك اتهام بأنك ديكتاتورية ومتسلطة و(رأسك ناشف)..؟؟
– والله أنا شخصية عامة وعادة ما تواجه الشخصيات العامة بالنقد من معارضيها، وليس علينا سوى أن نطأطئ رؤوسنا للنقد ولست من الذين يتضجرون من النقد وأتحمله بصدر رحب.. أعتقد أن أي شخص لديه مساحة حرية ليبدي رأيه أحترمه حتى وإن كنت مخالفة له في الرأي.
{ ما بين رأي الدكتور “حسن الترابي” الايجابي تجاهك.. وما بين مقولة “د. الباقر عفيفي” الذي قال إنه لو كانت لـ”هالة” بيوت أشباح لعذبتنا فيها.. أين “هالة” من هذين الرأيين المتناقضين.؟؟
– المدعو “الباقر عفيفي” يتكلم من ثأر شخصي ونتيجة لرأي وضعه فيه التنظيم ولم تضعه فيه “هالة”.. وهذا الرأي وضعه (المؤتمر الرابع) لـ(حق)، ولكن مثلما يقول أهلنا (من فش غبينتو خرب مدينتو)، وهو خرب مدينتو وفش غبينتو، وافتكر إن رأيه مسؤول عنه شخصياً وفصل “الباقر عفيفي” وإدانته تمت من المؤتمر العام.
{ إذن أين ترين نفسك بين الرأيين..؟؟
– زي ما قلت ليك لا أستطيع أن أُقيِّم نفسي والمسألة دي أولى بها الآخرين الذين يقيِّمون أدائي، ونحن نترك كل شخص يقول كلامه ونترك للجماهير التي نعمل في وسطها أن تقيِّم ما بين هذا وذاك، وهذا متروك لمن يراقبنا.
{ إذن هل تعتقدين أنك (متسلطة)..؟؟
– لا لا أعتقد أنني متسلطة.
{ متى تم عقد آخر مؤتمر عام لحزبكم..؟
– قبل سنتين.
{ والقادم؟
– بعد ثلاث سنوات.
{ هل تعتقدين إذا جاءت مرحلة انتقالية وصناديق اقتراع.. أن (حق) قادرة على خوض انتخابات ومهيأة لاستحقاقاتها..؟
– والله بصراحة نحن أصلاً كحزب في هذه المرحلة غير طموحين في الحصول أية مناصب في أية حكومة مقبلة.. نحن كحزب عندنا برنامج واسع وعريض عانينا كثيراً من هذا العمل.. والحركة ليست لديها أية رغبة في تولي أية مناصب خلال المرحلة المقبلة.. الأولوية العمل على برنامجنا وانتشاره وبنائه، والعمل حول ما فيه من أهداف وهذه المناصب نتركها حتى يصبح الحزب قادراً على مسؤوليتها.
{ هل سترشحين نفسك لرئاسة الجمهورية..؟؟
– في الوقت الحالي لا رغبة للحركة في الترشح لأي منصب، وليس لدينا اتجاهاً نحو هذا.
– أنا أتحدث عنك إنت.. هل من الممكن أن تترشحي في يوم ما لرئاسة الجمهورية؟
– نتركه لخيال الصحافيين.. أي حزب سياسي يسعى للسلطة وهذا ما يفرق بينه وبين مؤسسات المجتمع المدني وده شيء طبيعي، ولكن لا أفتكر أن هذا هو الأوان أن نترشح لرئاسة الجمهورية..
{ ولكني أتحدث عن “هالة”..؟؟
– “هالة” بدون الحركة ليس لديها أي وزن سياسي، و”هالة” تملك وزنها السياسي من داخل حركة (حق)، وإذا كانت حركة (حق) تود الترشح لمنصب من الممكن أن ترشح “هالة” أو غير “هالة”، وأي زعيم يترشح بتكليف من حزبه.
{ ولكن في بعض الأحيان الكاريزما تلعب دوراً في الترشح..؟؟
– المؤسسية والانتخاب الحر المباشر هو الذي يؤهل أية أشخاص للوظيفة المعينة.
{ ننتقل إلى محور آخر…. ما هي قصة العربة (البرادو) من (السفارة الهولندية)..؟
– دا خبر مفبرك تمام وقاضيت فيه ثماني صحف وصحافية واحدة، وتم استدعاء عدد كبير منهم وفيهم تلاتة كانوا خارج البلد كلما يمشوا لأوامر القبض لم يجدوهم وحتى لحظة إدارة هذا الحوار لم يتم العثور عليهم… وتم القبض على بقية رؤساء تحرير تلك الصحف.
{ هل طالبتي بتعويض..؟
نعم.
{ كم؟
– أنا عندي محامين طبعاً “طه إبراهيم” و”كمال الجزولي” وهما قدرا التعويض بعشرة ملايين بالجديد لكل رئيس تحرير… يعني كل رؤساء تحرير تلك الصحف طالبتهم بـ(ثمانين مليون جنيه).
{ إذن ما هي قصة هذه العربة..؟؟
– أنا مافي هدية وصلتني.. وأنا ما عندي علاقة بـ(السفارة الهولندية) وما بعرف (الاصطاف) بتاعها ولا تجمعني بيهم صلة ولا حصل دخلت (السفارة الهولندية)، وسبق أن قابلت عدداً كبيراً من مسؤولي السفارات ماعدا الهولنديين ديل، وسبق أن التقيت بأفراد من (السفارة الأمريكية) أتوا إلينا في دارنا، وجونا دبلوماسيين من (السفارة البريطانية)، وقابلت خلال عملي هذا كثيراً من موظفي السفارات ما عدا هذه (الهولندية) التي لا أعلم عنها أي شيء.
{ ما هي الأضرار التي تسببت لك جراء نشر خبر تسلمك عربة (برادو)..؟
– فيه إشانة سمعة مقصودة، وفيه أضرار وفي جهة وزعت هذا الخبر لأنه وزع لثماني صحف بشكل متزامن ونشر متزامن، بحيث لا يعطيني طريقة في انو يكون غير صحيح ونشر بطريقة (الكوبي بست) حتى الأخطاء الإملائية الموجودة في الخبر موجودة في كل الصحف التي نشرت الخبر.. ومقصود بهذا الخبر الإضرار بي على المستوى السياسي والمستوى الشخصي في عملي كمحامي والاجتماعي، والغريبة انو اتصدر بأن قالوا (قيادات في المعارضة) وعندما جاء متن الخبر بداخله قالوا مُنحت “هالة محمد عبد الحليم” ولا أعرف أين اختفت أسماء بقية القيادات.. هؤلاء الرجال الذين يرأسوا الصحف (إتراجلوا) على “هالة عبد الحليم” وسكتوا عن بقية القيادات.
{ هل هناك قيادات حزبية أخرى اتهموا بتسلم سيارة (برادو)..؟؟
– هم قالوا كده.. قالوا إنو في قيادات منحت سيارة (برادو)، لكن متن الخبر قالوا “هالة” بس و(إتراجلوا عليّ من دون القيادات الأخرى).. وأعتقد أن هناك صحف محترمة لم تنشر الخبر رغم أن الخبر وصلها مثل صحيفتكم (المجهر) التي تحترم قراءها ومهنيتها لأن الخبر وزع على كل الصحف.
{ هل سبب لك ذلك أية مشاكل سياسية أو اجتماعية أو مهنية..؟
– بالتأكيد.. بالتأكيد.. أنا أعمل في العمل العام وكل رأس مالي وطنيتي وشرفي وسمعتي في العمل، وعندما أطعن في ذلك ما الذي سوف يتبقى بعد ذلك.. سبب لي أضرار بالغة.
{ ألم يصلك أي اعتذار من رؤساء التحرير؟
– لا أبداً لم يصلني أي اعتذار.
{ هل تتهمين جهات محددة بتلفيق الخبر..؟؟
– أياً كانت الجهة التي أتت منه تضررت أنا من النشر ولا يهمني الجهة التي أتت بالخبر ولا أتهم جهة معينة من غير دليل، أنا قانونية ولا أستطيع أن أتهم جهة وهو شيء يعرضني للمساءلة القانونية، لكني تعرضت لأضرار كبيرة أوردتها في عريضة المحكمة.
{ هل تمت مساءلتك من قبل الحزب وفتح تحقيق حول الواقعة..؟؟
– لا الحزب لم يفتح تحقيقاً لأنه يعلم أن الخبر مفبرك.
{ هل اتصلتِ بـ(السفارة الهولندية) لاستجلاء الأمر..؟
– لا لم أتصل بهم ولم يتصلوا بي… ولكن السفيرة الهولندية عملوا معاها لقاء صحافي وأشارت فيه إلى أن أحد موظفيها سافر وباع عربيتو.. ومن هنا أطالب السفيرة الهولندية أن توضح لمن بيعت عربتهم طالما هي تحدثت للصحف.. وأنا مطمئنة لموقفي القضائي وما عندي علاقة ببيع وشراء السيارات.. وأنا أوجه لها هذه الرسالة الآن.. أن توضح لمن باعت السيارة وكان عليها أن تكمل الكلام بأن تقول: نعم هم باعوا سيارة ولكن لم يتم بيعها إلى “هالة عبد الحليم”.. لم يعجبني حقيقة ردها.
{ عربتك الآن نوعها شنو..؟؟
– عربتي ماركة (توسان) واشترتها بواسطة نقابة المحامين مرهونة للبنك ودافعة فيها عشرة بالمائة فقط من قيمتها، والآن أسدد في أقساطها لمدة خمس سنوات حتى يتم فك الرهن.
{ واشتريتيها متين..؟
– اشتريتها قبل سنة تقريباً.
{ وما نوع سيارتك السابقة..؟
– سيارتي كانت من نوع (الماروتي).
{ أخيراً ما هو رأيك في زيارة “سلفاكير” الأخيرة إلى (الخرطوم) وما تبعتها من اتفاقات وتفاهمات حول النفط والقضايا العالقة..؟؟
– أنا على قناعة أن أي لقاء بتاع ساعة أو ساعتين لا يستطيع أن يذلل مشاكل متراكمة طويلة ومعقدة.. ومثل كل مرة سوف نصطدم بعد رجوع “سلفاكير” إلى (جوبا) بالحال كما كان عليه.. ولا أتفاءل لأن (دولة الجنوب) تقوم بمنهج متكامل لا أعتقد أن تغيره زيارة بروتوكولية، ولا أعتقد أنه سوف يحدث أي اتفاق ايجابي على مستوى كل الملفات المعلقة والقضايا الشائكة بين دولتي (الشمال) و(الجنوب)
{ إذن أخيراً… “هالة عبد الحليم” رئيسة الحزب والمحامية والأم والزوجة والمرأة في مجتمعها.. واليوم ليس به سوى أربع وعشرين ساعة.. كيف توفقين بين كل هذا..؟
– الحقيقة فيه مشقة بالغة بالتأكيد… والمرأة العاملة عموماً تقع عليها أعباء مضاعفة وده السبب الذي يجعلنا نتحدث عن قضايا النساء بكثرة.. وأعتقد أن النساء لديهن قضايا حقيقية والعبء الواقع علينا من المجتمع أكبر بكثير.. وما يقع عليّ يقع على كثير من النساء حتى في المهن البسيطة و(ستات الشاي) والعاملات في البيوت، وكل هذه الأعباء تنعكس على كل أم عاملة، ومن هذا المنبر أتوجه بتحية خاصة لنساء السودان، وأتمنى أن نقدم شيئاً بسيطاً ونسلط الضوء على مشاكل النساء في بلادنا وحلولها.
– هل تمارسين حياتك الاجتماعية بشكل طبيعي…. بمعنى هل تذهبين إلى مناسبات الأفراح والأتراح..؟؟
– نعم لا أتنصل عن أية أعباء اجتماعية وإلا سأكون خارج المجتمع… ووقتها لا أصلح لأن أعمل أي عمل لهذا المجتمع، ولازم أي زول يكون (منو وفيهو) وجزء كمان مؤثر وفعال، وفي بيتك الصغير والكبير إنت دائماً مطالب بالقيام بتلك الأدوار.