الـ (كلاسيكو) السوداني
} تتجه الأنظار مساء هذا اليوم إلى أم درمان، حيث مباراة الهلال والمريخ.. الـ (كلاسيكو) السوداني الذي يعتبر من أهم الأحداث السياسية والرياضية والفنية جميعها، إذ أن المباراة ذات طابع خاص تحمل بداخلها آمال وطموحات وأحلام ملايين الجماهير المتعطشة للانتصار من الطرفين، خاصة وأن النتيجة تعتبر بمثابة تحديد لمسار الدوري، لأي من الفريقين.
عاش الهلال توترات إدارية كبيرة في الفترة الفائتة جراء قرارات المفوضية القاضية بعدم شرعية المجلس، وغادر مدربه الفرنسي إلى بلاده، ليتجه المجلس إلى المدرسة الوطنية لإكمال الدورة الثانية للممتاز، بعد جدل واسع وحراك إعلامي كبير، لذلك فإن العثرات التي تعرض لها الهلال في ظل الانقسامات التي صاحبت المسير، نتاج طبيعي لكل التفاصيل التي سيطرت على المشهد، وفرضت نفسها على المكون الحياتي لأهل العرضة شمال.
} يدخل الهلال هذه المباراة في ظل ضغوط إدارية وجماهيرية وإعلامية كبيرة، إذ أن الهزيمة تعني أن يغادر الممتاز إلى المريخ بفارق ثماني نقاط كاملة، لذلك فإن المباراة ذات اتجاه واحد، ولابد أن يتفهم “عمر بخيت” وإخوانه أن الاستهتار والتساهل مرفوضان تماماً في ظل استعداد متكامل من قبل المريخ، الذي يدخل مرتاحاً ومهيأ لمواصلة مشواره وانتزاع الكأس، الذي يعتبر حلماً جماهيرياً كبيراً بعد أن غادرت أنديتنا التنافس الأفريقي منذ البدايات.
} المدرب “صلاح آدم” لا بد أن يفكر جيداً في وضع طريقة مثالية تعينه على تحقيق نتيجة مرضية، لأن التهور والتفكير في أن تكون البداية هجومية قد تخلق خللاً واضحاً وثغراتٍ في الدفاع، وبذات القدر لا بد أن يبعد من التخندق على قدر الإمكان، لأن التشكيلة المثالية تعتبر المعبر الحقيقي لأن نحقق ما نريد، ونواصل مشوارنا لتقليص النقاط بيننا والأحمر.
} يعتقد “كروجر” مدرب المريخ الألماني القديم الجديد، أن الأوضاع غير المستقرة في الهلال، يمكن أن تمكنه من الفوز بسهولة، خاصة وأن تواجد كابتن الفريق السابق “هيثم مصطفى” في صفوف المريخ يعتبر إضافة للفرقة الحمراء، لكنه لم يعِ بعد رغم تجاربه السابقة أن الهلال لا يتوقف على لاعب، وأن نتيجة الديربي دائماً ما تكون غير متوقعة ولا تتحمل التخمينات.
} ما نعلمه أن أبناء الهلال جاهزون لدك أي حصن مهما علا شأنه ومهما كانت مكانته، لأن الشعار وحب الكيان واحدة من المميزات التي ظللنا نراهن عليها في كل الظروف والحراك السلبي الذي يمر به الهلال من فترة لأخرى، لأن النادي قيمة ومكانة ومبادئ ومثل قبل أن يكون نادياً رياضياً.
} يقول البعض إن القمة صعبة التكهن بها، وأجد أن المقولة قد يحالفها الصواب في بعض الأحيان، ولكنني أعتقد أن الهلال قادر على حسم اللقاء لصالحه، إذ أن الدوافع المطروحة أكبر من أي تجهيزات أو استعدادات للخصم أو المنافس.
} كل ما نتمناه أن يقدم الطرفان قمة مشبعة ومرضية وكاملة الدسم فنياً، حتى ترضي كل الأذواق، ونقدم من خلالها عرضاً مقنعاً يطمئننا على القادم وعلى شكل الأندية السودانية مستقبلاً، مع كامل أمنياتي ودعواتي الصادقات بأن يكون الهلال عريساً لهذا اليوم.