شهادتي لله

دي مكنتك يا "أوباما"؟!

{ الحلف (الإستراتيجي) الذي يضم “سوريا”، “إيران”، “روسيا” و”الصين”، أمامه امتحان عسير للغاية في حالة تنفيذ الولايات المتحدة وفرنسا خطتهما الهادفة لتوجيه ضربة جوية (سريعة) و(قاسية) على سوريا، كما وصفها رئيس وزراء فرنسا.
{ ارتفعت أمس وتيرة تهديدات الرئيس “بوتين” للغرب، واتهم أمريكا بالكذب، واعترف بأن روسيا مدت سوريا بمنظومة صواريخ متطورة مضادة للطائرات (إس 300)، وتوعد ببيع المزيد منها لدول أخرى في حالة الإصرار على ضرب سوريا.
{ الرئيس الروسي كان حذراً في إجابته على سؤال وكالة “الأسوشيتدبرس” الأمريكية عن ردة فعل “موسكو” في حالة تنفيذ الهجوم على “دمشق”، فقال: (من المبكر جداً الحديث عن ما ستفعله روسيا إذا ما هاجمت الولايات المتحدة سوريا).
{ “إيران” في موقف أكثر حرجاً من موقف “روسيا”، فالنظام السوري يمثل (رأس الحربة)، وأحياناً (كل) الحربة في إنفاذ برامج (المشروع الإيراني) العقدية، المذهبية، السياسية، والعسكرية في المنطقة العربية.
{ سقوط نظام “بشار الأسد يعني سقوط (حزب الله) في “لبنان”.. وبالتالي سقوط بنيان (المثلث الشيعي) وامتداداته الجديدة في الشرق الأوسط.
{ ولهذا فإنني أصدق تهديدات قائد الحرس الثوري الإيراني بأن الهجوم على سوريا قد يقود إلى (حرب إقليمية) في المنطقة.
{ ورغم التهديدات (الإيرانية) والتحذيرات (الروسية) والإشارات (الصينية) الرافضة للحل العسكري في “سوريا”، إلاّ أن الإدارة الأمريكية – نفسها – لا تعمل (بجدية) على إسقاط النظام في سوريا بهذه الضربات الجوية مثار الجدل، لأنها غير مطمئنة – تبعاً لإسرائيل – إلى (البديل) الذي يمكنه أن يخلف نظام “بشار الأسد” وحزب البعث في دولة (قوية) و(مجاورة) للكيان الصهيوني.
{ لا يمكنهم أن يسمحوا بسقوط سريع ومفاجئ لنظام “الأسد” قبل فرز (كيمان) المعارضة السورية وتجهيز أحد فصائلها للخلافة.
{ أمريكا – وكذا فرنسا – تتمثل دور (الشرطي الدولي) المُطالب بتقييد إجراءات (بلاغ) ضد النظام السوري لاستخدامه (أسلحة كيميائية) و(تقريعه) بضربة على الخد، مفادها: (أنا موجود.. لا تستخدم أسلحة كيميائية مرة أخرى، لأنها قد تقع في أيدي مجموعات إرهابية تهدد الأمن القومي الأمريكي)!!
{ هذه هي (المكنة) الأمريكية.. بلغة الشارع السوداني.. أو (الأكذوبة) الأمريكية بلغة “فلاديمير بوتين”.
 { ستكون (ضربة عقابية)، لا تشبه ضربات (الناتو) على “ليبيا”، وبالتأكيد لا علاقة لها بضربات (التحالف) على العراق وأفغانستان، حيث سقط ملايين القتلى من بغداد إلى “البصرة” إلى “قندهار”.
{ وفي انتظار الضربة الجوية.. نقول للمعارضة السورية: لا تنتظروا (التغيير) بأيدي الأمريكان والفرنسيين.. ونقول لـ”أوباما”: (دي مكنتك)؟!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية