ولنا رأي

كل الأنظار اليوم في الملازمين!

يبتدر “المشير عمر البشير” رئيس الجمهورية، أولى حواراته السياسية مع قادة الأحزاب اليوم، بالإمام “الصادق المهدي”، زعيم حزب الأمة والأنصار، بمنزله بالملازمين، وهذا تنازل من رئيس الجمهورية، ليكون الحوار بمنزل إمام الأنصار، احتراماً وتقديراً وتقريباً له، ولكل كيان حزب الأمة والأنصار. ولكن رغم أن أجندة هذا اللقاء لم تكن واضحة، ولكنها تصب في الشأن العام والتحديات التي تواجه البلاد.
الإرهاصات عن اللقاء، البعض يعتقد أنها في إطار مشاركة حزب الأمة في الحكومة المرتقبة، والتي إستوى عودها، ولكن هل نضجت الطبخة أم لا؟! خاصة مع حزب الأمة الذي يعتبر من أكبر الأحزاب السياسية، التي تجلس في خانة المعارضة منذ مجيء الإنقاذ في يونيو 1989م.
إن الحكومة أو المؤتمر الوطني، غازلت حزب الأمة بقيادة الإمام “الصادق المهدي” كثيراً للمشاركة في الحكومة، وألقت بثقلها في حوارات متتالية منذ أن كان الحزب بالخارج، وتوصلت معه إلى (نداء الوطن) الذي بموجبه عادت القيادات إلى الداخل، ثم طرحت فكرة المشاركة إبان الراحل “عمر نور الدائم”. ولكن دائماً الأفكار تتكسر عند بوابة المؤتمر الوطني، التي يظن حزب الأمة وقياداته أن المؤتمر الوطني ليس جاداً في التنازل عن آرائه، رغم أن الاتفاق مع حزب الأمة خاصة الإمام “الصادق المهدي”، قد قطع شوطاً بعيداً. وفي آخر المراحل التي بموجبها تمكن المشاركة يعود الحزبان إلى المربع الأول، كل يتهم الآخر بعدم الجدية أو التنازل أو الموافقة على المطالب والشروط، فآخر محاولة للمؤتمر الوطني مع حزب الأمة قبل (التشرذم) إلى عدة أحزاب في العام 2004م، إن لم تخن الذاكرة، فالأمور كانت تسير نحومشاركة الحزب في السلطة، وقاد السيد “مبارك الفاضل” الأمور بكل جدية. وقبل الإعلان الرسمي وفي لقاء جامع صباحاً بدار حزب الأمة، انسحب الإمام “الصادق المهدي” ورفض المشاركة، فأبكى القرار قياداتٍ كبيرة.. وزرفت الدموع لا ندري إن كانت تلك الدموع دموع فرح بعد المشاركة، أم دموع ندم بعد أن تهيأت كثير من القيادات، وفصلت البدل والقمصان أو اشترت العمم و(الشيلان)، أو مشت لشارع الأربعين للترزي المعروف بحياكة الجلاليب إياها.
إن الإمام “الصادق المهدي” كثير التردد في اتخاذ القرارات المهمة، وربما تردده نابع من إيمانه القاطع بالديمقراطية، ولا يمكنه اتخاذ قرار كبير مثل هذا ما لم يستشر الآخرين خاصة المقربين منه.. إضافة إلى أن الإمام دائماً ينظر إلى رصيده الكبير وسط قيادات حزب الأمة والأنصار، فكل خطوة يريد أن يخطوها تتراءى إليه تلك الجموع وتلك الجماهير الهادرة التي يلتقيها في الأعياد، إن كان في ود نوباوي أو في الجزيرة أبا التي مازالت تتمسك بقيادته كإمام وزعيم للأنصار.. أما اليوم فالموقف أكثر حساسية، فالرئيس في داره وبين جماهيره وكل الأنظار مصوبة اليوم إلى داره بالملازمين، هل يقدم الإمام حديثاً معسولاً! أم يعطي وعداً قاطعاً بمشاركته في الحكومة المرتقبة التي تنتظر قراره.. نحن كمراقبين ومعرفتنا بالطرفين، حزب الأمة وإمام الأنصار والمؤتمر الوطني، وقياداته التي يسعى البعض منها بالمطالبة بمشاركة الأمة، والبعض الآخر الذي يكن عداءً خفياً للإمام وللحزب ويأمل عدم المشاركة، وربما أن يزاح الإمام نهائياً عن الساحة السياسية. ولكن المشير “البشير” يحترم الإمام ويقدره تقديراً كبيراً، ويأمل مشاركته من سويداء قلبه.. إلا أن الإمام “الصادق” ورغم حبه للسلطة، ولكنه دائماً يضع شروطاً في مثل هذا الموقف. وهذه الشروط دائماً تطيح بالآمال العراض التي تنبني عليها المواقف.. لذا لا نتوقع أن يتنازل الإمام عن مواقفه السابقة، ولن يشارك في السلطة، وسيكون اللقاء محاولة للترضية والابتسامات، وتناول فنجان الشاي أو العشاء مع التصوير. وإن شاء الله يكون كلامنا ما صاح.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية