وتوقفت الحركة بجدة لأجل "عبد المجيد عبد الرازق"
قبل عشر سنوات وتحديداً في أوائل عام 2003 كنت معتمراً بالمملكة العربية السعودية، ويومها جاء فريق المريخ للمشاركة في دورة لنادي الاتحاد السعودي. وشارك فيها بجانب المريخ والاتحاد وفريق فلسطيني وآخر أردني، وعلمت أن الأخ الصديق عملاق الصحافة السودانية “عبد المجيد عبدالرازق” قد جاء ضمن بعثة المريخ فذهبت أسأل عنه وعلمت أنه يقيم بفندق مرديان الذي يضم كل البعثات وصعدت إليه في الطابق الـ(11)، حيث خصص له جناح خاص ووجدته في حالة مرضية سيئة للغاية حيث كان لا يستطيع أن يتنفس بصورة طبيعية، فهرولت نحو طبيب الفندق الذي جاء مسرعاً ووضع “عبد المجيد” تحت جهاز الأكسجين بعد أن علم منه أن الأطباء بالسودان شخصوا حالته بأنه مصاب بمرض الأزمة وأعطوه حبوباً مسكنة وبخاخات وبعد لحظات جاءنا الشيخ “منصور البلوي” رئيس نادي الاتحاد يومها وخصص لنا عربة ومرافق وسائق حيث تم تحويلنا لمستشفى بخش بجده وهناك ايضاً وضعوا “عبد المجيد” تحت رحمة الأكسجين وتم تحويله لغرفة الانعاش وظللت أجري عدداً من الاتصالات بالمملكة وبالسودان. وفي صباح اليوم الثاني جاءنا باكراً الأخ “صلاح إدريس” والذي اجرى ايضاً عدة اتصالات لتسفر عن وصول ثلاثة من كبار اختصاصي الأمراض الصدرية وانضم إليهم طبيب المستشفى ليدخلوا “عبد المجيد” لغرفة المختبرات وعبر أجهزة طبية حديثة ومتخصصة قاموا بالفحص عليه لتأتي النتيجة بأنه توجد كمية من الماء حول رئته وقاموا على الفور بسحب تلك المياه والتي كانت عبارة عن ثلاثة أكواب كبيرة ليتنفس بعدها “عبدالمجيد” ويعود إلى وضعه الطبيعي ثم يحمد الله ويبكي ويتصل بزوجته وابنه محمد الذي كان عمره 5 سنوات ويطمئن على أولاده وأهله. وظللنا عبر هواتفنا نتلقي الاتصالات ونطمئن الجميع على صحته حيث اتصل بنا العديد من المسئولين والرياضيين وعدد من الوزراء إضافة لكل الإعلاميين والصحفيين واطمأن عليه الأمير “سلطان بن فهد” الرئيس العام للشباب والرياضة بالمملكة ونائبه الأمير “نواف” عبر وفد كبير جاء من الرياض وكذلك توافد علينا قادة الاتحاد العربي وقادة الاتحاد السعودي وكبار رجالات الصحافة، وكان الحدث الأكبر هو توافد أبناء الجالية السودانية بجده ومكة والمدينة والمناطق التي حولها والذين بسببهم تعطلت لأول مرة حركة المرور بالطرق المؤدية من وإلي مستشفي بخش، مما جعل السعوديين يتساءلون ماذا هناك… وأذكر انه بعد خروج “عبد المجيد” معافي من المستشفى أصر على أداء فريضة الحج ورغم تحذيرات الأطباء الا أنه أصر على أداء الفريضة وبالفعل وبمساعدة كريمة من الاخ “أسامه عطا المنان” أمين خزينة الاتحاد العام الذي جاء رئيساً لبعثة المريخ والذي كان ايضاً أحد امراء بعثة الحج لولايات غرب السودان، فقد قام بارسال عربة البعثة المخصصة له وحملتنا من جدة إلي مكة وخصص لنا سكناً مع البعثة وأكملنا حجنا بحمد الله وعدنا إلي السودان. وإبان فترة مرضه الأخيرة طلبت منه أن يعود إلي مستشفى بخش مرة أخرى ووعدني بذلك الا أن القدر كان أسرع منا وأن المنية عاجلته وتوقف قلبه الكبير..
رحم الله “عبد المجيد عبد الرازق” والذي توفي عن 54 عاماً ونسأل الله أن يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته والعزاء لأسرته الصغيرة والكبيرة والعزاء لأرملته الأخت نجده ولأبنائه محمد وعثمان وأحمد وأمين ولا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله و(إنا لله وإنا إليه راجعون).
مزمل يعقوب الحصاحيصا
مصحح – أحمد
* نشكر الاخ الاستاذ مزمل على كلماته وكل الامنيات للراحل المقيم عبد المجيد عبد الرازق بالمغفرة والرحمة وان يسكنه المولى عز وجل فسيح جناته باذ الله.