أخبار

من حق رئيسنا علينا!!

{ من حق الشعب السوداني مسلمين ومسيحيين.. عرباً وعجماً.. نخباً ومثقفين.. عمالاً مهرة وعاطلين عن العمل.. مؤيدين للحكومة أو معارضين لها.. إسلاميين وعلمانيين.. صوفية وسلفيين.. نساءً ورجالاً.. أن يعرفوا الأسباب التي أدت لمنع طائرة رئيس بلادنا العبور للأراضي الإيرانية بواسطة السلطات السعودية!!
{ البيان الصادر من رئاسة الجمهورية وصف الحادث بتجريد من أي ظلال قد يذهب إليها المتلقي.. كأن منع عبور طائرة الرئيس حدث عادي سيموت بالتجاهل والنسيان، وينصرف الشعب لهمومه – مع إقبال العيد – عن تحليل الحدث وطرح أسئلة هامة جداً ينتظر كل السودانيين الإجابة عليها من الحكومة لا من السعودية.. ومن القصر الرئاسي أولاً وليس من د. “أحمد بلال عثمان” أو وزارة الخارجية.. فالحدث كبير وخطير وأثار غضب كل السودانيين..
{ كيف تجرؤ دولة على منع رئيسنا من عبور أجوائها لمقصده الذي اختاره بمحض اختياره وإرادته الحرة؟! والسؤال الأول هل منع طائرة الرئيس من عبور الأجواء السعودية قرار سياسي.. أم قرار فني إجرائي لخطأ في تقديرات الشركة المالكة للطائرة وطاقمها؟! وهل الطيران المدني السعودي يملك حق منع رئيس دولة عربية ومسلمة وجار وشقيقة عبور الأراضي السعودية دون أن ينال ضوءاًً أخضرًَ من السلطات العليا في الدولة السعودية؟! وهل اتبعت سلطات الطيران المدني السودانية الإجراءات (الروتينية) في سفر الرئيس من إخطار مسبق للبلدان التي يمر الرئيس بأجوائها وحصلت على موافقة تلك البلدان؟!
{ وتتداعى الأسئلة دون توقف كسيل أمطار خريف خرطوم هذا العام.. هل قامت سلطات الطيران المدني السودانية بوظيفتها وأشرفت على إجراءات (استئجار) طائرة بديلة لنقل الرئيس إلى إيران؟! أم هناك جهات وأشخاص آخرون قاموا بوظيفة جهة حكومية كالطيران المدني باستئجار الطائرة؟! وهل رئيسنا نحن السودانيين بظروفه وتعقيدات حركة تنقله بين البلدان بسبب المحكمة الجنائية وتربص جهات دولية عديدة به.. يمكنه السفر عبر طائرة أجنبية تملكها شركة أجنبية ويقودها طاقم أجنبي غير موثوق في أمانته ولا خلقه ويمكن شراؤه بالمال وإرهابه أو ترغيبه.. ألا يمثل ذلك استهانة وتفريطاً يستوجب المساءلة والمحاسبة؟! ولماذا من حيث المبدأ نسمح بقيادة طائرة الرئيس لأجنبي وسلاح الطيران السوداني في جعبته كفاءات نادرة من ضباط مخلصين وطنيين لا يشتروا بالمال ولا ترهبهم أمريكا و(صويحباتها) في المنطقة!!
{ إذا أخطأت السلطات السعودية في حق السودان فإن شعبنا لا يغفر جرماً شنيعاً كالذي حدث إلا باعتذار علني وجهير من ملك المملكة السعودية لا موظفين في السفارة ولا وزير خارجية الرياض.. وإذا أخطأت الجهات الحكومية المسؤولة عن ترتيبات رحلة الرئيس فإن سيف المحاسبة الصارمة ينبغي أن يطال الطيران المدني والطيران الرئاسي.. وأن لا تأخذك يا سعادة الفريق “بكري حسن صالح” رأفة ولا رحمة في هذا الشهر بحق موظفين وإداريين ارتكبوا جرماً بحق الشعب السوداني الذي لن يذل ولن يهان ويرفض المساس برئيسه مهما كانت الأسباب!!
{ وحتى لا يغمر الحادثة النسيان مثل عشرات الحوادث الكبيرة في السودان، أتمنى أن لا يتم تشكيل لجنة تحقيق، لأنها ستقتل القضية عمداً في دهاليز الصمت، ولكن هذه قضية لن تموت إلا بعد أن يعرف الشعب أسباب ما حدث!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية