ولنا رأي

وجاء ختام التكريم مسكاً بأمين زكي

اختتم رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” أمس الأول (الجمعة) زياراته في برنامج تواصل الذي درجت رئاسة الجمهورية على تنفيذه خلال شهر رمضان المعظم بزيارات إلى المبدعين الذين قدموا أعمالاً جليلة لهذا الوطن.. واختتم زيارته لكابتن الهلال والفريق القومي “أمين زكي” أسطورة الملاعب الخضراء وأحد عمالقة الكرة السودانية الذي أفنوا زهرة شبابهم بالملاعب وقدموا للوطن عبر المستطيل الأخضر إنجازات توجت بكاس الأمم الأفريقية 1970 وذلكم بمنزله ببري.
لقد خرجت رئاسة الجمهورية بهذا البرنامج من النمط التقليدي إلى منازل المكرمين، ويكون ذاك اليوم يوم فرح وعيد للشخص المكرم وأهله وجيرانه وأحبابه.
وهذا البرنامج يعيد للمحتفى به جزءاً من تاريخ قد صنعه مع آخرين، وتكون المناسبة مناسبة فرح وألق يلتقي فيها الجميع.
إن زيارة رئيس الجمهورية إلى منزل “أمين زكي” هي زيارة لكل أهل الرياضة وتكريم بالنسبة لهم، فالذين كانوا مع معية الرئيس أو الذين جاءوا قبل وفده من الرياضيين أمثال “شوقي” ودكتور “قاقارين” و”معتصم جعفر” و”جمال الوالي” و”الأمين البرير” رئيس نادي الهلال ورئيس نادي الموردة “الريح دمباوي” يعد بمثابة تشريف للمحتفى به الذي ظن أن الأمة قد نسيته ونسيت الأعمال الجليلة التي قام بها عندما كان شاباً وتوارت عنه عندما أصبح كهلاً، ولكن هناك عين تبصر وتتابع فكل من قدم خدمة للوطن لن تنساه الجماهير التي هتفت باسمه حينما كان متألقاً .. فكابتن “أمين زكي” ليس لاعب كرة قدم اشتهر في الميادين الخضراء، وإنما كان معلماً ودرجة العلم أرفع بكثير من كرة القدم، فقد كانت أستاذاً بمدرسة ودنوباوي الوسطى بأم درمان أستاذاً للغة الإنجليزية، وخرج العديد من التلاميذ النجباء ما زالوا يتذكرونه ويتذكرون مداعباته ولطافته ليس كمعلم ولكن كمربي زرع حب العلم والوطن في نفوسهم، ومن ثم أصبح ذائع الصيت عندما تخطفته الميادين الخضراء فبرع وقدم أفضل ما عنده في مجال الرياضة، فكان لاعباً فذاً تغنى الجمهور باسمه، وكان صديقاً خلوقاً للرياضيين لن تنسيه الشهرة أصدقاء الحي بتوتي أو بري ولم ينس المعلمين الذين زاملوه، فقد جسد المحبة وحب الناس إليه.
والكابتن “أمين” فوق كل ذاك صاحب حنجرة ذهبية، فإذا استمعت إليه يطربك بصوته الشجي الذي لا يقل حلاوة ونداوة وطراوة من صوت كروان السودان “عبد العزيز محمد داؤود”، إذن فالكابتن “أمين” جمع بين عدة صفات المعلم الناجح والرياضي الساحر والفنان الطروب، وفوق كل ذلك فقد كان صحفياً أسندت إليه الصفحات الرياضية بصحف (الإنقاذ) في بداياتها أيام رئاسة الأستاذ “سيد الخطيب” وفي صحيفة (الوحدة) إبان رئاسة تحرير وناشر الصحيفة الأستاذ “إدريس حسن”، ولا ننسى أيضاً أن الكابتن “أمين” كان عسكرياً فذاً، وهذه إن جاز أن نطلق عليها أعمال أم مواهب لا تجتمع عند شخص واحد العلم والفن والرياضة والصحافة والعسكرية.
لذا فإن اختيار اللجنة العليا لبرنامج تواصل لشخص “أمين” فهو اختيار صادف أهله وقد سعد السيد الرئيس عندما زاره في منزله ليكرمه وليعيد عليه البسمة بدلاً عن تلك الدموع التي ذرفها وهو ينال قلادة التكريم، فهنيئاً للكابتن “أمين” بهذا التكريم وهنيئاً لرئاسة مجلس الوزراء وعلى رأسها الدكتور “أحمد مختار” وطاقمه الذي وقع اختيارهم على كابتن “أمين” وهنيئاً لرئيس الجمهورية أن التقى بهذا الجمع الغفير وهو يكرم كابتن السودان “أمين زكي”.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية