ولنا رأي

مازالوا نجوماً بروفيسير علي وأحمد الإمام

عندما يكون الإنسان نجماً تجد كل الناس يضعونه في دائرة اهتمامهم ويغدقون عليه بالهدايا والثناء والحديث الطيب والزيارات المتكررة والسؤال عن حاله وأحوال أولاده وأسرته الكبيرة والصغيرة، ويظل النجم دائماً في الدائرة نجماً في المناسبات تلتقطه الأعين ويدور الهمس عندما يدخل ومن لم يعرفه تجد الجالسين يخبرون الآخرين بأن هذا فلان وذاك فلان اللابس البدلة والكرافتة، اللابس الجلابية البيضاء، اللابس الجلابية والصديري أو الملفحة أو حامل العصايا أو اللونه صفراء أو اللونه أسمر، وهكذا يستمر وصف النجم للآخرين، وعندما يسطع نجم الشخص لاعب كرة قدم أو فنان يتوارى من الناس خجلاً ولابد أن يصطحب بعض الأصدقاء المقربين منه للمناسبات وللزيارات العامة أو الخاصة، وهناك أشخاص كانوا ملء السمع والبصر والفؤاد فإذا اعتراهم مكروه أو غابوا عن الناس تجد أصدقاء الأمس وسماره انفضوا من حولهم ليبحثوا عن نجم ما زال في الأفق.
تذكرت كل ذلك وهناك أشخاص كانوا ملء السمع مثل البروفسير “علي أحمد محمد بابكر” مدير جامعة أم درمان الإسلامية لعدد من السنين كان يملأ الآفاق، يحلق في كل مكان يرتاده الكثير من الأصدقاء والأحباب وقاصدي الخدمة، فتجده حاضراً ملبياً لكل الطلبات والبروفيسور “علي” قدم خدمة للجامعة الإسلامية وساهم في توسعة المباني والمدن الجامعية والكليات، وكان من المميزين الذين مروا على الجامعة إلى أن انتقل إلى مجمع اللغة العربية الذي كان يديره من قبله البروفيسور “عبد الله الطيب” فواصل البروفسير “علي” في نفس النهج الذي خططه البروفسير “عبد الله الطيب”، والبروفسير “علي” واحد من العلماء المميزين في كل شيء، ويكفي أنه كان أول الشهادة من المرحلة الأولية إلى المرحلة الوسطى والأول على كل أقرانه في الشهادة من المرحلة الوسطى إلى المرحلة الثانوية، وهو من الكتاب ومقدمي البرامج بالإذاعة والتلفزيون، وأديب ومُنح كرسي الأستاذية بجامعة أم درمان الإسلامية، ولكن أين هو الآن؟ البروفسير “علي أحمد محمد بابكر” بكل ما قدمه خدمة لهذا الوطن في مجال التعليم وفي مجال الدعوة والإرشاد والأدب والثقافة وهو من أبكار الحركة الإسلامية، ولكن لا ندري أين مقعده فيها، خاصة ونحن مقبلون على مؤتمرها الذي سيُعقد في نوفمبر المقبل.
أما الشخصية الأخرى البروفسير “أحمد علي الإمام” مستشار رئيس الجمهورية السابق لشئون التأصيل، وهو لا يقل في عمله أو مكانته عن البروفسير “علي”، وهو كان ملء السمع والبصر والفؤاد فهو من الشخصيات المحترمة والمهذبة والعالمة، يمتاز بسعة الأفق والصبر.. ذهب إلى بلاد الفرنجة وتعلم منهم، فهو يجيد اللغة الانجليزية قراءة وكتابة، وكأنه واحد من أهلها، لم يكن اهتمامه بالعلوم الدينية كما يحلو للبشر، والبشر دائماً ينظرون إلى رجل الدين بمنظار آخر، فالدارس أو الخريج من الجامعة الإسلامية أو المحاضر فيها أو شغل منصباً رفيعاً فيها ليس شخصاً محنطاً، كما يصفه العلمانيون، فالأزهر الشريف دخلته العلوم الحديثة الطب والهندسة والصيدلة والأسنان والإعلام وكل العلوم التي يدرسها الطالب بالجامعات الأخرى بدأ يدرسها طالب الأزهر، وكذلك طالب الجامعة الإسلامية لذلكم علماؤنا الأجلاء أمثال بروفسير “علي أحمد محمد بابكر” وغيره هم من العلماء الذين جمعوا ما بين علوم الدنيا والدين، ولذلك أصبحوا من المميزين في مجالهم، لهم منا كل التقدير وسيظلون نجوماً في المجتمع ولن يأفل نجمهم..
وكل عام وهم بخير.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية