الخريف والمعاناة المستمرة كل عام!!
مازلنا في بداية فصل الخريف وآلاف المنازل تنهار على رؤوس ساكنيها، وعشرات المواطنين يموتون بسبب الأمطار التي لم تعمل الدولة على وضع خطة مستقبلية تجنب موت المواطنين وعمليات الانهيار السنوي لمنازلهم.
أرخص ما في السودان الإنسان، لا الدولة مهتمة به ولا بحل مشاكله على الأقل تجنبه مشاكل هذه الأمطار، معظم المصارف (مقفولة) ليس بالمناطق الطرفية ولا عند مواطني الهامش، ولكن وسط المدن أيضاً.. فلن يصدق أحد أن المياه تتراكم مما يصعب على المواطن الخروج من منزله بسببها.. المحليات كل عام لديها ميزانية وخطة لفتح المصارف وإزالة الأنقاض، بالإضافة إلى الآليات المكدسة والتي لا تستخدم إلا مرة في العام، بينما العمال ينامون طوال العام ويحتسون فناجين القهوة والشاي، وعندما تحدث الكارثة لا أحد يتحرك على الأقل لتحليل راتبه الذي يتقاضاه شهرياً، أما المديرون التنفيذيون والمعتمدون يتحركون ولكن دون راعٍ للعمال الذين يقولون نشتغل ليهم قدر قروشهم، ولو اشتغلوا قدر القروش التي تمنح لهم طوال العام لانتهينا من حاجة أسمها مصرف مغلق أو أرض غير مستوية.. كل أحياء الولاية عاجزة عن تصريف مياه الأمطار، الميادين جميعها مليئة بالمياه، لا الجهات المسؤولة تحركت لتصريفها ولا سكان الأحياء قاموا من تلقاء أنفسهم بسحب المياه أو دفع مبالغ مالية محددة لشراء كمية من الأنقاض أو التراب لتسوية الأرض التي أصبحت في كل عام بركاً لا تخرج منها المياه إلا بعد أن تسلط عليها الشمس، هناك مناطق مجاري للسيول ظلت ولعدة سنين كما هي، لا أحد تحرك لإزالة الخطر السنوي الذي يستهدف المواطن، ولا الدولة وضعت خطة خمسية أو عشرية لإنهاء معاناة الناس خلال فصل الخريف، والله من شاهد موقف الشهداء بأم درمان خلال عدة سنوات في فصل الخريف والآن لوجده نفس الموقف ونفس المنطقة التي تتجمع فيها المياه خلال السنوات الماضية والآن، وكذلك أسواق ولاية الخرطوم ابتداء من سوق أم درمان وسوق بحري وسعد قشرة وسوق ليبيا، فلكل الأسواق نفس المشكلة، وكذلك مواقف المواصلات فما أن تهطل الأمطار يهرب أصحاب المركبات من نقل المواطنين من تلك المواقف، والسبب أنها مليئة بالمياه، مما يعجز أصحاب المركبات من دخولها.. فهل تتكرم المحليات بمعالجة هذا الخلل الموسمي أو السنوي حتى ينعم المواطن بحياة كريمة، أم يشاهد مسؤولونا كيف تكون عواصم العالم في الخريف أو غيره، ويشاهدوا جمال تلك المدن وأناقتها ونظافتها ونضارتها، أين أنتم من أولئك المسؤولين بتلك البلدان؟.. اتقوا الله في شعبكم!!