مساعد رئيس الجمهورية العقيد "عبد الرحمن المهدي" لـ(المجهر السياسي):«2-2»
(المجهر) أجرت حواراً شاملاً مع مساعد رئيس الجمهورية العقيد “عبد الرحمن الصادق المهدي”، هو الأول في الصحافة السودانية منذ تقلده منصبه بالقصر.. تناول الراهن السياسي والعلاقات بدولة الجنوب، كما تطرق إلى الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للمواطنين، وأجاب “المهدي” في حواره عن ما يتردد عن وساطته لطي ملف المتهمين في المحاولة التخريبية، كما تحدث عن إمكانية خلافته لوالده الإمام “الصادق المهدي” في رئاسة حزب الأمة، بجانب تفاصيل ملف العلاقة مع دولة الجنوب الذي يتولى إدارته من خلال موقعه بالقصر الجمهوري، كما قدم مقترحات لتسوية الخلافات بين الحكومة وقوى المعارضة، من بينها اقتراحه تشكيل مفوضية حكماء من كل القوى السياسية السودانية. وأدلى “المهدي” بتفاصيل مثيرة عن خيارات زواجه والخيارات المطروحة أمامه، وقال إنه مازال يبحث عن (عروس)، وأضاف: قدم لي الرئيس مقترحين من باب الترغيب والتسريع في اتمام الزواج رفضتهما، هذا بجانب محاور أخرى.. فإلي مضابط الحوار :
} المعارضة ترفع سقفها إلى حد سقوط النظام والمؤتمر الوطني يقول هذا مستبعد وينادي للدستور.. الرئيس قدم الدعوة للدستور والمعارضة تقاطع وتقول إن دستور بشروط المؤتمر الوطني مرفوض.. كيف السبيل للاتفاق بين هاتين المجموعتين؟
– قلت لك إننا لا نريد القول إن الذي يحدث هو صحيح، وفي النهاية نحن لازم نشرك الجميع، والدستور يمكن أن يكون هو المدخل الحقيقي، ومثلما قلت أنت هناك سقوفات عالية في الإعلام ولكن خلاص ماذا نفعل؟! وفي النهاية المُشكل في رأيي إجرائي يحتاج إلى ثقة وتطمين وليس التصعيد، ومن الممكن أن نأتي بدستور عادي أي شخص ممكن يتراضى عليه، ولكن في النهاية لا يتراضى عليه ولا يعترف به، لذلك الاعتراف يتطلب تراضياً في المشاكل بين جميع الناس، وهذه هي الفكرة التي نسعى لها، وهذه الفكرة أقول إنكم في الإعلام لكم فيها دور بأن تعكسوا وجهات النظر بصورة معقولة وتقولوا إن السودان لن يحدث فيه استقرار ما لم نتراضَ ونعترف ببعضنا البعض ونحترم بعضنا البعض، وأن لا يقلل بعضنا من قيمة البعض الآخر، وذلك سيسير بنا إلى المواجهات، وفي النهاية الموقف الحالي يحتاج إلى بصارة ودرجة عالية من التجرد والوطنية وإدراك الماضي، ونحن كل منا وقف في موقف لا نريد أن نعود به إلى الوراء، وأن نتراضى على أن الحل في النهاية لابد أن يكون عبر صندوق الانتخابات وليس صندوق الذخيرة.. ولأن صندوق الذخيرة الذي جربناه لم ينفع وذهب بنا إلى الكثير من التدخلات والتشظي والتشرذم والكثير من الاحتقانات، فنحن نريد أن نجرب صندوق الانتخابات، ونريد أن نصله بدستور متفق عليه، وفي ذلك لابد أن نضحي، ولكم في الإعلام دور في تهيئة الجو وتوعية الناس.
} ولكن هذا الجو متى ما هبّ فيه نسيم يقوم (الصقور) بقلب المكيف بـ (قفاه)؟
– (مبتسماً).. نعم، ويدونا السخانة.
} وكيف تسير معهم القضايا؟
– هم الآن لا مكانة لهم، و(الصقور) يعرفون أن الوضع الآن أصبح وفاقياً ويحتاج إلى حل بالتي هي أحسن، والناس نفسها (زهجت)، والشعب (عايز) يأكل ويشرب ويعيش بكرامة دون عنت وشظف في العيش، لذلك من يوفر هذا سيجد تأييداً من الشعب، وأعتقد أن الاستقطابات الحادة لن تجد تأييداً من أي طرف.
} تحدثت في أكثر من موقع وكأنك تريد أن تقول إن السودان مصاب بـ (عين).. لماذا تركيزك دائماً على موارد السودان.. ماذا ترى؟
– نعم السودان محسود ومعيون، وأنا أنظر إلى أن السودان فيه ثروات متمثلة توفر المياه في كل مكان وهذه هي مشكلة العالم في المستقبل وعندنا ثروات باطن الأرض بصورة كبيرة، وبترول ومختلف أنواع المعادن، ونمتلك الملايين من الأفدنة الزراعية لكننا غير قادرين على استغلالها بسبب المشاكل، ولا نستطيع أن نجلب لها رؤوس الأموال لاستغلالها، ومعروف أن السودان هو سلة غذاء العالم العربي، وتعلية خزان الروصيرص ستدخل تقريباً مليون فدان، وبعد الترعة مليوني فدان ناهيك عن المشاريع الأخرى، وكل ذلك يعطي وعوداً إيجابية إذا حقق السودان درجة من درجات الاستقرار الاقتصادي، والشيء الثاني العقول السودانية الكبيرة.
} مقاطعة.. أغلبها هاجر..؟
– نعم لكن هناك آخرون موجودون، وحتى الذين هاجروا ليس حباً في الهجرة، وأغلب الناس هاجروا بطريقة (مجبر أخاك لا بطل)، وهؤلاء إذا توفرت ظروف غير الظروف الطاردة التي خرجوا فيها يمكن أن يعودوا بما لديهم من تراكم كبير في الخبرات، والسودان بما فيه من الإيجابيات إذا استطاع أن يتجاوز إشكالاته الداخلية، وتمكن من وضع دستور نتراضى عليه جميعاً أياً كان، ويستوعب تنوعنا وثقافاتنا كلها سنستطيع أن (نتخارج) بصورة كبيرة.
} هناك أيضاً أحاديث تدور عن أدوار اتصالية تقوم بها للتقريب بين الحكومة والمعارضة داخلياً وتحديداً بعض رموز وقيادات المعارضة والحكومة؟
– أؤكد لك أن السيد الرئيس حريص على إشراك الجميع في الدستور، وهو فُوض من اللجنة التي دعاها في بيت الضيافة لتحقيق كل ما من شأنه أن يحدث تراضياً وتوافقاً في موضوع الدستور، وهذا كل ما أستطيع أن أقوله لك. وحتى اللجنة فوضت شخصية كبيرة ومهمة جداً ومحترمة وهي الآن تسعى حثيثاً لدعوة الجميع حرصاً على وضع دستور يشترك فيه الجميع، وأنا متفائل بأن هذه الوثيقة سنتفق عليها.
} وأنت جزء من تلك اللجنة؟
– نعم.
} وفي ذلك الإطار كانت تحركاتك للاتصال برموز المعارضة؟
– طبعاً، لا يوجد شخص فينا لا يمتلك حق التحرك، وكل إنسان منا له الحق في التحرك في إطار تلك اللجنة كلٌ بعلاقاته، وحتى اللجنة عندما اُختيرت بُنيت على قراءات لتستفيد من تكامل علاقات أعضائها، وفي النهاية ستأتي وتستصحب كل القوى السياسية السودانية، خاصة التي لم تأت وتشارك في بيت الضيافة.
} في ذات اتجاه التصافي والتسامح الذي تتحدث عنه الآن هناك حديث يتردد بأنك تلعب دوراً لطي ملف قضية المحاولة التخريبية الأخيرة.. ما مدى صحة ذلك؟
– لا، لا يوجد معنى بمثل الذي يُقال، والمسألة ما زالت طور التحقيق والتحري، لذلك لا يكون هناك أي حديث في هذا الطور، وما يُقال بذلك الشكل هو نتيجة.. والحقيقة أن القضية ما زالت في طور التحقيق والتحري وإثبات الحقائق ومن المتورط ومن البريء، وفي هذه المرحلة لا يتم الحديث بتلك المعاني، ولكن من الممكن بعد تحديد حجم المشكلة وحسب الأمور وكيفية مسار القضية.. وهناك حديث يرشح في الإعلام ويُقال إن هناك تآمراً مع دولة أجنبية أو خلافه، هذا الحديث غير صحيح، وحتى الآن لم تُعط معلومة لأي إنسان والناس تردد أحاديث غير صحيحة، وحتى الآن كل شيء تحت التحري والتحقيق بصورة عدلية وكاملة، وإلى أن يحدث غير ذلك فإن لكل حادث حديث.
} ماذا استفدت من وجودك في القصر.. وكيف هي علاقتك مع زملائك الآخرين من مساعدي الرئيس وغيرهم؟
– علاقة ممتازة، واستفدت معرفة كل ما يدور في السودان والإطلاع عليه والنقاش حوله وإبداء الرأي، وهذه فوائد كبيرة.
} وإلى أي مدى تقيّم أداءك في الملفات الموكلة إليك تحديداً والمحددة في ملف الجنوب أو غيره؟
– تحدثنا في هذا الملف كثيراً، وملف الجنوب معقد وفيه أشياء موضوعية وغير موضوعية، وأدعو رب العالمين أن يُهدئ النفوس، وما توصلنا إليه الآن يمثل حلاً مائة في المائة.
} ألا تشعر بأن التقاطعات الإقليمية والدولية يمكن أن تعطل ما تم التوصل إليه؟
– ما حدث من ضيق للطرفين، وأقول: (هم توروا لينا نفسنا ونفسهم انقطع)، والآن تجربة الشظف الذي عشناه في الطرفين خلال الفترة الماضية ستصبح رادعاً لنا جميعاً لكي لا نعود إلى تلك المرحلة، وأن نسير في إطار السلام بصورة كبيرة جداً، وليس أدل على ذلك من حديث السيد الرئيس في مجلس الوزراء، فقد قال إننا سنسير في طريق السلام بصورة كبيرة جداً، وكذلك حديث رصيفه السيد “سلفا كير” في جانب الجنوب فقد قال في عدة مقامات إنه متوجه بكلياته وإنه لن يسمح بأي اختراق للاتفاق وإنه سيقوم بتنفيذه بحذافيره. وتلك هي إرادة الدولتين ورئيسيهما، عبرا بصورة واضحة (وبعد دا أي زول يخش جحرو).
} زيارتك الأخيرة إلى مصر أثارت لغطاً في ظل وجود توترات تاريخية بين حزب الأمة ومصر والبعض ربطها بزيارات الإمام ومحاولات إصلاح العلاقات مع مصر في المستقبل؟
– لا، لا، زيارتي إلى مصر جاءت بدعوة من برنامج لخلق الشفافية والحكم الراشد، وهو مؤتمر وأنا حضرته، وفي هذا الإطار التقيت بالقيادة المصرية وعلى رأسها السيد الرئيس “محمد مرسي”، وكان لقاءً ممتازاً، وقدمت عدة محاضرات هناك، والتقيت برئيس العلاقات الخارجية، والسفير السوداني نظم لي لقاءً مع مساعد رئيس الجمهورية المصري والعديد من القيادات السياسية الأكاديمية والجهات الأخرى.
} وكيف قرأت مستقبل العلاقات العربية الأفريقية في ظل المتغيرات.. وأين السودان من ذلك.. وهل النظرة لنظرية المؤامرة الخارجية قائمة.. أم أن المتغيرات التي حدثت ستؤثر في طريقة التفكير القديمة؟
– موضوع العالم العربي لا أتفق مع كل ما قيل فيه، ولكن حدثت التغييرات وأدت إلى اختلال في التوازن الداخلي في تلك الدول سواءً مصر أو تونس أو ليبيا، والمتغيرات أحدثت اختلالات في التوازن الداخلي في الدول وما زالت مستمرة وهي عصية على الحل.. ولكن أعتقد – ويجب أن لا نحاول التركيز على الحديث عن المؤامرة – أن الحل بأيدينا، وكيف نتفق داخلياً على معالجة مشكلاتنا الداخلية وإدارة ثرواتنا ونحمي بلداننا، وعلينا أن ننتهي من العدو الداخلي، عدو النفس، العدو المتحجر الإقصائي (المكنكش).
} فات علينا بداية أن نقول لك كل سنة وأنت طيب.. قرأنا أنك احتفلت بعيد ميلادك هنا في مكتبك بالقصر الجمهوري وسمعنا أن عدداً من المساعدين حضروا معك؟
– هو ليس احتفالاً بعيد ميلاد، وإنما كانت جلسة نظمها أفراد مكتبي مع عدد من الزملاء في القصر وحضرها مساعدا الرئيس “موسى محمد أحمد” والدكتور “جلال الدقير”، وكانت الجلسة للتفاكر في الشأن العام بحدائق القصر الجمهوري خارج المكتب، وجعلت البعض يظن أنها عيد ميلاد لتزامنها مع أيام المناسبة التي كنت أتلقى فيها العديد من التهاني عبر الـ(فيس بوك) والرسائل النصية والوسائط المختلفة، بالإضافة إلى أني مولود أصلاً في الحادي عشر من مارس، وركزت الجلسة التي نظمها الزملاء على التباحث في قضايا الدستور، وتوحيد الجبهة الداخلية، ومناقشة تفاصيل الاتفاق الذي تم مع دولة جنوب السودان، وليس كما أوردته إحدى الصحف مهنئة بعيد ميلادي.
} أيضاً أوردت الصحف أن شقيقتك الدكتورة “مريم” شاركت في الاحتفال.. ويُقال في المجالس إن ذلك تراجع عن ما يُمكن تسميته بالقطيعة بينكما في مجالات العمل العام؟ وهل علاقة “عبد الرحمن” و”مريم” كانت على المحك والآن عادت إلى طبيعتها؟!
– لا يوجد محك أصلاً وإنما تبايُن في وجهات نظر عادية وطبيعية، وعلاقات أسرتنا لن تتأثر بتلك الاختلافات، وأسرتنا ناضجة جداً، وانظر لعلاقة عمتي “وصال” مع الإمام لم تتأثر ولن تتأثر، وأسرتنا منذ أن قامت في تجارب واستقطاب، لكن كله تدافع من أجل مصلحة الوطن، وعلاقتي مع “مريم” هي علاقة صداقة وزمالة في العمل العام السياسي والعسكري، وبالتالي لم ولن تتأثر بتباين وجهات النظر.
} الإمام قبل فترة في أيام الجدل الذي أحدثته قضية مشاركتك تحدث عن تغيرات في طريقة تفكيرك من فترة إلى أخرى؟
– (قاطعني).. من قال ذلك؟
} الإمام قال في برنامج (في الواجهة) بتلفزيون السودان إن “عبد الرحمن” يتغير فكره من مرحلة إلى أخرى.. وذكر حادثة لم تخرج فيها كثير تفاصيل وهي أنك ذهبت في مرة إلى الإمام – حسب ما قال – وأخبرته بأنك لغمت العاصمة الخرطوم كلها وطلبت منه أن يسمح لك بتفجيرها ولكنه منعك.. ما هي تفاصيل تلك الحادثة ومتى كانت؟
– طبعاً كُنا في فترة مواجهات، وكانت تمتاز بأن الناس كانوا يفعلون كل شيء في المواجهات العسكرية، والإمام يرمز إلى تلك الفترة.
} وما هي تفاصيل تلك الحادثة تحديداً؟ الناس تعرف عنك تفاصيل (تهتدون) ودورك في خروج الإمام وتأمينه وحتى دورك في جيش الأمة ولكن هذه تفاصيل دقيقة لم تخرج تفاصيلها؟
– هي ليست تفاصيل، وكانت عمليات عسكرية كثيرة جداً، وكانت مواجهات حربية كثيرة جداً.
} هل وصلت إلى أن تفخخ العاصمة الخرطوم لتفجرها؟
– ذلك في إطار العمليات العسكرية، وهذا هو المعنى الذي قصده الإمام.
} وتلك المواجهة كانت وسائلها مفتوحة؟
– طبعاً.. ولذلك نحن نقول إن الشر (ضرساً وراني)، والقتال دائماً نتيجته سيئة واليد ليست ميزاناً، والإنسان لازم يعود إلى ما هو أحسن وليس للتي هي أسوأ.
} كثر الحديث عن زواجك وهناك أسماء (عروسات) بدأت تُقال؟
– نعم.. أها.
} الناس أصبحت مهتمة بقضية زواجك بصورة كبيرة؟
– (ضاحكاً).. (والله يا أخي شوف الواحد لازم يكمل نصف الدين، وكانت هناك ظروف في الماضي الآن زالت، وكانت الظروف كثيرة من هجرة وجري ولكن الآن أنا أفكر جادي أن ارتبط).. وما زال البحث جارياً وعما قريب سأكمل عملية البحث.
} هناك مقولات بأنك ستتزوج قريبة شخصية رفيعة في الدولة وذُكرت بالاسم.. هل سمعت بذلك وهل هذا صحيح؟
– نعم، وأي إنسان يمكن أن يقول ما يريد، وأنا أقول أن لا شيء صحيح مما قِيل، ولكن الشيء الصحيح أنني في إطار البحث عن عروس وبعد هذا لا يوجد شيء صحيح، وإذا أنا وجدت العروس فما الذي يمنعني؟ أنت فقط تابع، ويوم أن تسمع بأني وجدت العروس فإن (العرس) سيكون بعد أسبوع فقط، وإذا لم تسمع فمعناه أنني لم أجدها.. وإلى الآن أنا لم أجد عروساً.
} المواصفات والمعايير للعروس.. هل هي خاضعة لموازنات السياسة أم أنها تفاصيل خاصة بك؟
– لا هي حاجة خاصة.
} أبناء السياسيين وحتى السياسيين دائماً ما يرتبط زواجهم بموازنات؟
– الإمام “المهدي” عليه السلام كان يتمنى أن يكون لديه مائة ولد ليناسب بهم مائة قبيلة في السودان سعياً منه لخلط ودمج النسيج الاجتماعي السوداني، وهذه في حد ذاتها كانت رؤية حكيمة لاستيعاب التنوع الموجود سواء كان ثقافياً أو عرقياً، ويكون مرتبطاً بالأرحام امتثالاً لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ..)، وبهذه المعاني كل إنسان يبحث عن ما يناسبه ومن يساعده ويتفهم طبيعة عمله، لكن في النهاية هي خيار خاص، فأحسن (نتحلَ) منه (عشان تلقوا ليكم شغلة تانية) و(ضحك).
} موضوع (العرس) تُسأل عنه كثيراً؟
– والله (نجضوني) بموضوع العرس شديد خلاص، وما تجي مناسبة عرس إلا ويقولوا عقبالك ومتى دورك، وعذاب عذاب ما معقول.. (قالها وهو يضحك).
} وهل طُرحت لك مقترحات من مقربين من الأسرة أو من خارجها؟
– نعم، كثيرون تحدثوا معي. الحبيب الإمام والأخوات والسناير في الأسرة. وكذلك السيد الرئيس منحني مهلة ثلاثة أشهر لأختار العروس وإتمام الزواج، ورفضت هذا المقترح، وأنا طلبت منه تمديد المهلة إلى ستة أشهر، وكذلك الزملاء في مجلس الوزراء وخصوصاً الحبيب “أسامة عبد الله” وزير الكهرباء والسدود.
} من يفتقد “عبد الرحمن الصادق”؟
– كثيرون من الأحباب، سواء كانوا في العمل العام أو الزملاء النظاميين في القوات المسلحة من الشهداء، وعلى صعيد آخر أفتقد الحبيب عمي الدكتور “عمر نور الدائم” والسيد “صلاح عبد السلام”، والسيد “عبد الله إسحق”، وغيرهم من الأحباب والقائمة تطول.
} مقاطعة.. وما هي أحزانك الخاصة التي لم تنسها؟
} والدتي “سارة الفاضل محمود” التي كانت بمثابة (مسمار نص) في الأسرة والحزب، ولها ما لها من حكمة وتدبير، وهي عاشت حياة صعبة وقاسية دفاعاً عن الحرية والوطن، وعانت الاعتقال وهي مرضع، وذاقت المنافي في ظروف قاسية، وفارقت الحياة وهي خارجة من اجتماع من أجل وحدة الوطن مع الحركة الشعبية.. وهذه الأيام نحتفل بعيد الأم نسأل الله لها المغفرة والرحمة وأن يحفظ كل الأمهات ويرفعهن درجات عليا، ويحفظ السودان ويهدئ النفوس ويؤلف بين القلوب.. وحزني الثاني هو انفصال الجنوب وهي فرصة نبارك فيها خطوات الإخوة في الجنوب وعلى رأسهم الرئيس “سلفا كير” التي سارت في اتجاه الحل للمشكلات القائمة، ونتمنى أن نتحول إلى خدمة ورفاهية شعبينا بعيداً عن الصدام والمخاشنة، وإن فشلنا في تحقيق وحدة دستورية فلابد أن نحقق وحدة ثقافية وتكاملاً اقتصادياً.