سيظل رحم الشرطة ولوداً… برافو الفريق عز الدين !!
ضجت الأسافير أمس بحديث المدير العام لقوات الشرطة الفريق عزالدين في مدينة كسلا وهو يوجه نقدا لاذعاً وعلى الملأ لادارة المرور في المدينة بسبب وجود اعداد هائلة من المواتر بلا لوحات او اوراق رسمية حيث وصف الفريق عمليات القبض التي تمت لها بانها ليست انجازا لكنه عمل يفضح القصور والتراخي الذي تم طوال الفترة الماضية. ولعل الدهشة في حديث الفريق عزالدين ليست فقط في اللغة الواضحة والغضب الذي كشفته تعابير وجهه وقسمه بالايمان انه ان تكرر الامر فسينزل اقصى العقوبة بالمتساهلين و(الماشايفين) شغلهم لكن الدهشة في اننا (طولنا) لم نشاهد مسؤولا ينزل الى ارض الواقع بنفسه ويقف على الاخفاق والقصور وهذه الحكومة منذ ان جاءت بعد الثورة المباركة ورغم دفع الشرعية الثورية الذي تتمتع به الا انها للاسف مارست الخمول والبرود في التعاطي مع الازمات ولم تتجاوب مع سخونة الشارع ولو ان وزير المالية مثلا اتخذ قرارات رادعة وحاسمة وواضحة تجاه الذين يهزون الاقتصاد السوداني باي شكل من الاشكال وهو بالتأكيد يعرفهم واحدا واحدا اشخاصا ومؤسسات لو انه اتخذ قرارات ثورية حاسمة وصلت حد فصل الرؤوس عن الاعناق لما لامه احد لكنه بدلا من ذلك دخل في دوامة المجاملة والفساد الجديد فظهرت بؤر غامضة وظلامية كالفاخر وشبيهاتها من الشركات التي يملكها نافذون لا يستطيع احد الاقتراب من ممالكهم التي شيدوها على حساب شعبنا المنكوب فأثروا واغتنوا ولم نسمع بهم في ( لا في سمح ولا في شين) وفشلوا حتى في ان يتباروا ويتسابقوا نحو مسؤوليتهم الاجتماعية وخريف العام الماضي وفيضانات هذه السنة تكشف ذلك وعلى وزير المالية ووزارته (قس وتأمل وانشرط بالمغسة) لان مشكلتنا الحقيقية في هذا البلد هي في القيادة التي تستطيع ان تشكل المشهد وهاهو الفريق عزالدين يفعل ذلك بيانا بالعمل، ومؤكد ان حديثه في كسلا (سمع) في ولايات اخرى وسيبدأ المقصرون في لملمة تقصيرهم خشية ان يكشفهم المدير و(يختهم في الحتة الضيقة) التي وضع فيها مرور كسلا.
الذي اود ان اقوله إن مؤسساتنا بجميع تخصصاتها تحتاج للضبط والربط وتحتاج للكلمة و(غطايتا) وتحتاج للقائد الذي يفعل مبدأ الثواب والعقاب ليقود مؤسسته الى بر الامان لذلك نطالب السادة القاعدين في مكاتبهم من وزراء هذه الحكومة ان يخرجوا للمؤسسات التابعة لهم ليديروا حوارا مباشرا مع الناس، يعرفون المشاكل والمعوقات واسباب الازمات.
فهل من المنطق والمعقول ان يمارسوا هذه العزلة عن الشارع؟؟؟ هل معقول ان لا احد منهم شارك الناس محنة الفيضان؟ هل معقول انهم لم يقفوا على اعانتهم وتفقد احوالهم؟ يا أخي اخجلوا (وكان ما خجلانين خافوا على كرعينكم) ان يصيبها التخشب فتجدون انفسكم مجرد اصنام جامده لا تقوى على الحراك.
اما الفريق عزالدين المدير العام لقوات الشرطة فنقول له احسنت وقد اكدت لنا ان رحم الشرطة ولود لا يعقم ولن يعقم ابدا عن انجاب الاقوياء المميزين الذين يستطيعون ان يصنعوا الفرق ويحلوا العقد ويخمدوا الفتن بكلمتين لا ثالث لهما.
كلمة عزيزة
من المضحكات المبكيات في هذا البلد ان السيدة (الرئيسة المكلفة) بمفوضية حقوق الانسان ما ان تم اعفاؤها ومن معها من قبل لجنة ازالة التمكين الا وقدمت شكوى (طوالي) للمجتمع الدولي لتستنصر به حتى تعود، رغم انها مكلفة لم تؤد حتى القسم ورغم انها لم تتحرك كمفوض لحقوق الانسان للدفاع عن العشرات الذين اقيلوا بقرارات لجنة ازالة التمكين (وعملت اضان الحامل طرشة)، لكن بمجرد ما (هبشها راس السوط) اتجهت للخارج لتنصر نفسها وتعود لمفوضية ظلت منذ العام ٢٠١٢ مجرد ديكور بلا أي عطاء وتأثير وجعلها النظام السابق مسخا وصل حد ان تترأسها زوجة شقيق الرئيس السابق في إطار صفقة عائلية. لذلك أرجو أن يكون تشكيلها القادم محترما وبتخصصات حقيقية في مجال حقوق الانسان ومن شخصيات مستقلة تخدم قضايا الانسان السوداني (قال المجتمع الدولي قال)!!
كلمة اعز
ليست مفاجأة فقط لكنها مثلت صدمة لكل من سمع الدكتور علي الحاج وهو يقول لقاضي محكمة انقلاب يونيو انه الماني من اصول سودانية في إشارة للجنسية الالمانية التي حصل عليها في التسعينات (الاول امبارح دي)!!
ليتأكد لي اننا نستاهل كل ما حدث لنا لاننا سمحنا لامثال هؤلاء ان يحكموننا لاكثر من ربع قرن من الزمان. بالمناسبة علي الحاج (الفيه اتعرفت)! طيب كيف سيكون الحال للاخوة والاخوات الذين يحملون جنسيات اشكالا والوانا ويحكموننا الآن؟! صحيح بلد ما عندها وجيع.