في حلقة تلفزيونية تشبه المؤتمر الصحفي إن لم تكن كذلك علي واحدة من الشاشات الأمريكية ، وجه الحضور أسئلة لضيف الحلقة الزعيم الأفريقي العظيم نيلسون مانديلا بعد خروجه من المعتقل الطويل ،كان واحداً منها من ذلك النوع الذي ظنه مقدمه محرجاً وسيضع الزعيم الكبير في موقف لا يُحسد عليه حيث سأله محلل سياسي أمريكي قائلاً : هناك من يشاركونك كفاحك من أجل حقوق الإنسان و ضد الفصل العنصري ، و من ثم خاب أملهم إلى حد ما من نماذج حقوق الإنسان التي اخترتها بعد خروجك من السجن ، فقد التقيت بياسر عرفات ثلاث مرات خلال ستة أشهر، و أشدت به ، و لقد أخبرت القذافي أنك تشاركه في وجهة النظر ، وصفقت له ولسجله في حقوق الإنسان، ودعمه للحرية والسلام حول العالم . و امتدحت فيدل كاسترو كقائد لحقوق الإنسان وقلت إن كوبا هي إحدى الدول المتقدمة في حقوق الانسان ، بالرغم من أن وثائق الأمم المتحدة و مصادر أخرى تظهرها كواحدة من أسوأ الدول في مجال حقوق الإنسان ، لذلك -و الحديث للسائل – هل هؤلاء هم نماذجك لقادة حقوق الانسان ؟؟
وإذا كانو كذلك هل ترغب في أن يكون القذافي أو عرفات أو كاسترو رئيساً مستقبلياً لجنوب افريقيا ؟؟ هنا جاءت إجابة الزعيم العظيم -ورجاء إمنحوني كافة حواسكم – لتسمعوا ماذا قال الرجل الذي لم يرمش له جفن أو يوتره السؤال .
قال لمحدثه بهدوء وتركيز : إن واحدة من الأخطاء التي يرتكبها بعض المحللين السياسين هي أنهم يعتقدون أن اعداءهم يجب أن يكونوا أعداء لنا وهذا مالن نفعله أبداً ، لأن لدينا نضالنا الخاص ونحن شاكرون للعالم لدعمهم لنا ، لكننا منظمة مستقلة بذاتها ، وموقفنا تجاه أي بلد يتحدد بموقف ذلك البلد تجاه نضالنا .
وواصل قوله : ياسر عرفات والقذافي و كاسترو ، دعموا نضالنا حتي(مقبض السيف)وهو ما لا يجعلنا نتردد إطلاقاً في الإشادة بما فعلوه تجاه حقوق الإنسان كمافعلوا في جنوب أفريقيا ، وهم دعمونا بشكل كامل ولم يدعموننا فقط بالخطابات . انتهى .
دعوني أهدي هذا الحديث وهذه المقابلة بالكامل للسادة الذين يقودون هذه البلاد هذه الأيام، لأن علاقاتها يجب أن تكون مبنية على مصلحتها أولاً وأخيراً وأن أي خطوة نخطوها نحو الآخر ، علينا أن نعد خطوات الآخر نحونا لاسيما وقد دفع هذا البلد وبيطبلاش فاتورة غالية من دخوله في محاور مصت دمنا حتي النخاع ، و لم نسفيد منها شيئاً إقتصادياً ولا سياسياً ولا استراتيجياً ، والدليل علي ذلك أننا لم نغادر قائمة الدول الراعية للإرهاب رغم كل التنازلات التي بذلناها في الماضي ولا زلنا نبذلها بكل خنوع وخضوع ، والنتيجة أننا لم نحصد شيئاً علي سبيل المواقف الداعمة سياسياً ولا الداعمة إقتصادياً ، والكارثة الأكبر أن العديد من المحاور اكتشفت دناءة التيارات السياسية السودانية ، فأصبحت تخاطبها وتغازلها منفردة ، بعيداً عن كتلة وجسم الدولة السودانية و أصبح المزاد مفتوحاً لمن يدفع أعلى سعر .
لذلك أكرر حديث مانديلا أن بلادنا يجب ان تكون في صف من يدعمها فعلاً وليس قولاً بالخطابات والخطب والأماني ، حتي لو كان الشيطان نفسه علي أمل ورجاء أن تصفو النوايا وتخلص الضمائر ويخاف الساسة الله في هذا الوطن الممكون وصابر .
كلمة عزيزة
الارتفاع الجنوني للدولار انعكس تماماً علي كل السلع وطبعاً أصبحت حياة المواطن كدراً وطينا ، وحكومة الدكتور حمدوك لم تتفضل علينا حتي الآن بأي خطة زمنية محددة لوقف هذا التدهور لأن كل مايقوله مسؤولوها عبارة عن ونسة ساااااااي .
كلمه أعز
بلادنا أغلى وأهم و أعز من أن تكون بلا قيمة ولا ثقل ولا وزن تتقاذفها المحاور وتنتظر من يحدد مسارها ويوجه قرارها .