استقيل يا “صالح عمار”..
يسقط العشرات بين قتلى و جرحى في اشتباكات قبلية دموية في “كسلا” العزيزة ، بينما يحتفظ رئيس الوزراء د. “عبدالله حمدوك” بكامل لياقة بروده الإنجليزي ، و كأن ما يجري في شرق السودان يجري في غينيا الإستوائية !!
أما الشاب موضوع الأزمة “صالح عمار” الذي اختارته (قحت) والياً على كسلا ، دون سابق خبرات في الحكم و الإدارة ، في واحدة من سقطاتها الكثيرة ، دون أن تشاور في تعيينه القوى الاجتماعية الراسخة و المؤثرة في الإقليم ، فإنه – “صالح” – يبدو منعدم المشاعر ، متحجر الفؤاد ، لا يهمه كم نفس تموت قبل أن يجلس على كرسي الوالي ، و لو احترقت كسلا كلها .. و لم يبق منها غير جبل “التاكا” .. و جبلٍ من رماد !!
و إذا كان “حمدوك” غائباً عن السودان و أزماته الأمنية و الاقتصادية ، رغم أنه حاضرٌ بجسده و أمنياته بالنصر والعبور ، و إذا كان مجلس (قحت) المركزي ثلةً من كهول ، قدماء و متحفيين و سفسطائيين ، فلماذا لا تستقيل .. أنت يا “صالح عمار” من تلقاء نفسك ، و من تأنيب ضميرك ، لو كان في جنبيك ضمير وطني و إنساني أمين ؟!
استقيل يا “صالح عمار” .. فإنك لن تحكم شعباً لا يريدك ، استناداً إلى ورقة من “حمدوك” و وصاية من (قحت).
أهل “كسلا” أو قل غالبيتهم ، يرفضون ولايتك عليهم ، و قد أغلقوا الطريق القومي أياماً و ليالٍ ، و لم تقو على فتحه لجان (قحت) و لا القوات النظامية ، خوفاً من الصدام و فض الاعتصام .. و سقوط آلاف القتلى و الجرحى و المفقودين ، فكيف ستأمن أنت على نفسك في “كسلا” ، دعك من أمان الناس !!
أليس بين مستشاري “حمدوك” العشرين و مجلس “قحت” الأربعيني رجل رشيد فينصحهم ، أو إمرأة رزينة فتشير لهم بالعدول عن قرارهم الأعوج الأعرج ؟!
توقفوا عن إشعال المزيد من الحريق .. اخمدوا هذه الفتنة التي لن تبقي و لن تذر .
اقبلوا استقالة “صالح عمار” .. قبل أن يكتبها .