ولنا رأي

هل زهد البشير في السلطة؟

أعلن المشير “عمر البشير” في حوار أجرته معه صحيفة (الشرق) القطرية عدم ترشيحه لرئاسة الجمهورية، وقال “كم وعشرين سنة في الحكم كفاية”.. إن قرار رئيس الجمهورية بعدم الترشح في الانتخابات القادمة يجعل الدولة أمام تحدٍّ كبير في اختيار من يخلف “البشير” ولكن هل ما قاله السيد رئيس الجمهورية أمر نهائي، أم أن هناك من يريدون له البقاء في السلطة من خلال الضغط عليه بالاستمرار لدورة قادمة؟.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه من هي الشخصية التي تحظى بالقبول من قبل الشعب لتولي مهمة الرئاسة في الفترة القادمة؟.. فكل الموجودين على الساحة السياسية من قبل المؤتمر الوطني يطمعون في تولي الرئاسة، ولكن من هو الأنسب والأقدر على قيادة الدولة.. لقد سبق أن طرحت (المجهر) منذ انطلاقتها في أبريل الماضي سؤالاً حول من يخلف “البشير” في الرئاسة؟، وجاءت أسماء كثيرة من بينها الأستاذ “علي عثمان محمد طه” النائب الأول لرئيس الجمهورية لما يمتلكه من قدرة على إدارة شئون البلاد ومشهود له بالطهر والنقاء والزهد في الحياة عامة وليس السلطة، ولكن رغماً عن ذلك فهو الأنسب لإدارة سفينة البلاد خلال المرحلة القادمة إذا ما أصر المشير “عمر البشير” على رأيه بعدم الترشيح، ثم طرح اسم الدكتور”نافع علي نافع” لتولي مهمة رئاسة الدولة خلال المرحلة القادمة في ظل إصرار المشير “البشير” بعدم الترشيح كما طرح أيضاً الباشمهندس “أسامة عبد الله” وزير الكهرباء والسدود وكذلك طرح اسم الفريق أول “بكري حسن صالح” وزير شئون الرئاسة باعتباره الأقرب إلى المشير “البشير” ويحفظ كثير من الأسرار والمعلومات، ولكن الفريق “بكري” أيضاً من الزاهدين في السلطة ونعيمها ولم يفكر يوماً في هذا المنصب بل لم يحدث نفسه أو غيره بهذا الموقع، وقد لاحظنا طوال عمر الإنقاذ أن الفريق أول “بكري حسن صالح” كان رجلاً تنفيذياً لم يظهر في الإعلام إلا في المناسبات الرسمية ويتلو قرارات رئاسة الجمهورية ومن ثم يختفي عن الأنظار وحتى عدسات الكاميرات يتجنبها ويتحاشاها، ولكن هل ابتعاد الرجل عن الشاشات وعن العدسات يعفيه عن تولي الرئاسة إذا ما أصرت جهة ما أو طرح اسمه ضمن المجموعة التي سيتم اختيار أحدها لتولي الرئاسة؟.
إن مهمة المؤتمر الوطني صعبة في اختيار من يترشح للرئاسة في انتخابات 2015م، ولكن هناك الطامعون في السلطة بإمكانهم أن يفعلوا كل شيء من أجل أن يصلوا للمنصب بينما هناك زاهدون فيه ولا يرغبون حتى ولو رشحوا له، لذا ربما تضغط جهات على المشير “البشير” على الترشيح للرئاسة.. في رأينا وحسب ما قاله المشير “البشير” كفاية أربع وعشرين سنة في الحكم أولاً حفاظاً على صحته وتاريخه الناصع كما فعل من قبله المشير “سوار الذهب” الذي تولى الحكم عقب انتفاضة رجب أبريل وكان بإمكانه أن يستمر في الحكم حتى لو سالت الدماء أنهاراً إلا أنه آثر أن يحافظ على تاريخه الناصع في القوات المسلحة وخلال فترة العام التي تولى فيها الحكم ليس رغبة منه ولكن تم الضغط عليه من قبل الضباط الصغار والكبار في الجيش آنذاك.
وأخيراً نقول إن الله يؤتي الحكم لمن يشاء وينزعه ممن يشاء.
{ ورد خطأ في حلقة ودنوباوي أمس فالمتوفي “حامد الشيخ” وليس اللواء “حامد عبد الرحمن حامد” المتواجد حالياً بلندن متعه الله بالصحة والعافية ورحم الله “حامد الشيخ”.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية