حوارات

السفير الأمريكي بالخرطوم "جوزيف ستانفورد" لـ(المجهر):

أثارت الزيارات المتكررة للسفير الأمريكي بالسودان “جوزيف ستانفورد” لبيوتات الطرق الصوفية والالتقاء بشكل مباشر مع المشايخ والسجادات وتفقده “المسيد” و”الخلاوى” و”طلبة القرآن”، وخلق علاقات “جيدة” و”ودية” مع هذه الفئة التي تمثل غالبية المسلمين في السودان، أثارت العديد من التساؤلات، فسرها بعض المراقبين بأنها توجه جديد للسياسة الخارجية الأمريكية لجهة ضرورة البحث عن الإسلام الوسطي والمتسامح وإقامة علاقة “إستراتيجية” معه لمصلحة الطرفين لتحقيق أهداف الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، الدولة العظمي سبق أن دعمت جماعات “الإسلام السياسي “وساهمت في صعودها الكبير على المسرح العربي منذ بداية السبعينيات، ما حدا بأمريكا الاهتداء أخيراً إلى خطأ إستراتيجيتها تلك فبحثت عن لاعب جديد .
(المجهر) كانت حضوراً في زيارة السفير الأمريكي إلى مشيخة الطريقة القادرية –الكباشية بمنطقة “الكباشي” وطرحت عليه أسئلة متعلقة بالموضوع وغيرها من القضايا.
{ سعادة السفير دعني أولا أسألك حول دلالات زياراتكم المتكررة للطرق الصوفية ماهي أهداف الولايات المتحدة هنا؟
 – هنالك أهمية كبيرة للتواصل مع الشعب السوداني ومنه بالطبع “الطرق الصوفية ومنها “الطريقة القادرية”.
{ إذن فأنتم تحملون تقديراً حقيقياً للطرق الصوفية ؟
– نحن نحترم كل الطرق الصوفية في السودان ونحترم “أهل الدين”، وهنا في “قرية الكباشي” الشيخ “الجيلي” وخليفة “الكباشي، وكل رجال ونساء الدين في السودان.
{ تقوم “الطرق الصوفية” بنشر السلم الاجتماعي وهي تمثل “الإسلام الوسطي” هل تعولون عليها؟
– نحن نحترم تلك المبادئ والعقائد التي يبشر بها أعضاء هذه الطريقة الصوفية وغيرها من الطرق الصوفية، وأعتقد أن المسلمين بصورة عامة يحترمون هذه القيم.
{ ما هي تلك القيم ؟
– قيم التسامح واحترام كرامة الإنسان، والطرق السلمية لإيجاد حل لكل القضايا السياسية في المجتمع، وأيضاً الالتزام بالعدالة الاجتماعية، كل هذه القيم نحن نحترمها بنسبة مائة بالمائة، وأعتقد أن الشيخ “الجيلي الكباشي” و”الخليفة عبد الوهاب الحبر” خليفة الشيخ إبراهيم الكباشي وغيرهم من أعضاء الطريقة القادرية – الكباشية التي نحترمها يجسدون هذه القيم.
{ يعاني السودان من مشاكل سياسية وحروب داخلية، كما يحتاج إلى تحقيق السلام مع دولة الجنوب، هل يمكن للصوفية بشكل عام أن تلعب دوراً في تحقيق السلام في هذه البلاد ؟
– أنا ليس لدي الحق لأتحدث باسم “الطرق الصوفية”، وأنا وزملائي في سفارة الولايات المتحدة بالخرطوم نحترم الطرق الصوفية، ودعني أؤكد لك هنا أننا نرى أن للطرق الصوفية الدور البارز والمهم في كل المجالات، وهذا الأمر سواء في السودان هنا أو على مستوى العالم كله؛ وبالتالي فنحن نحترم “الصوفية”، ولذلك فإن الطرق الصوفية يمكن أن تلعب الدور البناء والبارز والمفيد في كل مجالات الحياة.
{ أتت ثورات الربيع العربي بجماعات متشددة إلى الحكم ..كيف تقرأ الولايات المتحدة الأمريكية هذا الواقع الجديد ؟
– التيارات المتشددة والمتطرفة لا تمثل الإسلام الحقيقي والأكثرية الضخمة للمسلمين وذلك وفقاً لتقديرنا، نحن نؤمن بالعقائد الحقيقية للإسلام.
{ ما هي تلك العقائد التي ترون أنها تمثل العقائد الحقيقية للإسلام ؟
– منها مثلما قلت لك قيم التسامح وكرامة الإنسان والعدالة الاجتماعية، وهذه المبادئ الأساسية التي تمثلها وتبشر بها الأكثرية الضخمة للمسلمين ومنهم “الطرق الصوفية” ومنها الطريقة القادرية.
{ هل يمكن وفقاً لهذه الرؤية أن تعولوا عليها مستقبلاً في تحقيق الاستقرار في السودان، وبأن تلعب دوراً سياسياً مباشراً؟
– نحن نتمنى باختصار من كل الأطراف المعنية أن تثبت حسن النية والالتزام بالحل السلمي المناسب للقضايا السودانية.
{ هل لدى الولايات المتحدة أية مبادرة معينة من أجل تحقيق الاستقرار في السودان ؟
– نحن نحترم سيادة الشعب السوداني، ونطلب منهم أن يتعاونوا معنا ومع المجتمع الدولي بهدف إيجاد حلول سلمية داخلياً وخارجياً.
{ ما هي رؤيتكم للعلاقة بين دولتي السودان الشمالي والجنوبي؟
– الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر علاقتها مع دولة جنوب السودان مهمة بالنسبة لها، وفي الوقت ذاته ترى أن علاقتها مع دولة السودان الشمالي مهمة جداً بالنسبة لها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية