تقارير

رحيل القيادي الاتحادي السابق وأمين الإعلام الأسبق بالمؤتمر الوطني "فتحي شيلا" بعد معاناة مع المرض

فقدت البلاد أمس القيادي الاتحادي السابق وأمين أمانة الاعلام السابق بحزب المؤتمر الوطني “فتحي إبراهيم شيلا” عن عمر ناهز (65) عاماً، بعد معاناة مع المرض انتهت بالتحاقه بالرفيق الأعلي بمنزله بضاحية العمارات بالخرطوم.
وكان رئيس الجمهورية تقدم المصلين على الفقيد بعد أداء صلاة العصر بمسجد الشيخ أبوزيد بحي العمارات بالقرب من منزل الفقيد “شيلا” إلى جانب الأمين العام للحركة الإسلامية «الزبير أحمد الحسن» وعدد من قيادات الدولة، ومن ثم تحرك موكب تشييع جثمان فقيد البلاد «فتحي شيلا» مشياً على الأقدام إلى مقابر فاروق القريبة، وشهد مراسم التشييع بالمقابر النائب الأول لرئيس الجمهورية «علي عثمان محمد طه»، ورئيس البرلمان «أحمد ابراهيم الطاهر» ومساعدا رئيس الجمهورية “عبد الرحمن الصادق” و”جعفر الصادق الميرغني” إلى جانب عدد كبير من المسؤولين بالدولة إلى جانب قيادات القوى السياسية المختلفة حيث كان من بين المشيعين مرشح رئاسة الجمهورية السابق والقيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل «حاتم السر» وعدد كبير من قيادات الحزب وجماهيره وجموع من المثقفين والفنانين وأطياف المجتمع السوداني كافة.
ورصدت (المجهر) السيد رئيس الجمهورية وهو يحمل جثمان الراحل «شيلا» كما تابعته من مسافة قريبة وهو يعزي بمقابر فاروق نقيب المحامين الدكتور «عبدالرحمن ابراهيم الخليفة» في وفاة شقيقته «نفيسة» وفوجئ الرئيس ومساعدوه بدفن شقيقة نقيب المحامين القيادي بالمؤتمر الوطني في قبر قريب من قبر المرحوم «شيلا»، مما دعا الرئيس إلى أن يعلق مردداً بتأثر بالغ: (الدنيا خربانة.. وكلها إلى زوال)
وعقب مواراة الفقيد الثري على وقع قصائد ومدائح الطريقة الختمية التي ارتفعت أعلامها على مسافة “أشبار” قليلة من القبر الذي تدافع عدد كبير إليه وقاموا بمواراة جثمان الراحل، وبعدها ألقى القيادي الاتحادي «حاتم السر» كلمة مؤثرة ترحم فيها على “فتحي شيلا” وقال: (في هذه اللحظات الحزينة والأليمة نودع أخاً عزيزاً وكريماً عرفناه جميعاً وتجسدت المعرفة من خلال هذا التشييع الذي جمع كل أبناء السودان) وأضاف «حاتم السر»: (لقد جمعنا الفقيد حياً وميتاً وهو الآن يوحدنا وهو بين يدي الملك القدير، ولا نملك إلا أن ندعو له بالمغفرة بقدر ما قدم لوطنه وشعبه، ونشهد أنه حتي في لحظات حياته الأخيرة وهو يعاني المرض اللئيم كان مهموما بقضايا الوطن وشعبه، وكان يوصينا: ابقوا عشرة علي البلد، وكان يوصينا أيضا على نبذ الفرقة والشتات، لقد خبرنا الفقيد لأكثر من ثلاثين عاما في الشدائد والرخاء، وكان أخاً للجميع) وواصل حديثه ونعيه للراحل بالقول: (لقد كان أخاً وصديقاً للجميع، وهو لم يعد فقداً لحزب أو قبيلة، بل فقد لكل السودان حيث يشيعه أبناء السودان اليوم بكافة أطيافهم لأنه كان لكل الناس مع الكبير كبيرا ومع صغيرهم كذلك، وهذه الصفحة ستظل باقية فهو تركها مليئة بجلائل الأعمال حيث عمل فيها في السر وفي العلن، وفراقه اليوم صعب وأليم، ونحن لا نستطيع أن نوفيه حقه من الإنجازات وجلائل الأعمال التي بذلها راضيا مرضيا من أجل الشعب والوطن، ونحن في هذه اللحظات نعزي بعضنا البعض، فكلنا أصحاب بكاء وفقد، وهذا الفقد الكبير) يواصل «السر»: (فقد لكل البلاد وهي أحوج ما تكون إليه حيث كان جسرا للتواصل بين أبناء الشعب السوداني والقوى السياسية المختلفة حيث كان يوصينا أن نعض على القضية بالنواجذ حتى نتجنب الفتن التي تعاني منها البلاد الآن) وفي ختام كلمته نقل «حاتم السر» تعازي السيد «محمد عثمان الميرغني» والحركة الاتحادية في الفقد الكبير وختم حديثه بالقول: (كلنا فتحي شيلا).

نبذة عن حياة الفقيد «فتح الرحمن شيلا»
بقلم – عادل عبده
بدأ الراحل الفقيد “فتح الرحمن شيلا” الذي انتقل إلى دار الخلود أمس حياته العملية معلماً بعد تخرجه من معهد المعلمين بـ«شندي» في الستينيات وقد طرق دهاليز السياسة من باب العمل النقابي حيث قابل الشريف “حسين الهندي” في لندن خلال منتصف السبعينيات ممثلاً لسلك المعلمين المعارضين لنظام مايو وسرعان ما انضم للحزب الوطني الاتحادي، وكان من الموقعين على ميثاق الانتقال إلى الاتحادي الديمقراطي بقيادة مولانا محمد عثمان الميرغني في فترة الديمقراطية الثالثة ووقع عليه الاختيار ليكون وزيراً للزراعة بالإقليم الشمالي في حكومة الصادق المهدي سنة 1988م.
وعندما وقع انقلاب 30 يونيو 89 شد الرحال إلى القاهرة وانضم للتجمع المعارض، حيث أصدر مولانا الميرغني قراراً بتعيينه سكرتيراً عاماً للحزب الاتحادي الديمقراطي بالخارج، وقد كان ضمن العائدين للوطن عام 2005 بقيادة مولانا الراحل «محمد عثمان الميرغني» بعد الاتفاق على خيار الحل السلمي للقضية السودانية وأصبح من القيادات الأساسية للحزب بالداخل حتى تم انتخابه نائباً للأمين العام للحزب في مؤتمر المرجعيات عام 2004م بالقناطر الخيرية في مصر. كان “فتحي شيلا” هدفاً لصراعات مراكز القوة بالحزب والتي عجلت بذهابه إلى المؤتمر الوطني في خطوة دراماتيكية كان مرغماً باتخاذها بعد طول صبر.
تولى “شيلا” أمانة الإعلام بالمؤتمر الوطني غير أنه فقد موقعه في إطار سياسات الحزب الحاكم بإعطاء المواقع للقوى السياسية المشاركة.
كان “فتحي شيلا” رجلاً اجتماعياً حلو المعشر، وبارعاً في التنظيم، حيث احتفظ بعلاقاته القديمة مع جميع الاتحاديين، وكان يتواصل معهم في السراء والضراء.. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية