ربع مقال

ما هذا القبح يا والي الخرطوم؟

د. خالد حسن لقمان

بالله عليكم هل عبرتم يوماً ما كبري الحرية من اتجاه السجانة من جنوب الخرطوم، شمالاً إلى وسط الخرطوم في اتجاه شارع الحرية في تقاطعه مع شارع الطابية شرقاً؟.. مشهد في غاية القبح لا أعتقد أن له مثيلاً في أية عاصمة عربية أو أفريقية في محيطنا.. مجموعات ضخمة ومتباينة من الباعة المتجولين (الذين أصبحوا الآن وبالتفاهم ووضع اليد ثابتين متحكرين في أماكنهم) احتلوا الشارع تماماً، وملأوا كل المكان ببضاعتهم المفترشة على الأرض وللأسف أغلب بضاعتهم هذه غذائية تشمل الخضار بكل أنواعه والفاكهة بكافة أنواعها وكذا الثمار الجافة الأخرى، بجانب المشروبات المعروضة للمارة والمتجولين كعصائر (الكركدي) و(العرديب) و(الشعير) وغيرها من المشروبات التي يلتف حولها الذباب في جولات دائرية لا تنتهي، وبين هؤلاء وهؤلاء يتزاحم آخرون من باعة الملابس البلدية والإفرنجية، ومعهم من يفترشون الأجهزة والأدوات الكهربائية البسيطة، ومعهم بائعو أرصدة الهواتف السيارة واكسسواراتها وباعة (العدة) و(الأواني).. هذا بالطبع مع المتسولين الذين يزاحمون هم أيضاً علي الطريق الذي في أطرافه الممتلئة بالمياه الآسنة (العفون) تجلس صاحبات الشاي والقهوة و(المدايد) وبجوارهن بائعو ساندوتشات الطعمية والأقاشي .. تخيلوا كل هؤلاء على هذا الشارع .. شيء بالفعل مقرف.. وليس هذا الشارع وحده، فهنالك على تقاطع نفق صينية المركزي المؤدية جنوباً إلى أحياء الأزهري والسلمة بمحاذاة المدينة الرياضية شرقاً في اتجاه جامعة أفريقيا إلى سوبا، تجدون مشهداً أعجب وأغرب من هذا بمراحل، وقد حكي لي أحد الأصدقاء بأنه قد شعر بخوف حقيقي، وهو يعبر بسيارته هذا التقاطع ليلاً، حيث تكاثرت عليه الأجسام والاحتكاكات عن يمينه ويساره وأمامه وخلفه، وقد رأى أمامه مشهداً ما كان يتصور أن يراه يوماً في حياته، وذلك عندما وقع بصره على طفل في حوالي السادسة من عمره يقضي حاجته أمام هذا التقاطع، ولا تجد السيارات بداً من الابتعاد منه، حتى تعبر الطريق! .. لا حول ولا قوة إلا بالله .. ما هذا يا والي الخرطوم؟ يا أخي حرام عليك.. والله حرام عليك!.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية