عز الكلام

عندما تتجلى الوطنية والحكمة

أم وضاح

ظللت أقول على الدوام إن واحدة من الثوابت التي يجب أن نؤمن بها، ونعض عليها بالنواجذ، ونعتبرها أدباً وقيماً نمشي عليها هي عدم الخوض في عبارات التقليل أو الإساءة للرموز السياسية، باعتبار أن إهانتها والتقليل من شأنها هو إهانة وتقليل من شأن الدولة والسيادة السودانية؛ لذلك اعترضت وبشدة في أكثر من مرة على أسلوب التقليل والاستخفاف الذي استخدمه بعض معارضي الحكومة لشخصية مثل شخصية رئيس الوزراء دكتور “عبد الله حمدوك”، وقلت بالحرف الواحد إن الاختلاف في الرؤى السياسية ومنهج الحكم يجب ألا يجعلنا ندخل في حرمة السفور والبجاحة، ونوجه توصيفات سخيفة وإشاعات مغرضة في حق الرجل، لأنه الآن هو رئيس الحكومة السودانية بكل محتوياتها من مؤيدين أو معارضين، والعالم الخارجي لا يفهم ولا يستوعب ولا عنده مساحة يفهم ويستوعب تصنيفاتنا الداخلية السياسية التي أصبحت تحرض على الفجور في الخصومة، وبالتالي دكتور “حمدوك” يمثلنا في الخارج والداخل، كرامته من كرامتنا، واحترامه من احترامنا، لكن يبدو أن بعض الأغبياء الأشقياء غير قادرين على الفصل ما بين الاختلاف السياسي والخلاف النفسي في دواخلهم، وأقصد الذين ظلوا يجتهدون بشكل غريب في تشويه العلاقة بين المدنيين والعسكريين، ومحاولة دفعهم دفعاً لخصومة سياسية ستدفع فاتورتها هذه البلاد المنكوبة، بل إن هؤلاء مضوا إلى أبعد من ذلك، وهم يجتهدون في صنع شقة وهوة بين المكون العسكري والشارع السوداني، بل هناك من هم أكثر غباء وسطحية، أولئك الذين يجتهدون لتشويه صورة الجيش لدى المواطن، ومحاولة إيهام البسطاء أنه مصنف في خانة العدو ــ (يا سبحان الله) ــ وتتمادى سطحية البعض في محاولات مستميتة لتشويه صورة الرئيس “البرهان” عشان يصلوا لشنو والله ما عارفة.. لكن الذي أعرفه جيداً أن هذا ضرب من المراهقة والهطل والخطل أن تجتهد للتقليل من شأن القائد العام لقواتنا المسلحة والرئيس الذي تحمل المسؤوليه في وقت بالغ الخطورة والحساسية، ونسي هؤلاء أن التاريخ الذي يحاولون تغبيشه، لن ينسى لـ”البرهان” أنه القائد العسكري الذي نزل ميدان الاعتصام بالكاكي يوم أن كانت القيادة مرجلاً يغلي عقب بيان الفريق “ابن عوف” والتحم مع المعتصمين كتفاً بكتف، وقلباً بقلب، ونقل مطالبهم إلى القيادة وبعدها تنحى “ابن عوف” بشجاعة الفرسان عن منصب في سبيله تراق الدماء، وتصبح الأرواح رخيصة وبلا قيمة لمحبي السلطةة والحريصين على الكنكشة فيها، وكان الله سبحانه وتعالي مسير الأقدار قد لطف بأهل السودان، وقيَّض لهم رجالاً مغموسين بموية الرجالة في مثل هذه اللحظات العصيبة والسفينة تتقاذفها الأمواج من كل الاتجاهات، فأمسكوا بدفة القيادة، وساروا بها نحو المرفأ بأمان لا زلنا ننعم به حتى الآن، تجلت فيه حكمتهم وصبرهم على المكاره والشدائد، ويكفي الرجل وأعني الفريق أول ركن “البرهان” أنه وفي عز جموح علاقاتنا الخارجية لازال ممسكاً باللجام دون إفلات أو انفلات، وهذه معادلة صعبة لكنها مهمة وضرورية في هذه المرحله الانتقالية التي لم تتشكل فيها هياكل الحكم، وبالتالي التوازن والوسطية التي يرفضها البعض ويحاولون بها التقليل من شخصية “البرهان” هي نقطة في صالحه، وليست ضده بأي حال من الأحوال تؤكد أن الرجل ينأى بالبلاد عن تحالفات المحاور التي ستعقد مشاكلنا أكثر مما تساهم في حلها، وهي من صفات القادة التي أكدتها خطوة “البرهان” بلقاء “عنتبي” التاريخي برئيس الوزراء الإسرائيلي “نتينياهو”، وهو لقاء فتح به الرئيس الباب مشرعاً أمام خيار جديد في العلاقات الخارجية تؤكده وتعضده الحكومة المنتخبة بأمر الشعب.
لذلك الذين يحاولون أن يشوهوا شخصية “البرهان” هم موتورون كما الثور الهائج في مستودع الخزف، لا يهمهم أن ينهدم البناء فوق رؤوسنا، طالما أنهم مارسوا هوايتهم في الشتيمة والشتل والتزييف والإساءة، والذين يسيئون لـ”حمدوك” هم أيضاً أغبياء يصرفون نظرنا عن قضايانا الأساسية والمهمة، ويكسرون مجاديف رجال قد ارتضوا أن يتحملوا هذه الأمانة التي أبت الجبال حملها، فرجاء دعونا ننتقد بعضنا في حيز الوطنية التي تجبرنا على احترام الآخر لأن هذا الفعل جزء من التغيير الإيجابي الذي يجب أن تصنعه هذه الثورة المباركة، دعونا نختلف بمحبة، دعونا نستلهم الممارسة السياسية في دول أكثر منا موارد، وأغنى منا ثروات، لم يفضِ السباق فيها نحو الحكم لمثل ما نشاهده من (ردحي) وافتراءات وإساءات في حق شخوص أقل ما يمكن أن نقوله في حقهم ــ ونحسب أنفسنا من المقصرين ــ شكراً جزيلاً بلا حدود.
كلمة عزيزة
أعجبتني جداً كلمات الأخ “ساطع الحاج” في لحظات دفن المناضل “فاروق أبوعيسى”، وهي كلمات تجاوز بها متاريس التحزب وفواصل الأيديولوجيات فبدا سودانياً مؤمناً حراً يرثي سودانياً مؤمناً وحر اً.
كلمة أعز
الأخ “وجدي صالح” كتب تغريدة أوضح فيها أنه تعرض لتهديدات واضحة بسبب عضويته في لجنة إزالة التمكين، وطبعاً مثل هذا الحديث لا ينفع أن يكون مجرد عبارات للاستهلاك السياسي، ده كلام دخل الحوش عديل، ينبغي أن تتبعه إجراءات قانونية واضحة حتى لا ندخل دائرة الجحيم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية