فنجان الصباح - احمد عبد الوهاب

الدولار يركب التونسية!!!

أحمد عبد الوهاب

(بمجرد أن تصبح أي عملة بديلاً للدولار، ستبدأ قواعد اللعبة في التغيير)!!
“خبير في الخزانة الأمريكية في عهد بوش الابن”
خبر اقتصادي مزلزل نشرته (الوول استريت جورنال) – المتخصصة في المال والأعمال – لا يقل خطورة عن العاصفة المدارية (كترينا)، أو الإعصار (ديفيد).. يقول: إن صندوق النقد الدولي وافق بداية الأسبوع – ولأول مرة – على إدراج اليوان الصيني في سلته للعملات الأجنبية.. ويتسق هذا الخبر مع أخبار أخرى، أكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن سلسلة من التطورات العالمية، ستدك عرش الدولار.. توطئة ليفقد مركزه كعملة احتياطية عالمية إلى الأبد..
إن الدولار الأخضر أو(أبوصلعة) – كما عند تجار العملة بالخرطوم ـ سيكون عما قريب شيئاً من الأمس، ويركب مع جنيه “حمدوك” في سرج واحد، بعد أن كان سيد الجلد والرأس لقرابة قرن.. ومع الدولار ستتدحرج أمريكا ذات نفسها إلى القاع، على طريقة المأسوف عليهما برجي التجارة العالمية..
إن من خططوا لتكون أمريكا مارداً اقتصادياً وعسكرياً، جعلوا الدولار ومشاة البحرية ( المارينز) توأمين..  كانت العقوبات الاقتصادية، لا تقل بشاعة وفظاعة، عن الغزو العسكري العديل.. ففي العراق كان ضحايا الحصار، ينافسون ضحايا القنابل العنقودية.. بيد أن الحصار كان ينتقي ضحاياه من الأطفال، وربات الحجال.. بعد أن جففت منهم سيدة العالم الحر، الحليب وجرعة الدواء.. جعل الأشرار من الدولار والإف “١٥” وجهين لعملة واحدة.. هدفهما الدمار..  (مختلفات السيوف إلا الضرب متساوي) كما عند “عكير الدامر”.. ويذكر التاريخ أن البيت الأبيض، لما أيقن أن الدولار الأخضر قد صار، في خزانة أكثر من (١٨٠) دولة.. قرر سحب الغطاء الذهبي من عملته.. مثلما فعل في العام ١٩٧١م الرئيس الأمريكي (ريتشارد ملهاوس نيكسون) بطل فضيحة (ووتر قيت).. وقد اعتبر علماء الاقتصاد الخطوة، بأنها أكبر عملية سرقة في التاريخ.. ولكن “نيكسون” لم يكن في ذلك مبتدعاً.. بل كان متبعاً لشياطين الاحتياطي الفيدرالي..
يذكر المؤرخون أن فئة العشرين دولاراً قبل عام ١٩٣٣م، كانت تشتري “أونصة” من الذهب.. ولما تم سحب الدعم الذهبي عنها بدعوى الحصول على صك ورقي، انخفض الدولار بنسبة (٤٣) بالمائة.. وعندما عاد “نيكسون” بعد نحو (٤) عقود ليسحب التغطية كرة أخرى، ارتفع سعر “الأونصة” إلى (٦٧) دولاراً.. أي أن قيمة الدولار انخفضت بنسبة (٥٠) بالمائة.. وبعد (٥٠) سنة صار لزاماً على من يتطلع  لشراء ذات “الأونصة” الذهبية، أن يدفع اليوم ألف دولار نقدي..
فيا تجار العملة، ويا غرف المصدرين، والمستوردين إني لكم نذير مبين، فأيام (أبو صلعة) كعملة صعبة تقترب من خط النهاية.. وليس أدل على الانهيار الوشيك للدولار من الارتفاع المضطرد في سعر الذهب والفضة..
إن (٦) عملات احتياط لدى القوى العظمى، هيمنت على السوق خلال (٦٠٠) عام.. غير أن أصغرها عمراً، وهو الدولار هيمن بشكل مفاجئ على سوق العملات الحرة وحده لثمانين عاماً.. ولأن لكل شيء إذا ما تم نقصان.. فقد قال أهل الاقتصاد إن العملات العالمية كانت تنهار كل (٩٠) سنة في القرون الستة المنصرمة.. وقد جاء الدور وهادم اللذات الاقتصادي على الدولار.. وكما يدين الفتى يدان..
ولعل خير ختام لهذه البكائية الإمبريالية، ما قالته الصحافة الأمريكية عن الدولار (أبوصلعة) بـ(أنه ليس أكثر من مجرد مذكرة من بنك الاحتياطي الفيدرالي سريعة الذوبان.. تصدرها حكومات فاسدة، وتثقل ظهرها أكثر من (٢٨) تريليون دولار من الديون الهالكة.. التي تنمو  بمقدار (١٠) ملايين دولار كل دقيقة..!!)..
إن شاء الله قروشنا الأداهم ليها “حمدوك” تدخل عليهم بأربعاء وعقاب شهر”. !

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية