فنجان الصباح - احمد عبد الوهاب

يا كيزان.. ابشروا بطول سلامة!

.. أحمد عبد الوهاب

أهل الإنقاذ أذكياء محظوظون.. لا مراء.. والذكاء والحظ رزق مثل الجري والطيران، لا يتيسر إلا لقلة مرزوقة.. ونعامة ليست ضمن المرزوقين.. فقد قاتلت بيديها وكرعيها فلم تظفر بغير جري الوحوش ..
ومن الحظوظ الإنقاذية أن من جاء بعدها كان الذكاء بالمشرق وهو حامد شاكر بالمغرب.. وكان رزق آل (قحت) من الفهم والفقه والذوق.. لا يزيد على رزق البقر في الفيزياء النووية..
لقد سخرت المقادير الكبار الحالة القحتاوية، ليظهر معدن الإسلاميين رغم الكيد الشديد والكذب العريض، والافتراء الكبير..
كان من ذكاء الإسلاميين أنهم كانوا يدغدغون مشاعر الناس – صدقاً أو نفاقاً – باسم الدين، وكانوا يكسبون.. ولكن مع مجيء الدواب اليسارية مطلع الصيف الماضي كانوا (صادقين) جداً.. (واضحين) جداً.. في عدائهم للدين.. لم (يلفوا) ولم (يدوروا) بل مضوا إلى إعلانهم الحرب عديل على الإسلام، دين أهل السودان.. وجاء بعضهم من قاد – ولا يزال- تجريدة للقضاء على القرآن.. لقد كان أفضل ما في هذه الكائنات اليسارية، هو هذا الصدق الرائع.. والشفافية الصريحة، الواضحة الفاضحة.. حمداً للكريم.. لكنهم لحسن الحظ، لم يحصدوا غير عداء الشعب، وانفضاض سامر الأصدقاء قبل الأعداء.. لقد انفضح أمرهم وصاروا مكشوفين أمام مرآة الرأي العام.. وأمام شعب رآهم وهم ينزعون عنهم آخر ورقة توت، ويتعرون قطعة قطعة.. وأيقن الشعب المسلم أن هؤلاء لا يعادون الإسلاميين.. ولكنهم يعادون الدين، ولا يحاربون الإنقاذ، وإنما هم في حرب مع عقيدة أهل السودان..
لقد كان سهلاً على التجربة اليسارية الراهنة، أن تسدد للإسلاميين طعنة نجلاء، وضربة قاتلة، لو أنهم دفعوا للحكوَمة الانتقالية بكوادر شاطرة ومدربة وناضجة.. كانوا يومها أخرسوا ألسنة الإسلاميين الحداد للأبد.. وكانوا فضحوا تجربة الإسلام السياسي – كما يسمونه – ولكانوا أفسدوا حاضر الكيزان ومستقبلهم.. ولكن الحظوظ الإنقاذية، قادت (قحت) لجلب كوادر مقيمة أو مهاجرة، بتجارب باهتة وبائرة.. تظل تجربة “عبد الرحيم حسين” – كما كانت تتندر عليها منتديات المعارضة- تجربة عبقرية، ويبقى صاحب (مبدأ في الدفاع بالنظر) أستاذ كرسي في السياسة والإدارة بموازاة رصفائه الجدد من كوادر الحقبة الانتقالية.. نفعنا الله بصمتهم.. كما نفعهم بكلام “عبد الرحيم” ..
لقد نجا الإسلاميون من سلاح دمار شامل، لم يستطع اليسار السوداني فك شفرة تشغيله.. ولم يهتدوا إلى أعوجه من عديله..
أين عشرات المليارات من الدولارات التي سرقها لصوص إسلاميون، وأودعوها في مصارف “كوالالامبور” و”الاستانة”؟.. وأين تبخرت وعود بعشرات المليارات وباليورو.. قالوا إنها مرصودة ومعدة ليتم ضخها في اقتصاد ما بعد الإنقاذ.. وفور أداء حكومة “حمدوك” يمينها الدستورية؟..
ثم رأينا “حمدوك” يشرِّق ويغرِّب.. ويقوم ويقعد.. وضيوفه من الخواجات زرافاتٍ ووحداناً.. يصلون ويغادرون.. والبشريات العريضة مثل الليل والنهار.. ليأتي أمل الأمة معلناً حاجته لعشرة مليارات دولار.. ثم لا يمضي كثيراً حتى يعود معلناً عن حملة شحدة، من جيب شعب فقير مواجه مع الشظف والإملاق، بوباء (كورونا) وإغلاق الأسواق..
وإن تعجب فعجب للجنة إزالة التمكين، وهي في ظل دولة العدالة توسع الأبرياء البسطاء تشريداً وتشهيراً.. وتضع منظمة الدعوة مع منظمة (معارج) في سرج واحد.. وتصادر بالشبهة، وترفت بالصدفة، على مرأى من أهل القانون ومسمع..
يا أهل الإنقاذ من أسرى وطلقاء، ومن حرامية أو أبرياء.. ابشروا بطول سلامة..
فقد كفاكم الغباء القحتاوي كل البلاوي..
وفي كل رجب بعد الإنقاذ عجب.!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية