نشكر حكومتنا على اهتمامها بصحة الإنسان السوداني، واتخاذها بعض التدابير للحيلولة دون انتشار فيروس (الكورونا) الذي لو أنه استفحل فينا، واستغل طبيعة الحياة السودانية المبنية على العلاقات الاجتماعية والتدافع الإنساني في الأفراح والأتراح، فإن (الكورونا) بلاشك ستجد نفسها في وسط ملائم ومناسب للانتشار، وبالتالي حدوث كارثة لا يعلم مداها إلا الله، ومؤكد أنها ستتضاعف أيضاً بسبب الإمكانيات المتواضعة التي هي ليست خافية على أحد، وواحد من هذه التدابير التي اتخذتها الحكومة وأعتقد أنها بنيت على رأي فني مدَّها به مختصون في وزارة الصحة، بحظر التجول مساء من الساعة الثامنة وحتى السادسة صباحاً، والمبرر لهذا الحظر أن فترة المساء هي الوقت الذي يتجمع فيه الشباب، وتشهد شوارع الخرطوم تدافعاً لطالبي الفسحة والتنزه.. (طيِّب ما قلنا حاجة) لكن يبقى هذا القرار مجرد حبر على ورق وما عنده أثر في ظل ما يعانيه (البني آدم السوداني) نهاراً، وأقول ليكم كيف، وقد ظللنا منذ ليلة ما قبل البارحة نبحث عن خبز في جميع المخابز القريبة من مكان سكننا، وكانت النتيجة أن عدنا بـ(خُفي حُنين)؛ لأن بعضها إما مغلق، أو أنه يشهد صفوفاً طويلة، وتدافعاً غير مسبوق، و(مديت راسي) داخل أحد الأفران فوجدت بداية الصف الذي فيه حوالي عشرين خانة من الرجال ومثلها من النساء، والباقي على امتداد الشارع في الخارج تباعد بينهم مسافة أقل من متر، يعني لو واحد بس عطس وهو حامل للفيروس فهذا معناه أنه بالميت كده (قرض ليه أربعين زول)، وبالتالي لا يستقيم عقلاً أو منطقاً أن تكون هناك أزمة في الخبز وتجمعات بشرية لشرائه، وتحظروا التجوال بالليل احترازاً من المرض، وبالمناسبة دعوني أسأل عن العبقري الذي اتخذ قرار منع بيع الخبز في الدكاكين والبقالات، وهي بالمناسبة كانت نافذة مهمة داخل الأحياء تخفف من الضغط على الأفران، والشعب السوداني كله واقف في الأفران صفوفاً تنافسها صفوف، حاجة تانية كيف يستقيم أن يُتخذ قرار بحظر التجوال والبلاد تشهد أزمة مواصلات طاحنة والمئات متلاصقون في المركبات العامة، ومثلهم في محطات المواصلات الرئيسية؟ ليصبح السؤال المهم والمنطقي لماذا لم تعمل الحكومة وبكل إمكانياتها وآلياتها لحل مشكلة المواصلات التي هي بهذا الشكل ستكون وسطاً مناسباً جداً لانتشار فيروس (الكورونا)؟ فيا جماعة الخير غير منطقي أن يتدافع السودانيون طوال النهار في تجمعات بشرية من أجل نيل حقوقهم الأساسية من خدمات ونقول ليهم والله قعادكم في البيت المساء سيقيكم مرض (الكورونا)؛ لذلك كان أجدى وأنفع أن تُحل هذه الأزمات الأصيلة في حياة الناس، وبعدها (مرقة العصرية) للفسحة والبهجة ما ضرورية، ويمكن الاستغناء عنها، لكن لا يستطيع مواطن أن يستغني عن حقه في ممارسة حياته اليومية العملية والاجتماعية منها، دون أن يكون مضطراً للمدافسة والمدافرة في المواصلات، ولا نستطيع أن نقول للغبش التعابى خلوا العيش وما تقيفوا في الصفوف، اللهم إلا بمنطق “ماري انطوانيت” أن يأكلوا (جاتو) أو (تشيز كيك).. والله غالب
كلمة عزيزة
علي حد معلوماتي أن وزارة الصحة تمتلك العشرات من كوادر التمريض (القاعدين ساي) وما لاقين شغل، فلماذا لم يتم استغلالهم في مسالة التوعية بفيروس (الكورونا)، وهم الدارسون والمؤهلون لذلك، بدلاً من الاستعانة بلجان المقاومة، ويا دوب تدريبها على سبل المكافحة، انتو يا جماعة لمتين (تهبشوا أضانكم) اليمين من اتجاه الشمال؟
كلمة أعز
هذا الوباء رسالة سماوية من المولى عز وجل أن نعود له ونلتزم بالفضيلة، فأكثروا من الدعوات والصدقات لأنها ترفع البلاء.