تقارير

الجيش يغلق سوق القضارف وعالقون في “أسوان” يستنجدون بالحكومة

مبادرة وطنية توفر (200) مليون جنيه

(كورونا) في السودان.. التداعيات وتطورات انتشارها
تقرير ـ فاطمة عوض
تسارعت وتيرة الاهتمام بتدابير منع انتشار فيروس (كورونا) في البلاد، وأسهمت قطاعات متعددة في الالتزام بالتدابير التي من شأنها أن تعمل على عدم تفاقم انتشار الفيروس، خاصة وأن الأسبوع الحالي يمثل الأسبوع الثالث الذي عادة ما يكون فيه اكتشاف الحالات كبيراً جداً، ويسهم في ارتفاع معدلات انتشار الفيروس، كما حدث في عدد من الدول..
بدت الخرطوم أمس، خالية نسبياً، رغم أن يوم (الأحد) يعد بداية الأسبوع، وعادة ما يشهد ازدحاماً كبيراً، لكن تدابير تعطيل الدراسة في الجامعات والمدارس، وإعلان عدد من الشركات والهيئات والمؤسسات الحكومية تخفيض العمالة فيها لأقصى الحدود، فضلاً عن منع بائعات الأطعمة “ستات الشاي” عن العمل ساهم في عدم ازدحام المواطنين في منطقة وسط الخرطوم.
إغلاق سوق القضارف
لم تقتصر التدابير الاحترازية على الخرطوم وحدها، إنما شملت العديد من الولايات أيضاً، في مدينة القضارف حاضرة الولاية، قامت قوات مشتركة من الشرطة والجيش صباح أمس “الأحد”، بإخلاء سوق المدينة وإغلاق المطاعم والمتاجر والقهوات، ماعدا الصيدليات، وأصدرت أوامر لإدارة السوق المركزي للخضروات والسلخانة بتوزيع الخصروات واللحوم على الأحياء، وصحب الأخلاء أمر محلي من بلدية القضارف بالغرامة (٥) آلاف جنيه على كل من يخالف قانون إغلاق سوق القضارف بالبيع أو التجوال داخل السوق، إلا في حالة شراء دواء، أو الذهاب للمستشفيات بولاية القضارف
عدم التزام المواطنين
وفي الخرطوم أكد عضو مجلس السيادة “صديق تاور”، في تصريحات صحفية أمس، عدم تسجيل أي حالات جديدة للإصابة بفيروس (كورونا) بجميع أنحاء البلاد، مبيناً أن الحكومة تعاني تحدياً بعدم التزام المواطنين بالتدابير الخاصة في التعامل مع الموجهات الصادرة من وزارة الصحة في ما يلي الجوانب الوقائية من الفيروس، خاصة التجمعات. ودعا “تاور” إلى تجنب التكدس والتجمعات غير الضرورية، موضحاً أن قرار إغلاق المدارس والجامعات تم اتخاذه بسبب المخاطر التي يمكن أن تشكلها التجمعات.
وقال إن القرار يجب ألا يفهم على أنه عطلة مثل أي عطلة عادية، وإنما صدر لظروف طارئة واستثنائية، يمكن أن تشكل خطورة على الصحة العامة في السودان.
مفاجآت غير سارة
ونوه “تاور” إلى أن انتشار (كورونا) ينطوي على مفاجآت غير سارة، مشيراً في ذلك إلى بعض الدول التي قفزت فيها حالات الإصابة بـ(كورونا) بصورة مفاجئةـ وتطورت من حالات قليلة إلى حالات يمكن أن تكون بالمئات. وشدد على ضرورة الالتزام الصارم بالموجهات الصادرة من وزارة الصحة الخاصة بأماكن التجمعات. وأشار إلى ضرورة قفل صالات الأفراح، وتجنب إقامة المناسبات العامة، وتجنب التجمهر، داعياً إلى أخذ هذا الأمر بما يستحق من جدية، وأن نتعظ من تجارب الدول حولنا.
عالقون في أسوان المصرية يستنجدون بالحكومة
وكشف عالقون سودانيون بمصر عن احتجاز أكثر من (20) بص، بجانب عدد من السيارات الملاكي بالقرب من أسوان، وطالبوا الحكومة بإصدار قرار سياسي والاتفاق مع السلطات المصرية بفتح المعابر لمدة (48) ساعة.
وأكد العالقون تسلمهم شهادة تؤكد سلامتهم من فيروس (كورونا)، ولكن لم يتمكنوا من الدخول للبلاد بسبب رفض السلطات السودانية.
وكشف القائم بأعمال السفارة السودانية بالقاهرة “خالد الشيخ”، عن إيقاف حركة البصات من القاهرة إلى أسوان ومعبر أرقين.
وأضاف أنهم بالتواصل مع السلطات الأمنية المصرية، وعبر مناديب السفارة منعوا تماماً تحرك أي بص من القاهرة.
ولفت إلى وجود نحو (1600) شخص موزعين على منطقتي “السباعية” عند مدخل أسوان، و”إسنا“ جنوب أسوان في طريقهم إلى المعبر أرقين.
منع دخول الأجانب
وبالأمس منعت الأدارة العامة للجوازات والهجرة دخول الأجانب القادمين من دول موبوءة للسودان، في إطار التحوطات التي تقوم بها البلاد تحسباً لمنع دخول فيروس (كورونا).
وأكد اللواء شرطة “عبدالله آدم أحمد أبوسن” مدير الإدارة العامة للجوازات والهجرة بالإنابة، في تصريح لـ(المكتب الصحفي للشرطة) أن قرار منع الأجانب القادمين والعابرين من الدول الموبوءة، جاء حسب مستجدات الوباء العالمي المعلنة بواسطة منظمة الصحة العالمية.
وأشار إلى أن الأجانب الحاصلين على تأشيرة خروج وعودة للبلاد سيسمح لهم بالدخول بتأشيراتهم تلك، متى ما زالت أسباب منع الدخول حتى عند انتهاء فترة سريان تلك التأشيرات، ودون غرامات إن حدث تجاوز لفترة سريان الإقامة بالنسبة لحامل التأشيرة.
وأكد “أبوسن” أن تلك القرارات تأتي إنفاذاً لقرار وزير شئون مجلس الوزراء رقم (90) لسنة 2020م، وتوصيات اللجنة التنسيقية للاستعداد والاستجابة لجائحة (كورونا)، موضحاً أن القرار شمل منع دخول الأجانب القادمين والعابرين من الدول الموبوءة.
(366) شخصاً دخلوا عبر مطار الخرطوم
وأمس “الأحد” أكدت اللجنة الفنية لمجابهة الأوبئة بوزارة الصحة الاتحادية أن الحالات المؤكدة بفيروس (كورونا) حتى الآن حالتان فقط، بينهما حالة وفاة واحدة، منوهة إلى أن مجمل حالات الاشتباه حتى يوم (الجمعة) المنصرم بلغ (13) حالة اشتباه بمركز العزل بولاية الخرطوم، في حين تم إخراج (31) من العزل، بعد أن أثبتت الفحوصات سلامتهم .
وأشارت اللجنة إلى أن عدد القادمين عبر مطار الخرطوم يوم 20 مارس الجاري بلغ (366) شخصاً، وتمت متابعة (56) منهم بنسبة (15,3%).
مبادرة وطنية توفر (200) مليون جنيه
وانعقد أمس اجتماع ضم اللجنة العليا للطوارئ الصحية لمجابهة جائحة (كورونا) لاتحاد أصحاب العمل، ورجال المال والأعمال، واتحاد المصارف، وشركات الاتصالات، وقطاعات الشعب السوداني بالداخل والخارج، لتقديم الدعم لخطة القطاع الصحي للتصدي لفيروس (كورونا).
وأكد رئيس اللجنة الفريق الركن “إبراهيم جابر” مقدرة الشعب السوداني على تجاوز أزمة جائحة (كورونا). وأشاد بالدعم الذي قدمته الأطراف المشاركة في النفرة، الذي بلغ أكثر من (200) مليون جنيه كدفعة أولى لدعم الخطة الصحية للتصدي للجائحة. وأعلن عن تجهيز مكتب دائم للمنصة القومية لمجابهة جائحة (كورونا) بقاعة الصداقة بالخرطوم، تحت إشراف وزير المالية الدكتور “إبراهيم البدوي” لتلقي الدعم من الداخل والخارج.
(76) مليون دولار
وقال وزير الصحة د. “أكرم علي التوم” إن الدعم الذي قدمته النفرة الذي يزيد عن (200) مليون جنيه، سيساهم كثيراً في توفير المبلغ الذي حددته الوزارة للتصدي للوباء، الذي يبلغ (76) مليون دولار، مشيراً إلى أن الوزارة ستعمل على توفير الاحتياجات الضرورية والعاجلة للعاملين بالمعابر والمطارات ومواقع الحجر والعزل الصحي التي ستعينهم على أداء مهامهم وحمايتهم. وأكد وزير المالية د.”إبراهيم البدوي” أن وزارته وضعت ثلاثة محاور للتصدي للوباء، تمثلت في دعم وزارات الصحة الاتحادية والولائية لاحتواء ومكافحة الوباء، إلى جانب التنسيق بين وزارتي المالية والصحة لمخاطبة منظمات المجتمع الدولي الثنائية والأممية لتلقي الدعم في هذا الجانب، إضافة إلى التحسب للآثار الاقتصادية المتوقعة في حال حدوث أي تطور سلبي للجائحة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية