في كل يوم يتضح وبما لا يدع مجال للشك تصدع (قحت) واختلالها، وأنهم ليسوا على قلب رجل واحد، كما كانوا أول ذي بدء، قبيل أن يحيدوا عن ذلك بعد أسابيع، وقد تجلى ذلك في عدد من المواقف التي أبانت التشظي سيما بين تجمع المهنيين بعضهم البعض، ولجان المقاومة، وكذا بقية الأحزاب التي أصبح صوتها وفعلها أثراً بعد عين، بل إن بعضهم بدأ في (نكش) سوءات الحكومة، فيما ذهب البعض للتقليل من شأنها رغم أنه جزء منها على مستوى رئاستها، ومن المؤكد أن مثل هذا التشرذم سيضعف إدارة الحكم التي بدت هزيلة وتضرب فيها الفوضى في الآونة الأخيرة، وربما تشهد عمليات (حفر) واسعة، كما حدث في الحكومة الفائتة مما أدى لاختلالها ثم هشاشتها إلى أن سقطت، وذلك رغم المحاباة الواضحة في التعيينات وغير ذلك. وربما هذا ما دفع السيد رئيس الوزراء الدكتور “عبد الله حمدوك” لمهاتفة الشيخ “الياقوت الشيخ محمد الشيخ مالك” شيخ الطريقة السمانية الخلوتية، صاحب مبادرة (وحدة الصف الوطني والسلم المجتمعي) مثمناً عليها، سيما أنها حازت على رضا قطاع واسع من أهل السودان والحكومة ممثلة في وزرائها، معلناً عن تأييده ومساندته لها كون الوطن يحتاجها بشدة. وفي جانب آخر وعلى صعيد متصل استقبل قبيل أيام رئيس حزب الأمة الدكتور “الصادق الهادي المهدي” بمقر إقامته وفداً من القيادات السياسية برئاسة رئيس حزب التحرير والعدالة د.” التجاني السيسي”، ورئيس حزب الأمة (الإصلاح والتنمية) “إبراهيم آدم”، وحركة تحرير السودان التي مثلها “أبوالقاسم إمام”. وذلك لطرح مبادرة (تحالف نهضة السودان للوفاق الوطني) التي تهدف أيضاً لإيجاد الحلول لمشاكل السودان وإشراك الأحزاب السياسية كافة دون إقصاء. وأعتقد أن هؤلاء وغيرهم من قادة الأحزاب التاريخية الكبيرة والتيارات الحديثة قد خبروا دروب السياسة جيداً وقد مارسوها قولاً وفعلاً وأصابوا وأفلحوا في كثير من الملفات، زعماء وقادة نضجوا تماماً من خلال الممارسة السياسية، وإن توحدت صفوفهم إلى صفوف الحكومة الانتقالية وتجردوا من الذاتية لمصلحة الوطن قطعاً ستجني من خلالهم مكاسب كثيرة تعينها وتعين البلاد للقيام من وهدتها. نحتاج كثيراً لهكذا تلاقح أفكار وتبادل رؤى بعيداً من الإقصاء، وقد تمت الدعوة لذلك منذ بداية الحكومة الانتقالية، ففي التصالح الوطني بين الأحزاب والتيارات فوائد عظمى يجنيها الوطن والمواطن العادي الذي لا يهمه من يحكم بقدر ما يهمه استقراره ومعاشه. على رئيس الوزراء أن يمضي في هذه المبادرات التي ستلتئم في مبادرة واحدة إن صفت النفوس، وأن لا يلقي بالاً للموسوسين له، المزينين للأخطاء والكوارث و(الجلطات) فربما عندها يستعيد مكانته الكبيرة لدى الشارع العام التي بدأت في التضعضع، ومن ثم إعادة الثقة في الذين تأملوا من التغيير خيرا على كافة الصعد.
اشترك بالنشرة البريدية ليصلك كل جديد
مقالات ذات صلة
أمل أبو القاسم تكتب.. الصعود إلى قمة الهبوط
2020-08-16
“كورونا” لا تحتمل الاستهتار
2020-04-15
الدقيق الفاسد..( يا عيب الشوم)
2020-04-14
شاهد أيضاً
إغلاق
-
الدقيق الفاسد..( يا عيب الشوم)2020-04-14