قوى الحرية والتغيير.. معركة مكشوفة في أرض الحكومة الانتقالية
التجمع الاتحادي يكشف عن معلومات صادمة ..
تقرير: رشان أوشي
تفاقمت الخلافات داخل الحكومة الانتقالية وحاضنتها السياسية (قوى الحرية والتغيير)، حيث طفت على سطح الأحداث صراعات كانت مكتومة حتى وقت قريب، خاصة عندما راجت أنباء عن عزم رئيس الوزراء “د.عبد الله حمدوك”، إجراء تعديلات على الحقائب الوزارية، ومن ثم إبعاد وجوه لم تحصل على رضاء الجماهير والحاضنة السياسية مؤخراً، سبقتها خلافات حول إعادة هيكلة قيادة التحالف الحاكم، إلا أن التجمع الاتحادي أحد أذرع ومكونات قوى الحرية فاجأ الجميع ببيان سياسي أشعل الساحة وفتح باب التكهنات واسعاً .
خلافات..
كان نصيب وزير الزراعة من رضا الحاضنة السياسية على أدائه شحيحاً، بحسب ما نشر على وسائط إعلامية حول خلافات وزير الزراعة مع قوى الحرية والتغيير، أقر وكيل وزارة الزراعة والغابات د.”عبد القادر تركاوي” بوجود خلافات حادة بين وزير الزراعة “عيسى عثمان شريف” والحرية والتغيير ولجان المقاومة داخل الوزارة. وأرجع “تركاوي” لصحيفة (آخر لحظة) أمس الأول الخلافات بين الأطراف لعدم ظهور الوزير عبر وسائل الإعلام بصورة مستمرة. ودافع “تركاوي” عن الوزير، ونفى عدم صحة ما ورد في بيان الحزب الجمهوري بانحياز الوزير لمنسوبي المؤتمر الوطني (المحلول) ضد الثورة. وأوضح الوكيل أن الوزير حركة شعبية، وليس لديه علاقة بالنظام البائد.
سبقت كل ذلك خلافات حول هيكلة قيادة الحرية والتغيير، حيث وصفت الهيكلة الحالية بالإقصائية، ونبهت إلى أن مراكز قوى داخل التحالف تسيطر على الأمور، متجاهلة بقية الحلفاء من الاحزاب الصغيرة، وهو ما أكده الناطق باسم الحزب الشيوعي “فتحي فضل” في تصريحات سابقة، قائلاً: (إن المسألة الأساسية ليست إعادة الهيكلة فقط، ولكن طالبنا بإعادة النظر في التحالف العريض، وضرورة مشاركة من لعبوا دوراً أساسياً في ثورة ديسمبر المجيدة مثل لجان المقاومة وغيرها)، وأضاف: (هؤلاء غير موجودين في الحرية والتغيير، ويجب أن يتم تمثيلهم في قيادة التحالف)، بينما طالب ﺭﺋﻴﺲ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﺒﻌﺚ السوداني “يحيى الحسين”، في تصريحات إعلامية سابقة بـﺿﺮﻭﺭﺓ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻫﻴﻜﻠﺔ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ. ﻭقال إن ﺑﻌﺾ ﻗﻴﺎﺩﺍﺗﻬﺎ غير ﻤﺆهلين ﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺒﻼﺩ. واضاف: (ﺑﻌﺾ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ الحرية وﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻻ ﺗﻌﻲ ﺑﺮﺍﻣﺞ التحالف)، مشيراً إلى تجرﺑﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﻧﺪﺍء ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻗﻮﻯ ﺍلإﺟﻤﺎﻉ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﻤﺎ ﻣﺮﺟﻌﻴﺎﺕ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ، ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺒﺮﺍﻣﺠﻬﻤﺎ .
اشتعال الحرائق:
أصبحت المعركة مكشوفة، حيث أعلن التجمع الاتحادي، أحد أكبر الكتل السياسية داخل التحالف عن معلومات صادمة للرأي العام، حيث اتهم مجموعات داخل المكون العسكري بمجلس السيادة إلى جانب دوائر داخل السلطة التنفيذية (مجلس الوزراء) بالمضي في طريق مساومة مزعومة مع مختلف القوى الإسلاموية ومكونات النظام البائد تهدف لتعطيل عملية التفكيك، وذلك عبر الاستهداف المباشر لعمل لجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد، فضلاً عن توفير الحماية والملاذات الآمنة لرموز النظام البائد المطلوبة للعدالة بحسب ما ورد في البيان. وأضاف: (لقد عملت الأطراف المشار إليها على إتخاذ قرارات في غاية الخطورة من وراء ظهر مؤسسات قوى الحرية والتغيير وعبر إغراء أفراد واستخدامهم كبيادق لشق الصف الثوري، بالإضافة لصنع دائرة محدودة العدد وذات توجه سياسي معروف واعتمادها حكومة موازية لحكومة الثورة، فضلاً عن السعي لاستقطاب بعض المكونات الثورية من أجل إضعاف قوى الحرية والتغيير وخلق تحالف جديد يشمل الموالين للنظام البائد وقوى الثورة المضادة). وأردف: (إن التراخى المُتعمد تجاه إزالة التمكين ومحاربة الفساد فتح الباب مُشرعاً أمام بقايا نظام الثلاثين من يونيو 89 لتنظم نفسها وتضع العراقيل أمام عملية الانتقال تارةً بضرب الإقتصاد الوطني الذي ما زالت تسيطر عليه قوى الرِدة، وتارةً بتعبئة الشارع ضد حكومة الثورة (مسيرات الزحف الأخضر؛ الفولة و موكب يوم غدٍ 21 مارس)، وقد شرعت هذه المجموعات في تنظيم نفسها أمام مرأى ومسمع السلطة الانتقالية وأجهزة إنفاذ القانون)، معلناً عن موقفه من الاحداث السياسية وخاصة قضية تفكيك التمكين. وجاء في البيان: (إن تفكيك دولة التمكين يمثل بالنسبة لنا خطاً أحمر لن نسمح لأية فئة بالمساومة عليه والالتفاف حوله، وسنسعى مع كافة القوى الثورية التي تشاركنا ذات الهدف لإجهاض أي توجه للتقارب مع مكونات النظام البائد، مع تأكيدنا على الاستمرار في دعم حكومة الانتقال من أجل تحقيق شعارات الثورة حتى تعبر بلادنا هذا المنعطف التاريخي المهام).
بات واضحاً أن التحالف الحاكم في طريقه للالتحاق بسابقاته من تجارب التحالفات السياسية المرحلية للقوى السياسية في فترات سابقة.
نفي صريح
ورغم سريان معلومات كثيفة عن تصدع تحالف قوى الحرية والتغيير عطفاً على موقف الاتحادي الموحد واستقالة “مريم الصادق المهدي” من الآلية الاقتصادية، إلا أن القيادي بتحالف الحرية والتغيير والمؤتمر السوداني “خالد عمر” “سلك” ينفي ذلك جملة وتفصيلاً، فقد أكد من خلال تغريدة على حاسبه في (تويتر) أمس، أن لا صحة إطلاقاً لما يتم تداوله حول خروج أي مكون عن مكونات الحرية والتغيير عن التحالف، بيد أنه أشار لصعوبات تواجه التحالف. وقال: (تواجه المرحلة الإنتقالية صعاب وتحديات عديدة لا معبر منها إلا بالوحدة حول أهداف الثورة وغاياتها وهو ما سنظل نستمسك به وندعو له).