عظيم أن استجابت وزارة التربية والتعليم لتوصيات الخبراء التي رفعوها منذ عدة سنوات، والتي طالبت جميعها بتعديل التقويم المدرسي السنوي للعام الدراسي في السودان، ليبدأ عقب انتهاء موسم الخريف الذي غالباً ما ينتهي قبيل سبتمبر من كل عام.. ولقد ظللنا وطوال هذه الفترة نكتب في هذا مطالبين أهل التربية والتعليم للعمل بهذا الرأي السديد الذي عبره يتم ضمان بداية العام الدراسي في ظروف مناخية مؤاتية ومناسبة تتجاوز فترة الصيف الحارق من بداية أبريل مروراً بمايو ويونيو حتى فصل الخريف من يوليو، مروراً بأغسطس وحتى منتصف سبتمبر، وهي الفترة التي تتأثر فيها جل ولايات البلاد بالأمطار الغزيرة والفيضانات والسيول والتي معها تتأثر البيئة المدرسية تأثيراً مباشراً وكبيراً، حيث تتهدم المدارس بفصولها ومكاتبها وكل منافعها وتنقطع الطرق المؤدية إليها خاصة في ولايات البلاد الطرفية، حيث المسافات البعيدة والطرق غير المعبدة وغير الممهدة، بل والوعرة، أيضاً في بعض تلك الأصقاع البعيدة التي علينا التفكير فيها والتخطيط لها والاهتمام بها بذات درجة أهمية المركز هنا في الخرطوم، بل ربما كانت هي الأولى في هذا الاهتمام لحاجتها للتنمية ولحاقها بركب التطور والتقدم، وهذا التباين المعيب في الاهتمام بين المركز والأطراف هو أحد قضايانا الرئيسية التي أدت إلى اختلال التوازن بين أجزاء الوطن الواحد بما أدى للحروب والنزاعات والشعور بالتهميش والعزلة، ذلك أن التعليم تحديداً، هو المؤشر الأول للتنمية المتوازنة بين ولايات البلاد المختلفة، لما يرتبط به من نشر للوعي والمعرفة ولما يعد به من تطور وحداثة.. هذا بالطبع فضلاً عن حاجة بعض الأسر لفترة العطلة المدرسية في هذه الفترة تحديداً لتناسبها مع ما يخططون له سنوياً من سفر مع أبنائهم سواءً داخل البلاد أو خارجها وفقاً لقدرة كل أسرة ورغبتها.
إذن استجابت أخيراً الحكومة لشيء من اجتهاد العلماء والمختصين.. هذا أمر جيد يجب تثمينه والإشادة به.