من أزمة العائدين من مصر وحدها.. تعرف أن بلادنا قاعدة في السهلة.. بلا قدرة على مجابهة الطوارئ.. ولا استعدادات لآي طارئ.. دولة كأنها (مركب على الله) تنتاشها حركات الاحتجاج، ومتلازمة عدم الإنتاج، وتتقاذفها الأمواج، ويكتشف الجميع، أن الربان مجرد( أفندي) أممي بلا تجربة سوى كتابة التقارير الباردة، والتي لا تحتاج إلى إعمال عقل ولا خيال ولا إبداع.. مع وزراء هم مجرد نشطاء من خلف الكي بوردات، انتقلوا وكأنهم لوردات، من فضاء الأسافير لمنصات التوزير.. ليوردوا الثورة إلى حيث الضياع، وسقط المتاع، ويوردوا الدولة موارد التهلكة والمسغبة.. هذه دولة تحتاج إلى قراءة (القنوت) دبر كل صلاة، عساها تنجو من أزمنة القحط، وأكل السحت.. وعساها تنجو من أزمة الطابونة والصابونة، قبل وصول جائحة كورونا..
وعلى وقع حديث السيدة المحترمة “عائشة” عضو السيادي، ومناشدتها أهل الخير للتبرع بالمياه والعصائر لعدد(300) عائد تقريباً من مصر إلى الحجر الصحي.. على وقع حديثها غرد كثيرون على حساباتهم في منصات التواصل.. وفيهم من قال إن مثل هذا العدد كان يتكفل به أي فرع لاتحاد الطلاب بأي محلية.. ناهيك عن دولة كاملة بها (7) جيوش بكامل عدتها وعتادها.. ومضي آخرون للقول بأن ضعف هذا العدد كانت تستضيفهم أي قرية صغيرة وفقيرة، على طول خط السكة الحديد.. إذا تعطل القطار أو انقطع الخط بفعل الأمطار.. بينما ذهب آخرون طالبين من الحاجة “عائشة” وزملائها الكرام في السيادي والوزاري التبرع بجزء من رواتبهم الضخمة، مرة في العمر.. و(فنة) في الدهر..
لقد مضى ذلك الزمان الذي كانت فيه أخوات مهيرة، يتبرعن بأعز ما يملكن من الحلي والحلل، والأسورة والغوايش.. فضلاً عن تجهيز زاد المجاهد.. مضى ذلك الزمان، وجاء زمان لا يجود فيه أحد بما عنده، ولا يسمع لمن يطلب، ولا يستجاب لمن يناشد.. ( مضى الذين يعاش في أكنافهم).. وجاء مستجدو النعمة الذين فاتوا الكبار والقدرهم..
لقد كان شعبنا ينتظر منهم الكنافة .. فأشبعوه كفافاً وجفافاً.. كان المواطن البسيط يأمل في المكرونة.. فوجد نفسه ببركة القحتاوي وجهاً لوجه مع الكورونا..
ياحكومة “حمدوك” ورفاقه الأبرار.. الله يدينا خيركم..