لفتت نظري مناشدة علة إحدى قروبات (الفيس) يطلب فيها من أطلقها توصيلها بشكل عاجل لوزير الشؤون الدينيه والأوقاف “نصر الدين مفرح” أوضح من خلالها أنه يوجد في قريتهم أو حلتهم “الكسمبر”، وهي واحدة من قرى الجزيرة، طفلان أرفق مع (البوست) صورة لهما، وهما في غاية الهزال والبؤس والمأساة، قال إنهما ــ وعلى حسب روايتهما ــ شردا من خلوة في سنار، لأن شيخها يضربهما ويجبرهما على أداء شغل أكبر من طاقتهما. وقال كاتب (البوست) إنها ليست المرة الأولى التي تشهد فرار هؤلاء الصغار من الخلوات، وقد جاءهم قبل شهر ونصف طفل شارد من خلوات قرية “طيبة النعيم”، وأيضاً ذكر أنه يتعرض للدق والضرب المبرح، والطفل أهله في أمدرمان استطاعوا التواصل معهم. وخلوني أقول إنني من اللحظة التي قرأت فيها هذا (البوست) أصابتني حالة من الحزن والوجع لهذه الطفولة المهانة المحرومة من حقها في الحياة في بلادنا الممكونة هذه، وهي ليست الحادثة الأولى، ولن تكون الأخيرة، وقبل شهور فُجعنا بالأطفال الذين تعرضوا للضرب والتعذيب والسجن على يد شيخ الخلوة، ولن أنسى في حياتي منظرهم داخل مستشفى بحري، وهم يرتجفون من الألم والإهمال والصدمة النفسية القاسية.
فيا سيدي وزير الأوقاف، وقد نقلت لك (البوست) والصورة كاملة، عبر مدير إعلامك الأخ “عبد العزيز”. ما يحدث في بلادنا فوق طاقة التصور، وهذه الخلوات أصبح ضررها أكثر من نفعها، وبعد أن كانت، وعلى مر عهود طويلة تقوم بدورها الكبير في التربية، وتقويم السلوك، وحفظ القرآن، أصبحت مكاناً للهدم النفسي والإساءه الجسدية واللفظية، بل أصبحت ملاذاً آمناً لبعض الذئاب البشرية التي تتعرض لهؤلاء القصر بالتحرش والاغتصاب، وبالتالي لابد من اتخاذ قرارات تصحيحية سريعة لهذه المؤسسات التي أصابتها ـ مثل مؤسسات كثيرة ــ اللعنة، أو لتقم الوزارة بقفلها تماماً حتى تتم مراجعتها، إن كان لابد من وجودها واقعاً مفروضاً.
وكدي بمناسبة الخلوات دي دعوني أسال الأخ وزير الصحة “أكرم” ما هي الإجراءات التي اتخذت تجاه هذه البؤر التي تستحق أن نسميها بدائية لمواجهة وباء (الكورونا)؟ لأنه مؤكد لو البلد دي فيها (كورونا) ستعدم (طافي النار) بسبب القصور الكبير والفشل الذريع، وزارة الصحة التي لم تقدم أي مظهر من مظاهر المكافحة أو المقاومة أو التحوطات الاحترازية المسبقة، كما يفعل العالم من حولنا، اللهم إلا إن كان السيد الوزير لازال عند رأيه أن (الكورونا) دي حاجة (صغيرونة) وتافهة، ولا تستحق عناء الاجتهاد فيها، وكل ما حولنا يؤكد أنه ليس هناك أي مظاهر من مظاهر التحوطات الرسمية، والحكومة تقريباً نفضت يدها عن مسؤوليتها المهنية والأخلاقية تجاه مواطنيها، وكما قلت أمس لإحدى الأخوات أن (البدخل سوق بحري ده وما تجيه كورونا فده أكبر دليل أن بلادنا خالية من الفيروس) والوزير (دخَّل فينا خلعة) بسبب مآرب أخرى من وراء إعلان المرض، والادعاء أنه تسبب في قتل مواطن.
الدائرة أقوله إن ملف الخلوات ده أصبح ملف فيه كثير من الضبابية والغموض والتستر على داء يهدد جيل كامل بتشويه مستقبله وتحطيمه ليصبح عبئاً وعالة ومرضى فاتهم أوان العلاج.
كلمة عزيزة
السيد رئيس مجلس الوزراء قام بتعيين الأستاذ الناشط “أمجد فريد” مسؤولاً عن ملف الهجرة والشتات في مجلس الوزراء، (تمام ما قلنا حاجة)، طيب الأخ الذي تم تعيينه قبل أيام أميناً عاماً لجهاز شؤون المغتربين مهامه شنو؟
كلمة أعز
جمعتني أمس مكالمة طويلة مع الأستاذ “أبوعركي البخيت” ولم أفقد الأمل، كما قلت له، في استضافته تلفزيونياً، لكن للأسف وجدته “أبوعركي” ذاته محبطاً ومستاءً، ويرى أنه لم يتغير شيء، أها نسوي شنو يا أستاذ (أدي الله وادي حكمته)!