تقارير

(كيان ابن المراغنة).. هل يعمل على لملمة “شعث” أهل الشرق

أعلن عنه "إبراهيم الميرغني"

الخرطوم ــ نجاة إدريس
بعد أن انجلى ضباب ما خلفته أزمة “البني عامر” و”النوبة” ها هو القيادي الشاب، سليل أسرة المراغنة بالاتحادي (الأصل) “إبراهيم الميرغني” يعلن عن كيان سياسي جديد لمخاطبة قضايا شرق السودان، وذلك من أجل الحد من الاستقطاب القبلي الحاد بين المكونات القبلية، ولتجنيب شرق السودان تكرار الصراعات الدامية بين المكونات المختلفة. وكانت ولاية القضارف قد شهدت في الأيام الماضية مؤتمراً تداولياً حول مبادرة إنشاء كيان جديد قادها “إبراهيم الميرغني”، ووجدت قبولاً واسعاً في ولايات الشرق الثلاث القضارف، كسلا والبحر الأحمر.
مؤشر خطير
القيادي بالاتحادي (الأصل)، الناطق الرسمي السابق باسمه “إبراهيم الميرغني” اعتبر الصراعات التي شهدتها ولايات شرق السودان مؤشراً خطيراً لما يحاك من مؤامرات لتفتيت شرق السودان، واصفاً الصراع الذي حدث في شرق السودان بأنه صراع جديد في طبيعته، مؤكداً بأن شرق السودان لم يشهد من قبل صراعاً بين القبائل بمثل هذه الصورة .
رؤية إصلاحية
وحذر “الميرغني” الصغير من مغبة تكرار ما حدث في القضارف والبحر الأحمر مرة أخرى بصورة أعنف، ما لم يتم نبذ القبلية، والالتفاف حول برنامج يتجاوز الإطار القبلي الضيق، ويستوعب مكونات الشرق بأكملها، ويوحدها على أساس المصير المشترك، لافتاً إلى أن التعبير عن القضايا وإلباسها الثوب القبلي من شأنه أن يقود إلى صراعات، دون أن يساعد في علاج الأزمة. ونوه “إبراهيم الميرغني” إلى أن هناك من يحاولون الاصطياد في الماء العكر، وذلك من خلال الطرق على النعرات العنصرية، مضيفاً أنه يحتاج إلى أن يقوم أهل الشرق بدورهم في تكوين كيانهم الذي يمثلهم ويحافظ على مصالحهم .
أسس
ولفت “الميرغني” الصغير إلى أن كيانه يقوم على ثلاثة أسس تتمثل في عدم ادعاء أي شخص أو قبيلة بأنها تمثل شرق السودان، إضافة إلى أن شرق السودان يمثل كل أهله، بجانب أن قضايا شرق السودان ليست منفصلة عن قضايا السودان القومية .
عبث بالوحدة
القيادي وعضو الهيئة القيادية بالاتحادي الديمقراطي (الأصل) “ميرغني مساعد”، أشار إلى أن “إبراهيم الميرغني” أقام باجتهاداته الشخصية كياناً جديداً، مضيفاً أنه يتمنى أن تصب مبادرته في قالب الاتحادي (الأصل)، ولا تؤدي إلى انشقاق الحزب، مضيفاً أن “الميرغني” الصغير، إذا ثبت أنه أنشأ كياناً جديداً، فإن الأمر سيصب لا محالة في باب الانشقاق، مضيفاً بـأن الحادثة أشبه بمفاصلة الإسلاميين، مؤكداً بأن الحزب الاتحادي كان قد توحد في العام 1967م، مشدداً أن رؤية الحزب تقوم على أن كل من لديه رؤية أو خطة للإصلاح أو غيرها فعليه أن يعرضها في الحزب، مؤكداً أنه لم يسمع بأن الأخير عرض رؤاه على أحد، خاصة وأن رئيس الحزب ونائبه “جعفر” موجودان بالقاهرة .
البحث عن الزعامة
ونفى “مساعد” وجود مشاكل بين “إبراهيم الميرغني” وبين الاتحادي (الأصل)، مؤكداً أن الأول شق الحزب في رحلته للبحث عن الزعامة، مضيفاً أن “إبراهيم الميرغني” بفعلته تلك يكون قد عبث بوحدة الاتحادي (الأصل)، مضيفاً ضرورة أن تتضافر الجهود لخلق كيان واحد موحد، بدلاً عن السعي لشق الحزب، مشدداً على ضرورة أن ينشيء الشخص حزباً باسم جديد، إذا كان يظن بأن الحزب المعين لا يسع أطروحته، مشدداً على ضرورة أن ينشيء “إبراهيم الميرغني” حزباً جديداً، وألا تقل عضوية أي حزب جديد عن (500) ألف شخص حتى تتقلص الأحزاب السياسية في السودان، مضيفاً أن “الميرغني” الصغير استفاد من اسم الأسرة في تكوين كيانه الجديد و(تشعبط) في عباءة “الميرغني” .
اختلاف
المحلل السياسي والأكاديمي الدبلوماسي د.”الرشيد أبوشامة” لفت إلى أن هناك اختلافاً جلياً بين “إبراهيم الميرغني” والحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل)، مضيفاً أن الاختلاف هذا لم يكن بجديد، فقد بدأ في عهد الجدود، بين جد “إبراهيم الميرغني” ويدعي السيد “محمد عثمان” (راجل شمبات) وبين ابن عمه “السيد علي”، غير أن الأخير كان مدعوماً من الانجليز والقاعدة الختمية. وأضاف “أبوشامة” في حديثه لـ(المجهر) أمس، أن “الميرغني” الصغير بتكوين كيانه هذا أعاد للذاكرة السياسية ما كان من اختلافات بين الجدود من أبناء العمومة، بيد أن رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) أستطاع أن يجعل من “إبراهيم” قيادياً في الحزب، غير أن الشاب استطاع بذكائه أن يسير قافزاً في دنيا السياسة، حيث تسنم وزارة الاتصالات في خواتيم عهد الإنقاذ، مضيفاً أن أداء “إبراهيم” السياسي يبدو جيداً مقارنة بين أبناء عمومته “الحسن” و”جعفر”، مؤكداً أن “إبراهيم” يستطيع أن يأخذ كل جماهير الحزب الاتحادي (الأصل) خاصة بمناطق الشرق، خاصة وأن الأخيرين ولاؤهم كبير لجده “محمد عثمان (راجل شمبات)، مضيفاً أن “إبراهيم” بانشقاقه هذا سيصبح مهدداً كبيراً للحزب ولوحدته، ومنافساً خطيراً لـ”جعفر” و”الحسن” في مستقبلهما السياسي .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية