القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) “ميرغني مساعد” لـ(المجهر)
لهذه الأسباب جاء اللقاء والحديث عن أن الحزب يدار بالوكالة غير صحيح
لقاء مولانا “محمد عثمان الميرغني” بالفريق أول “حميدتي” بمبادرة من (….)
مبادرة لجمع شقاق نجلي مولانا وإعلان “إبراهيم الميرغني” عن حزب جديد (عبث)
“الميرغني” يتمتع بحصة جيدة وترتيبات لجمع صف الاتحاديين
كشف القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) “ميرغني مساعد” عن مبادرة تمت لترتيب لقاء يجمع مولانا “محمد عثمان الميرغني” بنائب رئيس المجلس السيادي الفريق أول “حميدتي” الذي يزور القاهرة هذه الأيام، مؤكداً أن الغرض من اللقاء إلى جانب التحديات التي تواجه الفترة الانتقالية بما يفضي إلى انتخابات حرة ونزيهة تقود البلاد نحو السلام والاستقرار، هو الدفع أيضاً من قبل مولانا في عدم التفكير في تمديد المرحلة الانتقالية، وفقاً للأصوات التي تطالب بذلك.
وأعلن “مساعد” جاهزية حزبه لخوض انتخابات متى ما حدد لها، مؤكداً أنهم حزب كبير لديه تاريخ وبرنامج انتخابي موضوع. وأفصح عن ترتيبات جارية لرأب الصدع بين نجلي الميرغني “جعفر” و”الحسن”. وانتقد في السياق إعلان “إبراهيم الميرغني” عن كيان اتحادي جديد من شرق السودان. ووصف الأمر بالعبثي، قائلاً: (على “الميرغني” أن يختار أي اسم يريده لحزبه دون التفكير في مسمى الحزب الاتحادي، وأن تأتيه الناس لشخصه هو، وليس لكونه من الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل).. عدد من المحاور وضعتها (المجهر) على طاولة القيادي بالحزب، فتحدث كعادته، فماذا قال؟
حوار ـ هبة محمود سعيد
*بداية حدثنا عن لقاء نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول “محمد حمدان دقلو” (حميدتي) بالسيد “محمد عثمان الميرغني” بمقر إقامته في القاهرة، تفاصيل ما دار؟
ــ أولاً نحن نثمن هذا اللقاء إذ إنه يصب في خارطة العمل السياسي في السودان، وهو لقاء لضم الصفوف وتوحيدها، وللتأكيد على أننا مع الحكومة الانتقالية والوقوف معها والعمل على تنفيذ برامجها وسياساتها لحين انتهاء الفترة الانتقالية عقب ثلاث سنوات.
*من قام بالتمهيد للقاء، أو من الذي بادر به؟
ــ التمهيد تم بمجرد الإعلان عن زيارة للفريق أول “حميدتي” لمصر.
*بتمهيد من من؟
ــ بتمهيد من الداخل والخارج، لترتيب اللقاء.
*جدوى اللقاء في هذا التوقيت، ما الذي يريد أن يقوله مولانا للحكومة؟
ــ مولانا من خلال اللقاء تناول الفترة الانتقالية وتعقيداتها، ودعا إلى عدم التفكير في تمديدها، بالإضافة إلى ضرورة جمع الصف الوطني لكل القوى السياسية، ونحن نعيد التفكير من جديد في عقد مؤتمر دستوري عام.
*كيف تقبل الفريق أول “حميدتي” ملاحظات مولانا؟
ــ بكل ترحاب، وثمن على حديثه، وسوف يصدر قريباً بيان مشترك بخصوص اللقاء.
*هل تعتريكم أي مخاوف من تمديد الفترة الانتقالية؟
ــ ليس هناك مخاوف، ولكن ما تفق عليه الجميع يجب أن ينفذ، وثلاثة أعوام كافية، وبعدها تخوض الأحزاب الانتخابات ويقول الشارع كلمته في من يختاره رئيساً له.
*كحزب اتحادي ديمقراطي هل أنتم جاهزون ومستعدون لخوض العملية الانتخابية؟
ــ نعم جاهزون، وبعد فترة سوف نبدأ في الاستعدادات لخوض هذه العملية، ولدينا برنامجنا الانتخابي، نحن حزب كبير وقديم ولديه تاريخه.
*حتى نكون أكثر وضوحاً، هناك من يتحدث أن الحزب الآن يدار بالوكالة وأن مولانا “محمد عثمان الميرغني” ليس بالصحة أو المقدرة الذهنية التي تمكنه من ممارسة العمل السياسي؟
ــ غير صحيح، فمولانا يتمتع بصحة جيدة وبذاكرة حاضرة، لكن العمر تقدم به، لكنه مازال قادراً على العطاء السياسي.
*غير صحيح أن هناك من يدير الحزب من واجهة مولانا؟
ــ بالتأكيد غير صحيح وهذا عبث الذي يقال.
*جيد، إذا تحدثنا عن وحدة الصف الوطني لكل القوى السياسية التي ذكرتها بداية حديثك، فهل برأيك تستقيم تلك الدعوة وأبناء مولانا أنفسهم في شقاق، “جعفر” و”الحسن” مختلفان، و”الميرغني” يميل لـ”جعفر”، أما أولى لمولانا ترتيب بيته الداخلي قبل الدعوة لرأب صدع الآخرين؟
ــ نعم هذا شقاق بسيط، ولكن نحن نسعى مع الآخرين في ضم الصفوف، فثلاثون عاماً من حكم الإنقاذ أفرزت مشاكل وانقسامات في شتى الأحزاب، ولكن نحن نحاول تضميد الجراح الذي أحدثتها الإنقاذ.
*ما علاقة الإنقاذ بالخلاف بين نجلي “الميرغني”؟
ــ الإنقاذ دفعت للناس الأموال، وشقت الصفوف، وسعت إلى تكوين أحزاب اتحادية أخرى، ولذلك نحن ظللنا نقول إنه الآن لا يمكن تشكيل أحزاب تحمل اسم الحزب الاتحادي، أي شخص يريد عمل حزب عليه أن يختار له اي مسمى آخر غير الحزب الاتحادي وسنمنعه بالقانون حتى وإن كان اتحادياً.
*الآن “إبراهيم الميرغني” أعلن عن كيان اتحادي جديد من شرق السودان، وهذا يعني أن انشقاقاً اتحادياً جديداً في الطريق، فما علاقة ذلك بالإنقاذ وما علاقته بجمع الصف الوطني لكل القوى السياسية، أليس هناك تناقض؟
ــ هو حر في ما يفعل، وأنا لا علم لي بما إن كان لديه نية في تكوين حزب أم لا، لكن ما يهمني في الأمر أن لا يتخذ اسم (الاتحادي) ويلصقه في حزبه حتى تأتيه الناس، عليه أن يختار أي اسم يريده لحزبه، وأن تأتيه الناس لشخصه هو، وليس لكونه من الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل).
*حتى وإن كان “إبراهيم” الذي تتحدث عنه سليل المراغنة؟
ــ حتى وإن كان “الميرغني” نفسه، الحزب الاتحادي حزب واحد في السوادن، ويجب أن يبقى حزباً واحداً، وحتى لا ندخل مع الآخرين في عراك، تقدمنا كهيئة قيادية بمذكرة بعدم تسجيل أي حزب اتحادي جديد ما لم تكن عضويته (500) ألف عضو، كما طالبنا بأن لا يأخذ أي حزب انشق عن الحزب، اسم الحزب الاتحادي، هذا أمر مرفوض وممنوع.
*هذه دكتاتورية؟
ــ لا، من أراد أن يؤسس حزباً فهو حر، لكن تأتي إليه الجماهير باسم وميثاق جديد، وهذا معمول به في كل الدول، لكن أن يأتي حزب وياخذ اسم الحزب الأصل، فهذا عبث بالبلاد وباستقرارها، ليس من المعقول أن يكون هناك (15) فصيلاً اتحادياً.
*برأيك ما هي جدوى الخطوة من الإعلان عن تكوين حزب جديد لـ”إبراهيم الميرغني”، من داخل شرق السودان، “إبراهيم” وصف خلال مخاطبته المؤتمر التداولي لولاية القضارف أمس الأول، الصراعات التي شهدتها ولايات شرق السودان مؤخراً بالمؤشر الخطير لما يحاك من مؤامرات لتفتيت شرق السودان. وقال الكيان الجديد الذي كشف عنه يقوم على ثلاثة أسس تتمثل في عدم ادعاء أي شخص أو جهة أو قبيلة بأنها تمثل أهل الشرق، ويؤكد على أن الشرق يمثل أهله، وأن قضاياه ليست منفصلة عم قضايا السودان، هل ما قاله يمكن أن يكون دافعاً لخطوته التي أقدم عليها؟
ــ هذا خطأ منه، وعبث، وهناك لجنة مركزية للحزب في الشرق.
*هل أراد أن يؤسس لكيان يترأسه هو، ويخلع عباءة الأسرة؟
ــ “إبراهيم” شاب ممتاز وكان من الأفضل له تقديم تجربته داخل الحزب، وأنا كما ذكرت لك لا علم لي بإعلانه عن تكوين كيان جديد.
*في ما يتعلق بتوحيد الصف الاتحادي، هل من ترتيبات جارية؟
ــ الدعوات لوحدة الاتحاديين الآن هي ديدننا، نحن الآن نعمل على وحدتهم، وذكرنا مرارا أنه من الممكن أن نختلف داخل البيت الواحد لكن يكون هناك حزب اتحادي واحد يدير شؤون الاتحادين على مستوى السودان والعالم، عموماً هناك أحاديث بين الإخوة جارية في كل الاتجاهات قبل انعقاد المؤتمر العام.
*هل حددتم موعداً له؟
ــ ليس بعد
*إن لم تتم الوحدة؟
ــ نحن نرجو أن تتم.
*حال لم تتم؟
ــ سوف يعقد الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) مؤتمره العام عندما تكتمل كل الإجراءات، لكن نحن نسعى الآن لوحدة الحركة الاتحادية كما كانت عليه في العام 1967.
*كيف تقيم أداء الحكومة الانتقالية عقب مرور ستة أشهر على تكوينها، الآن الكثير من الأزمات ما زالت حاضرة وبقوة أنهكت المواطن؟
ــ الحكومة الآن تعالج في تركة حكومة الإنقاذ، وتعمل على معالجتها، ونحن نعلم أنهم لا يملكون (عصا موسى)، وليس من السهولة بمكان القضاء على ما تركوه في أيام أو شهور أو سنين، الأمر بحاجة إلى خطة وعمل وهم يعملون، ونحن نقف معهم ونساندهم.
*أنتم أقرب الأحزاب السياسية للحكومة، رغم أنكم كنتم وظللتم شركاء للنظام السابق حتى سقوطه؟
ــ بالفعل نحن أقرب للحكومة الانتقالية، كما أننا أقرب للحركة الوطنية، ونحن أقوى الأحزاب في السودان، ووقوفنا إلى جانب حكومة السيد رئيس الوزارء “عبد الله حمدوك” من باب أننا نقف مع كل من يقدم الخير للسودان، لحين انتهاء الفترة الانتقالية وقيام الانتخابات، هذا من اتجاه، أما في ما يتعلق بمشاركتنا للنظام السابق في الحكم، فكان لوقف الحرب وحماية السودان، ونحن شاركنا في 2005 عقب تدخل الكثير من الدول، ورأينا من الأفضل المشاركة حفاظاً على استقرار السودان، ولم نشارك لأجل البحث عن السلطة، شاركنا عقب تصويت بالأغلبية داخل الحزب لكن (98%) من جماهيرنا كانت ترفض هذه المشاركة، ونحن جزء لا يتجزأ من المعارضة السودانية.