عز الكلام

الرأسمالية الأنانية!

ام وضاح

المصمم العالمي “جورجو أرماني” تبرع بحوالي (٢٥٠) مليار دولار للمساهمة في إنقاذ الشعب الإيطالي من خطر (الكورونا)، وذات الفعل الإنساني قام به مالك شركة (علي بابا) متبرعاً بـ(١١٤) مليون دولار لشراء معدات طبية لتطوير لقاح لمواجهة فيروس (الكورونا)، ومثل هذه المبادرات تعتبر في أوربا وغيرها أمراً طبيعياً ربما حتى لا يستحق الاحتفاء به، لأنها تنبع من إحساس فطري نفتقده للأسف في بلادنا، بل إن القيام به إن حدث يعتبر مدهشاً ومخالفاً للعادة، وكدي خلوني أسأل، وهو سؤال سألته سابقاً وسأظل أكرره كلما مرت ببلادنا محنة وضائقة، عن دور رؤوس الأموال الوطنية في القيام بمبادرات وطنية خالصة تجاه أزمة أو قضية أو مشكلة؟ ورأس المال الوطني للأسف معظمه أناني، شراكته مع الحكومات شراكات منفعة، وبعضها شراكات طفيلية تمص دماء شعبنا، والأمثلة على ذلك كثيرة يعرفها الشارع ولا نحتاج لذكرها، وعلى فكرة مثل هذا السلوك لا يحتاج لقانون ولا تشريع ولا تحريش، هذا سلوك يحتاج إلى ضمير صاحٍ، ووعي بضرورة المشاركة في الهم الوطني، والخروج من بوتقة المصلحة التي تجعل الشخص منغلقاً على ذاته ودائرته الضيقة، وبالمناسبة يبدو أن هذا الانغلاق حديث مثلما استحدثنا أشياء كثيرة مخزية، لأن تاريخنا القريب فيه نماذج ضربت مثلاً حقيقياً في الذوبان والانخراط في الهم الوطني، والمرحوم “الطيب النص” مثلاً لم يتوانَ أو يتلفت أو يضرب أخماساً في أسداس، حينما طلب منه دفع مرتبات القوات النظامية في أوائل عهد الإنقاذ وفعلها الرجل، ولم يكن محتاجاً لتمييز ولا منفعة ولا مصلحة، و”الطيب النص” اسم في عالم المال راكز وراسخ، لكنه قام بفعل فيه كثير من السخاء الذي لا يفعله الأشخاص مشبع بحبه للوطن وإحساسه بأن يكون شريكاً أصيلاً في الهم القومي، لذلك من حقي أن أستغرب وأسأل وين رجال المال والأعمال الكبار الذين اغتنوا أيام الإنقاذ واستفادوا وستفوا حساباتهم في البنوك ناس الاسمنت والدقيق والسيخ والعمله وين هم من أزمة الوقود والسفن تقف في عرض البحر تحتاج لمن يفك أسرها؟، وين هم من أزمة الخبز، وين هم من أزمة الغاز وين هم من أزمة الدواء، وين هم من كل أزماتنا السابقة واللاحقة والمتجددة؟، أعتقد أنه أمر مؤسف أن يجلسوا في مقاعد المشاهدة يتفرجون في انتظار أن تنجلي العاصفة، وليس مهماً كم تخلف من الضحايا والمكلومين والأكثر ألماً من هؤلاء هي الطفيلية التي تنتهز الفرص، وتستثمر في المصائب، والبعض ضاعف أضعافاً مضاعفة أسعار كل ما له علاقة بمرض (الكورونا) ويشمل ذلك الكمامات ووسائل الوقاية المختلفة من محاليل وخلافه، وكأنها فرصة للتربح، ولو على حساب النكبة، ليتضح أن مشكلتنا أكبر من كونها حكومات فاشلة، ونخب سياسية كاذبة ومتاجرة بقضايانا، مشكلتنا أكبر، والإحساس بالآخر انعدم لدرجة أننا نسينا تماماً وصية المصطفى عليه أفضل السلام أن لا يبيت أحدنا وجاره جائع، لنصل مستوى إن وجد أحدهم اللقمة في فم جاره لخطفها بلا وازع ضمير.. والله غالب.
كلمة عزيزة
يظل وزير الصحة السيد “أكرم” هو الوزير الأكثر غرائبية في هذه الحكومة، والرجل كل صباح (يجلطنا) بحديث يتضح بعدها أنه غير صحيح، ليبدو الرجل متسرعاً بشكل لا يليق بمن هو في موقعه، ويبدو كذلك أنه لا يهتم كثيراً بالتقصي والتأني، وانتظار نتائج أجهزته المعنية، وكدي ورينا يا سعادتكً ما هو ردك على نفي أسرة الشاب الذي ادعيت أنه توفي بـ(الكورونا) وتحاليله كانت على غير ذلك؟ كدي يا سعادتك خلينا من ده كله شنو الإجراءات الاحترازية التي قامت بها الوزارة في أماكن الزحام والمؤسسات التي تشهد تدافعاً للمواطنين، واضح أنك زول تهاويل ساي.
كلمة أعز
شهد الإمداد الكهربائي تحسناً ملحوظاً في الأيام الفائتة عكس ما توعدنا به الأستاذ “محمد وداعة” المسؤول من ملف الكهرباء بأننا سنشهد أياماً صعبة، وهو أمر يدعو للتساؤل هل التصريحات في الدولة السودانية مبنية على معطيات، ولَّا كل زول يقول العايزة ويجهجه أفكارنا؟

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية