حالة من الذعر والخوف زرعها وزير الصحة الاتحادي دكتور “أكرم علي التوم” في الشارع السوداني من جراء حديثه في المؤتمر الصحفي يوم (الجمعة) عن وفاة أول حالة بفيروس كورونا، الوزير لم يقصر بفتحه كل جبهات التخويف وهو يتحدث عن احتمالات لإغلاق الجامعات والمدارس وتارة بتأجيل امتحانات الشهادة الثانوية وغيرها من فرضيات الدكتور التي بناها على فرضية ظهور حالة إصابة واحدة بالمرض.
المواطن بحاجة لجرعات تثقيفية وإرشادية عن المرض وطرق تجنبه والحد من انتشاره حال إصابة أي شخص، وليس بحاجة لجرعات من الذعر والخوف والفزع.
التدابير الوقائية مهمة وحتمية ولكن عندما تصل إلى مرحلة التخويف هذه فإنها تنقلب إلى الضد، وهذه ما فعله الوزير.
الآن مطلوب مزيداً من التدابير الاحترازية في المداخل البرية والبحرية والمطارات، مطلوب من مجلس الوزراء أن يسمي لجنة طوارئ موسعة للتعامل مع هذا الوباء، تضم عدداً من الوزارات ذات الصلة وأن توضع ميزانية طوارئ، وأن تكون نظرية الوقاية خير من العلاج حاضرة في الإستراتيجيات الصحية في التعامل مع الوباء.
مسألة ثانية.. عطفاً على القضية أعلاه فقد شككت أسرة الفقيد في إصابته بفيروس كورونا، في حين تتمسك وزارة الصحة بأن الحالة كورونا ولا سبيل للمزايدة، ولوح شقيق الفقيد بمقاضاة وزير الصحة على تصريحاته التي أعلن فيها وفاة الراحل بالفيروس، وهذه الفرضية ينبغي التعامل معها على أساس أنها معلومة تحتمل الصدقية أو الكذب، وينبغي أن تأخذ وزارة الصحة في الاعتبار صرخة الأسر والتعامل مع الموقف الذي أعلنه شقيق الراحل والتدقيق والتمحيص، وبحسب البروتوكولات الصحية، فإنه في مثل حالة الوفاة التي حدثت، ينبغي على السلطات الصحية في المستشفى المعني أن تكتب تقريراً طبياً توضح فيه الحقائق مجردة.
فرغم حالة الخوف والفزع التي اجتاحت نفوس الكثير من المواطنين بسبب دخول الوباء، إلا أن ذاكرة المواطن السوداني جعلت من المرض والفيروس مجرد حديث من الماضي.