فيروسات (الكورونا) معروفة، وتسبب أمراض التهابات الجهاز التنفسي (الرئة) للإنسان والحيوان. في ديسمبر 2019 بمدينة “أوهان” في الصين تم ظهور نوع جديد من أنواع فيروسات الكورونا. ولعله محور جيناتياً، وقد لاحظ طبيب صيني بارع أن هنالك أعداداً من المرضى تظهر عليهم أمراض التنفس مصابين بنوع جديد من فيروسات (كورونا)، مما أشار إلى تحور الفيروس عما كان عليه سابقاً، بعد أن اكتسب قوة إمراضية كبيرة. فالسلطات الصينية حاولت حجر تصريحات الطبيب تكتماً لهذا النوع الجديد من الفيروسات. وتُوفي هذا الطبيب لاحقاً من أثر هذا المرض.
(80%) من المرضى يشفى تماماً من المرض، ولكن بعض المرضى يُصاب بالنوع الحاد المتقدم من أمراض الرئة، مما يحتاج إلى خدمات العناية المكثفة. فالمرضى الأكثر عُرضة لهذه الحالة الحادة هم مرضى السكري، وضغط الدم، ومصابو أمراض القلب والمدخنون. والغريب أن الأطفال يتعاملون مع الفيروس بمناعة أكثر، حيث تقل إصابتهم بالنوع الحاد، وكثير منهم لا تظهر عليه أعراض.
انتقال الفيروس بنسبة كبيرة من الإنسان المريض عبر جُزيئات اللعاب التي تطير من فم المريض إلى مداخل التنفس في الأصحاء. والفيروس يمكن أن يعيش خارج الجسم في اللعاب الخارج من المرضى أو مُخرجات الرئة عند القُحة، والأصحاء يمكن أن يلتقطوا هذا الفيروسات باللمس ونقلها إلى أنفسهم عند احتكاك الأيدي بالأنف أو الفم.
لتجنب الإصابة يجب أن يقف الإنسان على بعد مترٍ على الأقل من الآخر، وبالأحرى أكثر من مترٍ من المريض. ويظهر الفيروس في البراز. والسؤال هل ينتقل عبر هذا الطريق؟ لذلك يحتاج الإنسان وبالطبع المريض إلى غسل يديه بالصابون عند استعمال المرحاض.
• هل يمكن انتقال المرض من مرضى يحضنون الفيروس، ولا تظهر عليهم أعراض؟ الإجابة نعم، مما يؤكد ضرورة تجنب الازدحام.
• ماذا تم لمنع دخول وانتشار الفيروس في السودان؟ لم أسمع بأن حالة بهذا المرض سُجلت في السودان، رغم انتشار المرض في مصر وحركة المسافرين الكثيفة بين البلدين.
• أرى وجود غرف الحجر الصحي (الكارنتينة) في مستشفى الخرطوم غير موفقة، لأن المنطقة مزدحمة بالسكان، وعنابر المستشفى مُفتحة بصورة يمكن أن تنشر المرض.
• لم أتأكد من أن طريقة التشخيص المعملي في السودان ذات جودة، رغم أن في حالة الهلع هذه يمكن للسودان من استقطاب دعم خارجي من هيئة الصحة العالمية للتشخيص والعلاج. وقد علمتُ أن خبيراً سودانياً يعمل بالسعودية هو الذي يُرشد وزارة الصحة السعودية، لمنع انتشار (الكورونا)؟ هل هنالك تيم محلي مدرب في هذا الشأن؟
• لاحظتُ أن طريقة اكتشاف الفيروس لدى القادمين عبر مطار الخرطوم غير دقيقة.
أحدهم يقف عند سلم الطائرة ليكشف درجة حرارة المسافر بطريقة “البخة”، وقد لاحظتُ أن القراءة غير دقيقة، إذ سجلت حرارتي 29° درجة وابنتي 33° درجة مئوية، وكلاهما لا يتناسقان مع أننا أحياء. كما أن هنالك فورمات تملأ بواسطة المسافرين – معظم المسافرين لا يحملون أقلاماً، ولم يكتبوا حيثياتهم ووضعوا الفورمات فارغة.
الوضع الصحي في السودان ضعيف، ولا يتحمل أي وباء مهما صغر، ناهيك عن وباء كوباء (الكورونا).
أسأل الله تعالى أن يحفظ هذا البلد.
*اختصاصي أطفال – ببرمنجهام