فنجان الصباح - احمد عبد الوهاب

إلى سمو ولي عهد المملكة العربية السعودية.. مع التحية

أحمد عبدالوهاب

روعتني وهزتني حد الخوف، صور من المسجد الحرام بمكة المكرمة.. ومن صحن المطاف حول الكعبة الشريفة – زادها الله تكريماً وتعظيماً وتشريفاً ومهابةً – وفيها يظهر صحن المطاف خالياً من الطائفين والعاكفين والركع السجود.. ربما لأول مرة في التاريخ.. كما أن المسعى بين الصفا والمروة قد بدا هو الآخر خالياً من الساعين.. وكان من قبل اليوم لو رميت حبة قمح فلن تصل إلى الأرض.. من كثرة الساعين في ليل أو نهار.. والسبب كما قيل هو إجراء احترازي، خوفاً من تفشي مرض كورونا المستجد.. حمى الله المملكة، وبلاد الإسلام جميعاً منه.. إن وضع قيود على الوافدين من خارج المملكة أمر مقبول.. كما أن تشديده على القادمين من مناطق ثبت فيها تفشي الوباء أمر مطلوب وضروري.. ولكننا نتعشم من صاحب السمو الملكي الأمير “محمد بن سلمان” ولي العهد الأمين أن يصدر توجيهاته السامية، بأن يستمر الطواف كهيئته ليلاً ونهاراً منذ انبلاج فجر الإسلام .. فالمملكة بحمد الله تعالى خالية من الجائحة.. ويمكن لمواطني المملكة في أم القرى وما حولها، وفي المدينة المنورة وما جاورها.. وكل مناطق المملكة أن يعمروا الحرمين ليلاً نهاراً.. وأن لا يتركوا الطواف ولا السعي في الحرم المكي الشريف، وأن يكثروا من الزيارة والصلاة في الحرم المدني.. وأن يجعلوا من هذه الفترة العصيبة فرصة للابتهال إلى الله تعالى والإكثار من الصلاة و الدعاء وتجديد التوبة، حتى ينكشف البلاء، ويرحل الوباء.. فما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة.. إننا نثق في كريم استجابة صاحب السمو الملكي الأمير “محمد” ولي العهد بأن يصدر توجيهاته السامية باستمرار الطواف، والسعي كالمعتاد لأهل الحرمين، وسكان المملكة وترغيبهم في العمرة والزيارة.. مع مراعاة والتزام الاشتراطات الصحية.. كأن تتم عمليات تعقيم كبيرة على مدار الساعة، أسوة بعمليات النظافة والبخور بالعود الأصلي الغالي الثمن والعطور التي درجت عليها المملكة، والتي كان يلتزم بها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله.. ويمكن أيضا إلزام زوار الحرم المدني بشروط مماثلة.
إن هؤلاء الطائفين والعاكفين والركع السجود في الحرمين الشريفين، يدعون كلهم لخادم الحرمين ولولي عهده الأمين بالتوفيق والسداد، والسلامة والرشاد.. وطول العمر.. فلا تحرموا أنفسكم من هذا الخير..
مع دعائي بأن يحفظ الله تعالى المملكة، مقدسات ومليكاً وشعباً.. وأن يحفظ كل بلاد المسلمين، ويجعلهم على عدوهم ظاهرين..
اسامة

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية