عز الكلام

الناس طفشت وضربت الخلاء

ام وضاح

حدثني الأخ الصديق “عاصم البلال” نائب رئيس تحرير صحيفة (أخبار اليوم)، و”عاصم” هذا بالمناسبة له معزة خاصة عندي وعند أولادي، وكلما اشتقنا لـ”صلاح دهب” عليه الرحمة، نتصل به فيذكرنا إياه بطيبته وقلبه الأبيض وسخريته اللاذعة، وزهده في الحياة، المهم قال لي “عاصم” إن مراسل الزميلة (أخبار اليوم) بإحدى الولايات أرسل إليه خبراً غريباً عن هروب سبعة من أولياء الأمور بعد أن ضاقت بهم الحياة وغلبتهم العيشة، فما كان من “عاصم” إلا أن قال له وبطريقته الساخرة إذن اكتب اسمي ثامنهم.
ولكم أن تتخيلوا قدر شنو الناس ضاقت بها الحياة، وقفلت أمامها النوافذ والأبواب، وأصبحنا للأسف في حالة ضيق وعنت وتفكير دائم في لقمة الخبز، فتعطلت كل الأجهزة المحرضة على الإبداع والفرح، وقريباً ستتعطل الأعصاب المحرضة علي الابتسامة، وستحل محلها التكشيرة الدائمة، وكأنه مكتوب علينا أن نواجه المعاناة والإحباط دون بارقة أمل، وعلى فكره الإحباط والفشل الذي تسببت فيه حكومة (قحت) أكثر ألماً لشعبنا مما فعلته فينا الإنقاذ، لأنها حكمت هذه البلاد (بالنبوت) ولم تأت بصندوق انتخاب ولا حتى إراده شعبية، لكن الوجع الحقيقي من فشل وفساد حكومة جاء بها شعبنا بعد أن انتصر لنفسه بنجاح واحدة من أعظم الثورات في التاريخ الحديث، ورغم أنه صنعها وفجرها، لكنه للأسف لم يستطع حراستها، فسُرقت منه عياناً بياناً، وجاءت بحكومةً ناشطين يريدون أن يتعلموا الحلاقة في رؤوس اليتامى، والدليل على ذلك أن جميع وزرائها فاشلون ومتخبطًون، ولا يحملون رؤية، وهم تقريباً الآن في وضع المكتفين الذين حار بهم الدليل، وأصبح خيار الاستمرار (ووب) وخيار الزوغان من المسؤولية (ووبين) وحال الشعب السوداني (مائة وووب) وأكثر، وعلى فكرة الواقع يزداد سواداً كلما خرج إلى العلن أحد المسؤولين متحدثاً عن هذه الأزمات، وكل كلمة ينطقها تجدد فجيعتنا، وندرك أننا في حفرة، الخروج منها لن يكون ما لم ترحل هذه الحكومة، ويتم تكليف حكومة كفاءات لا علاقه لها بحزب، ولا (شلة مدرسة) ولا (صحبة داخلية)، لأنه لو ظللنا ندير البلد بطريقة صاحبي وصاحبك، وحزبي وحزبك، فسنصحو ذات صباح، ونجد أنفسنا بلا وطن يحتوينا، فالذي سيحدث هو ذات الفلم المكرر الذي حدثت تفاصيله عقب الثورة، ومعظم من استفادوا من الإنقاذ ومصوا دمها، هربوا بأولادهم وزوجاتهم إلى الخارج تسبقهم أموالهم وترتيبات حياتهم المستقرة، وطالما عندك (كاش) فليس هناك (نقاش)، والموجودون الآن معظمهم بجوازات أجنبية وتأشيرات مفتوحة، و(يوم ما تكتم) حيتخارجوا ويتركوا الغبش يأكلوا نارهم.
الدائرة أقوله إن حكومة “حمدوك” خيَّبت رجاءنا، و”حمدوك” في روحه خيَّب توقعاتنا، ولم يبرهن على أنه الزعيم الملهم، صاحب المبادرات، القادر على توجيه بوصلة أمة فاقدة الاتجاه، تتقاذفها الرياح.. يا سيدي “حمدوك” بلادنا محتاجة لزعيم في صلابة “مانديلا”، وذكاء “مهاتير”، وحكمة “غاندي”، بلادنا تحتاج لزعيم راكب رأسه و(شفاتي) وبائع الدنيا دي، وجاي عشان يعمل بصمة، ويخلق تحولاً لا يؤثر فيه شخص، ولا تغير رأيه جماعة، وإلا ستمضي الثلاث سنوات من الحكومة الانتقالية، ويصل السودان إلى أسوأ نقطة، ما كان أكثر المتشائمين يتوقع وصولنا إليها.. والله غالب.
كلمة عزيزة
السيد وزير الماليه قال إن المتضرر من شركة (الفاخر) يمشي يشتكيها.. يا جماعة ده كلام شنو؟ ونشتكي (الفاخر) ليه؟ دي شركة لقت ليها جنينة ورعت فيها.. المفروض نشتكيك انت الذي منحتها الفرصة والاحتكار ومسكتها رقبة البلد.
كلمة أعز
السيد وزير المالية.. لسة في (كورنثيا) ولَّا غادرته؟
أسالك فقط لأنه رمضان جاي، وتناول الإفطار في الدور (السبعتاشر) في المطعم الصيني يختلف عن تناوله في شوارع أمبدات والحارات والدروشاب والكلاكلات.. اللهم لا اعتراض.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية